عروبة الإخباري – ارتفع عدد ضحايا البرك الزراعية في مناطق الأغوار مع وفاة خمسة أطفال خلال شهر واحد آخرهم طفل في السادسة من العمر قضى إثر غرقه في إحدى البرك الزراعية في منطقة معدي في لواء ديرعلا أمس الجمعة.
وبحسب مدير مستشفى الايمان في معدي فإن الطفل الذي يبلغ من العمر 6 سنوات كان في رحلة الى المنطقة مع اسرته توفي نتيجة الغرق في بركة زراعية، لافتا إلى أنه ورغم جهود كوادر الدفاع المدني لانقاذه إلا أن الطفل وصل إلى المستشفى بحالة وفاة .
يأتي هذا الحادث بعد مرور عشرة أيام على وفاة شقيقين 11 و12 سنة في إحدى البرك الزراعية في منطقة الرامة في لواء الشونة الجنوبية وقبلهما بأسبوعين وفاة شقيقين 12 و13 سنة غرقا في منطقة الكرامة في لواء الشونة الجنوبية .
فندي وفايز 3 و 4 سنوات كانا أفضل حالا من الآخرين إذ حالفهما الحظ بانتباه ذويهما إلى غيابهما وانقاذهما في الوقت المناسب بعد سقوطهما في إحدى البرك الزراعية قبل ثلاثة أسابيع في الشونة الجنوبية رغم تعرضهما لمضاعفات صحية ونفسية خطيرة .
وبحسب مراقبين فإن المشهد الذي بات يتكرر كل عام يستوجب العمل بشكل جاد للحد من حوادث الغرق في البرك الزراعية والتي تزداد عاما بعد عام رغم التحذيرات المتكررة من قبل الجهات المعنية، لافتين إلى أن الأمر بحاجة لتكاتف جهود الجهات ذات العلاقة كسلطة وادي الأردن ووزارة الزراعة والمزارعين والأهالي ومؤسسات المجتمع المدني للوصول إلى حل يوفر الحماية للأطفال .
وبين أحمد الشطي أحد سكان الأغوار أن ترك البرك الزراعية بدون “تسييج” يشجع الأطفال على السباحة فيها رغم عدم توفر وسائل السلامة العامة، موضحا أن غالبية الأطفال الذين قضوا هم في سن صغيرة ولا يعون مخاطر السباحة في البرك الزراعية والتي تشكل خطرا حتى على السباحين كون أرضيتها من البلاستيك الأملس الذي يصعب من عملية الانقاذ .
ويضيف أنه وباستثناء بعض الإشارات التحذيرية لا يوجد ما يمنع الأطفال من الاقتراب من هذه البرك والتي غالبا ما تصطادهم رغما عنهم، مؤكدا أن على الجهات المعنية العمل على إيجاد قانون يلزم أصحاب المزارع بتشييك هذه البرك وإغلاق أبوابها لمنع الاقتراب منها والدخول اليها .
وتشير إحصاءات مديرية دفاع مدني البلقاء إلى أن عدد الوفيات خلال العشرة سنوات الماضية بلغ قرابة 100 شخص حوالي 70% منهم من الاطفال، 60% من هذه الحالات قضت في البرك الزراعية وقناة الملك عبدالله والسدود المنتشرة في وادي الأردن والبقية قضوا في مياه البحر الميت ومياه زرقاء ماعين في الوقت الذي زاد فيه عدد الوفيات في الأغوار الشمالية عن 100 شخص معظمهم من الأطفال .
وقال حمزة العدوان إن معظم حالات الغرق تاتي نتيجة استهانة الاهل وحتى الأطفال أنفسهم بامور السلامة العامة واستهتارهم بالاشارات التحذيرية في المناطق الخطرة، مطالبا بتشديد الرقابة على البرك الزراعية المكشوفة وتوجيه حملة تثقيفية لأصحاب البرك الزراعية لاقامة اسيجة للبرك المكشوفة التي يقدر عددها بلاف البرك على امتداد الوادي .
ودعا حمزة الأهالي والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني إلى التكاتف من أجل وضع حد لهذه الظاهرة المؤرقة من خلال توعية الأبناء عن مخاطر السباحة في هذه الأماكن وإيجاد آليات معينة لمنع اقترابهم منها، والعمل على توفير بدائل آمنة للترفيه لتكون بديلا لهؤلاء الأطفال خاصة وإن معظم مناطق الأغوار تفتقر إلى مثل هذه البدائل .
وبحسب مصدر في سلطة وادي الأردن فإن دور السلطة يكمن في توعية المزارعين بضرورة إنشاء سياج وتشييك البركة الزراعية ولا يوجد تشريع يلزمهم بذلك، مشيرا إلى أن على الأهالي دور كبير في منع أطفالهم من الذهاب إلى هذه البرك والتي غالبا ما تقع ضمن ملكيات خاصة لمزارعين