عروبة الإخباري – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية الدور المحوري لأمانة عمان في تقديم الخدمات للمواطنين في العاصمة، معربا جلالته عن ضرورة دعم جهود الأمانة في أداء مهامها ومعالجة التحديات التي تواجهها خلال العام الحالي.
وشدد جلالته، خلال زيارته اليوم الاثنين، إلى أمانة عمان الكبرى ولقائه أمينها عقل بلتاجي وأعضاء مجلسها ومدراء الدوائر فيها، على ضرورة تطوير الخطط والبرامج التكاملية والشمولية، والتي من شأنها الارتقاء بنوعية الخدمات إلى طموح المواطنين، مؤكدا جلالته أن لأمانة عمان دورا كبيرا في هذا الصدد.
كما أكد جلالته ضرورة زيادة وتكثيف التعاون بين أمانة عمان ومؤسسات القطاع العام والخاص، لدعم الأمانة وتمكينها بوصفها ليست مؤسسة خدمات فقط، وإنما مؤسسة معنية بتراث وتاريخ وسياحة وهوية العاصمة، لافتا إلى أن الموسم السياحي سيبدأ قريبا، وبالتالي هناك ضرورة لتضافر الجهود لتطوير المنتج السياحي في عمان والاستعداد للموسم بكل جدية وفاعلية.
وأعاد جلالته التأكيد على ضرورة المحافظة على العنصر الجمالي للعاصمة عمان، وتحقيق التوازن الدقيق بين عنصري التطور والحفاظ على هوية المدينة، وبما يحقق التنمية والتحديث لعمان ويحافظ على الجمالية والثقافة والتقاليد التي تميزها.
ولفت جلالته، في هذا الصدد، إلى أهمية التركيز على جذب الاستثمارات المحلية والخارجية، بالاستفادة من الميزات المعمارية والسياحية في عمان، وما يتطلبه ذلك من اتخاذ كل السبل الكفيلة لتشجيع السياحة للمناطق الأثرية والتاريخية في المدينة، إضافة إلى التوسع وزيادة الاهتمام في المناطق الشرقية من العاصمة، والتركيز على جذب الاستثمارات إليها.
ووجه جلالته، في هذا الإطار، إلى وضع خطة عمل من قبل أمانة عمان، وبالشراكة مع مختلف الجهات المعنية، لضمان تسهيل الخدمات المقدمة للمواطنين، والتخفيف من التحديات التي تواجههم، واعتماد دليل واضح لمعاملات المواطنين والمراجعين للأمانة، من تراخيص وغيرها.
وبين جلالته، خلال اللقاء، أن وضع الأردن السياسي قوي دائما، والأولوية لتطوير الاقتصاد من حيث محاربة الفقر والبطالة وتقديم الخدمات الأفضل للمواطنين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، التزام الحكومة بدعم أمانة عمان لمواجهة مختلف التحديات والبناء على الإنجاز، مشددا الحرص على أن تكون قنوات التنسيق والتشاور بين مختلف المؤسسات الحكومية وأمانة عمان في أفضل حالاتها.
وأكد أن الأمانة ليست مؤسسة معنية فقط بتقديم الخدمات، ولكنها واجهة للأسرة الأردنية والثقافة والموسيقى والسياحة والفن والتاريخ والحضارة، ومؤسسة معنية بتطوير الخدمات في جميع مناحي الحياة في العاصمة وفق أفضل الممارسات.
وقدم أمين عمان عقل بلتاجي، خلال اللقاء، شرحاً عن الخدمات التي تقدمها أمانة عمان للمواطنين، في جميع المجالات، ومختلف المناطق داخل حدودها.
وعرض بلتاجي جملة من الإجراءات والتعليمات والخطط التي تسعى الأمانة لتطبيقها في سبيل تحقيق الخدمة التي ترتقي إلى مستوى طموح المواطنين.
كما استعرض أبرز المشاريع التي تعكف الأمانة على تنفيذها، خصوصا مشروع الباص السريع، الذي سيشكل نقلة نوعية في مجال النقل العام، ويسهم في التخفيف من حدة الازدحام الذي يواجهه هذا القطاع.
ولفت إلى أن أمانة عمان، التي اتخذت شعارا “عمان أمانة”، تعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة الضغوطات بالشفافية والصدقية، وتحويل التحديات إلى فرص وإمكانيات.
وعرض أبرز التحديات التي تواجهها الأمانة، ابتداء من موضوع التنمية المستدامة، وإدارة النفايات، وإيجاد الحلول المرورية، والتنظيم والتخطيط الشامل، والتزايد السكاني والنمو، والتنمية المجتمعية والأحياء، وهوية عمان.
وفيما يتصل بدور أمانة عمان في المساهمة بالنشاط السياحي وتطوير قطاع النقل في العاصمة، قال بلتاجي “إننا سنعمل بكل جهدنا لتكون عمان مقصدا سياحيا من الطراز الأول، من خلال تفعيل سياحة المؤتمرات، واستضافة البطولات الرياضية، حيث سيشهد ستاد الملك عبدالله الثاني في منطقة القويسمة بطولة كأس العالم للسيدات عام 2017، مثلما ستعمل على تطوير وتحديث قطاع النقل ليكون مؤهلا لخدمة المواطنين”.
وفيما يتعلق بموضوع التخطيط والتنظيم للبناء، لفت إلى أن الهدف من تعديل التشريعات المتعلقة بها هو منع العشوائية في البناء، خصوصا وأن البنية التحتية غير مؤهلة لهذا الكم من الأبنية.
وأكد، في هذا الإطار، ضرورة توجيه المد العمراني باتجاه أفقي صوب شرق عمان، وأن الأمانة تقدم تسهيلاتها في هذا المجال.
واستعرض بلتاجي أبرز المشاريع التي ستنفذها أمانة عمان في خطتها المستقبلية، وتشمل الباص السريع، والاستفادة من مناطق شرق طريق الحزام الدائري (الماضونة)، وإدارة المواقف، وتطوير خدمة النقل والمرور، وإنشاء الجسور والأنفاق، فضلا عن مواصلة العمل لإنجاز حدائق الملك عبدالله الثاني في منطقة المقابلين، ومتحف الدبابات، وإنارة الشوارع بالطاقة الشمسية، وحراج السيارات، والشريط الاستثماري.
وقال إن أمانة عمان ستبدأ بإجراء مسوحات شاملة للمدينة، التي يقدر عدد قاطنيها وزائريها بحوالي 4 ملايين، فيما يتجاوز عدد المركبات فيها المليون و200 ألف مركبة.
وفي مداخلة لنائب أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، قال إن مفتاح النجاح لأي مؤسسة يكمن في تمكين هذه المؤسسة بالثقة والصلاحيات، والأمانة تجد ثقتها في نفسها من خلال مشاريعها التي تطرحها لمواطنيها، والتي تقدمها للمدينة.
واستعرض عددا من التحديات التي تواجه الأمانة فيما يتصل بالتحديات التشريعية والقوانين الناظمة، معربا عن تطلعه بأن يكون للأمانة خصوصية في قانون البلديات من خلال دراسة عميقة لأهمية المدينة.
ولفت الشواربة إلى وجود بعض التناقضات في بعض القوانين فيما يتصل بقانوني النقل والشراكة مع القطاع الخاص، الأمر الذي يعيق التنمية.
وقال إن أمانة عمان عند طرح مشاريعها لا تطرحها كجهة مستثمرة، وإنما كبلدية مطلوب منها تقديم مرافق للمدينة وللإنسان، مؤكدا أن جميع أجهزة الأمانة ستعمل بكل جرأة في طرح المشاريع المستقبلية المقبلة وستقدم التسهيلات للمستثمرين، وستواصل العمل على تطوير المدينة وفقا لخطط مدروسة.
من جهتها، قالت عضو مجلس الأمانة نسرين النجداوي، في مداخلة لها، إن أمانة عمان ليست منظومة من البناء والعمران فحسب، وإنما هي مدينة آمنة وجاذبة ومستقرة وذات روح قابلة للحياة تعتز بتراثها وأصالتها، وتؤمن بأن المسؤولية المجتمعية تعتبر الذراع الأيمن في تعزيز المواطنة الصالحة، وتكون حجر الأساس في التنمية المستدامة.
واستعرضت بعضا من النشاطات التي تنفذها الأمانة في إطار مسؤوليتها المجتمعية والاجتماعية، من خلال تفعيل دور لجان الأحياء، وإنشاء الحدائق والمراكز الاجتماعية، والمراكز التعليمية والتدريبية لتكنولوجيا المعلومات، واهتمامها بالأطفال وحقوقهم، والعناية بكبار السن، وحفاظها على الفنون والموسيقى، وتحملها عاتق الوفاق الأسري، وحرصها على الحفاظ على المخزون الثقافي والحضاري.
بدوره، استعرض المدير التنفيذي للنقل والمرور في الأمانة الدكتور أيمن الصمادي سير العمل في مشروع الباص السريع، الذي يستمر 30 شهرا عبر استكمال البنى التحتية، وتسيير الباصات ليعمل بطاقة استيعابية تبلغ 10 الاف راكب في الساعة.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من التنفيذ تمتد من منطقة صويلح إلى الجامعة الأردنية عبر نفق الصحافة مرورا بمحطات انتقال إلى تقاطع مدينة الحسين للشباب ومن ثم مجمع الشمال إلى مستشفى الأمير حمزة وانتهاء بمجمع المحطة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية، (بترا)، قال عضو مجلس الأمانة المهندس عمر اللوزي إن أمانة عمان تولي أهمية للعمل المستند إلى الخطط والبرامج، مشيرا إلى أن المخطط الشمولي يشكل خارطة طريق لمواجهة التحديات التي تواجهها مدينة عمان، ويركز على جذب الاستثمارات، وإقامة المشاريع بما يتواءم مع خصوصية وهوية عمان.
من جهته، قال رئيس اللجنة المالية في مجلس الأمانة المهندس بشر جردانه إن اللجنة المالية تعتمد على ثلاثة ركائز في التخطيط المالي على المدى البعيد للأمانة، تشمل الأولى ترشيد النفقات الجارية وتعظيم الإيرادات الذاتية وتحسين آليات التحصيل، فيما تشمل الثانية رفع الاستثمار الرأسمالي ليكون ذلك بمثابة الخدمات التي سيستفيد منها أهل عمان من خلال هذه الاستثمارات، والثالثة، الاستدامة المالية الطويلة الأمد، خصوصا إدارة المديونية وآليات تسديد هذه المديونية على المدى الطويل، لافتا إلى أن أمانة عمان ستكون ميزانيتها لعام 2015 بحدود 410 مليون دينار، مقابل 300 مليون في العام الذي سبقه.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك.