عروبة الإخباري – كتب نجم الدين الطوالبة – حين تزداد المسافة بين الإثم والعقوبة … تزداد المسافة بين الحاكم والمحكوم ، وعندها لا يعرف المرء بأي من يديه يمسح دمعة القهر ، ولا ماذا يفعل باصابعه العشر …
وللأسف ففي الأردن الذي نلتصق بترابه الطهور من الشريان الى الشريان ، ونتمسك بقيادته الشريفة من الوريد الى الوريد ، ما زال البعض فيه من المسؤولين يمنحون ضمائرهم إجازة مفتوحة منذ خمسين عاما ، فالموظف يخفي الحقيقة عن المدير والمدير يخفي الحقيقة عن الوزير والوزير يخفي الحقيقة عن الرئيس والرئيس يخفي الحقيقة عن جلالة الملك (لكي لا ينزعج الملك ) ونحن نعرف جميعا ان أكثر ما يزعج جلالة الملك هو عندما يخفي هؤلاء الحقائق عنه …
ومثال ذلك حالة الأسرة المكلومة بجرحها منذ خمسين عاما ، بحيث لم يخطر على بال أي مسؤول مديرا أو وزيرا او رئيسا منذ خمسين عاما رفع الظلم عن كاهل هذه الاسرة التي جرحها الزمن لوجود سبعة مشلولين شللا كاملا ممددين على أرضية غرفة واحدة ولم يشاهدوا الشمس الا مرة واحدة طيلة خمسين عاما …
ترى أين كانوا رؤساء الحكومات (الثلاثين) الذين تناوبوا على رئاسة الحكومة منذ خمسين عاما من معرفة حالة هذه الاسرة ، واين كانوا رؤساء الديوان الملكي العامر (العشرين) الذين تناوبوا على رئاسة الديوان الملكي منذ خمسين عاما …
ثم أين كان يختبئ وزراء ووزيرات التنمية الاجتماعية خلال كل تلك الفترة …
شيء مؤسف فعلا أن تجد مسؤولين على أعلى المستويات ما زالوا يختبأون خلف عباءة الخوف لكي لا يعلم جلالة الملك أحوال أسرته الأردنية الواحدة ، ولكي لا يسبقهم جلالة الملك الى بلدة الطرة للإطلاع على حالة هذه الاسرة المنكوبة والتي لا اعتقد ان هناك مثيلا لمعاناتها على مستوى العالم …
خوفا من أن يسألهم جلالته : أين كنتم منذ خمسين عاما عن هؤلاء الذين قسى عليهم الزمن والدهر والقدر …
فمنذ بث الحلقة قبل اربع وعشرين ساعة على شاشة التلفزيون الاردني ، والله لم أذق طعم النوم وذلك خدمة لهذه الاسرة المحرومة من خلال استقبال المكالمات الهاتفية بخصوصهم ، والجميع يناشدون بان لا أترك شاشة التلفزيون بعد ان قدمت استقالتي أمس على الهواء مباشرة ، ولكنني وعدتهم وأوعدكم بأنني لن أعود لشاشة التلفزيون الأردني إطلاقا الا انصياعا لرغبة جلالة الملك (إذا) أمر بذلك ، فقط من أجل ان اضمن بأن هناك مسؤولين في الحكومة أو الديوان يملكون حرية القرار لمعالجة أية مشكلة قد اطرحها على الشاشة …
علما بأنني قد أجريت العديد من الاتصالات لإرسال نسخة من الحلقة لتحظى بمشاهدة جلالته ، وإذا واجهتني ( كالعادة ) عراقيل من عدم ايصالها فسأكون مضطرا لإعــادة بثها من خــلال قناة إم بي سي ، لكي يشاهد جلالة الملك أخبار أسرته من خارج مملكته …
صحيح أنه كلام خطير ، ولكن الأخطر من ذلك هو ان تبقى ضمائر البعض من المسؤولين مدفونة تحت اكوام الثلج لألف سنة قادمة .
نجم الدين الطوالبة
لمشاهدة فيديو الحلقة اضغط على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=l1sC9A8AMz0&t=1161