عروبة الإخباري – قال خبراء اقتصاديون إن ما شهدته المملكة في الآونة الأخيرة من ارتفاعات متتالية لأسعار الاراضي ورفع العديد من الضرائب على سلع اساسية كان سببا لدخول العاصمة الاردنية ضمن العواصم العربية الاغلى في الشرق الاوسط.
وبين هؤلاء ان معدلات الاسعار في الاردن شهدت قفزات سريعة، الامر الذي اوجد فجوة كبيرة بين رواتب المواطنين والاسعار.
وقال الخبير الاقتصادي، مفلح عقل، ان اسعار النفط شهدت ارتفاعات متتالية وبشكل كبير قبل ان يعود للهبوط في الاشهر الاخيرة الماضية، الامر الذي انعكس سلبا على الكثير من القطاعات الاقتصادية في المملكة وعلى رأسها أسعار الأراضي والشقق.
وأضاف انه ونتيجة لارتفاع اسعار المحروقات اصبح هنالك تحديات كبيرة تواجه القطاع العقاري، لاسيما ما شهدته مدخلات الإنتاج وكلفها من ارتفاعات متتالية وسريعة خاصة في مادة الاسمنت التي ارتفعت بنسبة 100 % نتيجة لارتفاع أسعار المحروقات سابقا، ولم تعاود الانخفاض مع هبوط اسعار المحروقات مؤخرا.
وبين عقل أن ما يقارب 50 % من كلفة إنتاج الإسمنت تعتمد على الطاقة، وبالتالي فإن كل زيادة على أسعار المحروقات انعكست على أسعار الاسمنت.
وأضاف عقل أن تراجع قدرة المواطن على امتلاك شقة نتيجة ارتفاع أسعارها، بالإضافة الى ارتفاع الضرائب وأسعار سلع أساسية أخرى ادى الى تآكل دخول المواطنين، موضحا ان التغيرات المتتالية والسريعة بمعدلات الاسعار اوجدت خللا كبيرا بين معدل الاسعار ورواتب المواطنين الثابتة، بحيث اصبح هنالك شريحة واسعة من المجتمع غير قادر على مواكبة هذه التغيرات.
وتراجعت العاصمّة عمان إلى المرتبة 103 فى قائمة أغلى المدن في العالم بالنسبة للوافدين، والخامسة عربيا في مؤشر تكاليف غلاء المعيشة 2014 الذي أجرته شركة ميرسر الاستشارية، وسجلت عمان المرتبة 89 في العام الماضي وفقا للمسح “ميرسر” السنوي الذي شمل 211 مدينة عبر القارات الخمس.
واستند المسح على مقياس التكاليف لأكثر من 200 سلعة وخدمة في كل مدينة، ويشمل ذلك السكن، والنقل، والغذاء، والملابس، والسلع المنزلية، بالإضافة إلى الترفيه.
بدوره، قال الخبير الاقتصادي، قاسم الحموري، أن اعتبار عمان من ضمن اغلى العواصم العربية كان نتيجة لتبعات ارتفاع أسعار الشقق والاراضي في ظل ارتفاع أسعار مواد أساسية أخرى ادت الى انعكاسات سلبية على الصعيد الاقتصادي، خاصة أن دخول المواطنين ثابتة.
وأوضح أن ارتفاعات الاسعار المتتالية التي شهدتها المملكة في الاونة الاخيرة ادت الى زيادة التعقيدات أمام المواطنين، خاصة فيما يتعلق بتأمين سكن وحياة كريمة لهم.
ولفت الحموري إلى أن ارتفاع الأسعار كان له تداعيات سلبية على مختلف القطاعات الاقتصادية بشكل عام، ما تسبب في تراجع قدرة الاردن على جذب الاستثمارات وجذب السياح من ناحية اخرى.
وأكد الخبير الاقتصادي، محمد البشير، ان الاردن شهد تفاقما في اسعار الاراضي والشقق وسلع أساسية بفترة قصيرة كانت نتيجة لارتفاع كلف فواتير الطاقة، مبينا ان هذا الارتفاع ادى الى تقليص الطبقة الوسطى في المجتمع بشكل كبير.
واضاف ان اغلب المواطنين لم يكن بمقدورهم مواكبة مجريات التغيرات الاقتصادية بسبب تدني الدخول الشهرية لهم، بحيث اصبح من الصعب على اغلب المواطنين تسديد الالتزامات العادية واليومية.
ولفت البشير إلى أن السبب الرئيسي لاعتبار عمان من ضمن اغلى العواصم العربية كان نتيجة للارتفاعات التي شهدتها أسعار الأراضي وكلف النقل، اضافة الى الرسوم والضرائب المفروضة على العديد من السلع الاساسية وعلى رأسها ضريبة المبيعات.
خبراء: ارتفاع أسعار الأراضي في عمان يدرجها ضمن أغلى العواصم العربية
12
المقالة السابقة