عروبة الإخباري – أطلق سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس مبادرة السلام الأزرق المائية ، في مؤتمر استكشاف روابط المياه والسلام “السلام الأزرق في غرب آسيا ” الذي عقد في عمان على مدى يومي الاربعاء والخميس الماضيين تقريري انعدام الأمن المائي، والمياه والعنف في منطقة الشرق الاوسط.
ويشير التقريران اللذان اعدتهما مجموعة الاستبصار الاستراتيجي الى الآثار السلبية على سكان المناطق التي تتعرض للكوارث المائية والتي تحدث في ظل الفقر والبطالة والنزوح والجفاف وعدم تمكين المرأة اضافة الى مشكلة القطاعات السكانية التي يتم إضعافها من خلال استغلال المياه كسلاح أو هدف في النزاعات العنيفة في منطقة غرب اسيا وشمال افريقيا.
وعلى مدى يومين كان تطوير استراتيجيات إدارة موارد المياه المشتركة الموضوع الرئيسي لمجموعة الأستبصار الاستراتيجي ومعهد “وانا” في المؤتمر الذي جاء بدعم من الوكالة السويدية للإنماء الدولي ، حيث جمع صانعي السياسة وقيادات فكرية وخبراء فنيين وأكاديميين من الأردن ولبنان والعراق وتركيا، وأتاح المجال لتبادل الخبرات في مجال التعاون المائي، كما أنه استكشف الروابط بين الأمن المائي والزراعة والأمن الغذائي، فضلاً عن التأثير في المجموعات السكانية الهشة.
ودعا سمو الامير الحسن رئيس مجلس ادارة معهد غرب اسيا وشمال افريقيا (وانا) خلال المؤتمر الذي حضرته سمو الأميرة سمية بنت الحسن وعدد من الوزراء والنواب والسفراء صنّاع القرار الى تطوير استراتيجيات فوق قُطرِية تستند إلى مقاربة تركز على الكرامة الإنسانية، بغية الارتقاء بالأمن المائي للناس والبلدان في إقليم غرب آسيا وشمال إفريقيا.
الامير الحسن يرى ان ايجاد منهج اقليمي وخطة استجابة مرنة للتعامل مع قضايا المياه في دول اقليم الشرق الأوسط الاردن ولبنان والعراق وتركيا يساهم في تحقيق الأمن المائي والإقتصادي .
وجدد سموه الدعوة إلى تعاون وحوار فعال لغرب آسيا وشمال إفريقيا فيما يتصل بالمياه والطاقة والبيئة الإنسانية” يمكننا أن نتخيل إقليماً صالحاً للأجيال القادمة فقط عبر تفكير مترابط.” وقال انه لا بد من وضع سياسات تفضي للتعاون بين الدول لحل النزاعات وايجاد ادوات للتعامل مع كثير من القضايا المائية “ان توفير الأمن المائي من شأنه اشاعة السلام بين الدول المتنازعة وتوفير بيئة اقتصادية تعود بالفائدة على شعوب تلك الدول” وتدفع الشباب للانخراط في الحياة العامة بعيداً عن ممارسة العنف الذي تقوده منظمات وجماعات ارهابية اتخذت من السيطرة على بعض المصادر المائية في الدول المتنازعة او التي تشهد حروباً، سلاحاً لتحقيق اهداف غير مشروعة..
وبين ان بعض الأزمات الأساسية التي تحدث بين الدول تتمثل بوجودية الهوية والهجرة والاقليمية ما نجم عنها نشوء اجتماعي يحتاج الى ادوات فاعلة لمعالجة هذه الأزمات.
وتناول سمو الأمير الحسن أبعاد وانعكاسات الأزمة السورية ديموغرافيا واقتصادياً على الاردن جراء نزوح اكثر من 5ر1مليون لاجىء ما ادى الى نقص في حصة الفرد الاردني وتشكيل ازمات مائية في محافظات المملكة وخصوصاً في مناطق الشمال.
واكدت السفيرة السويدية في عمان هيلينا ريتز ان السويد ستبقى مستمرة في دعم الإدارة الأفضل للموارد المائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإني أرحب بالتقارير التي قدمت في هذا اليوم باعتبارها إسهامات هامة في فهمنا حول كيفية إدارة المياه، على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وانها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا المضمار، أود أن أسلط الضوء على الحاجة لتعزيز دور المرأة في برامجنا المائية والسعي نحو حلول مائية شاملة .
وقال رئيس مجموعة الاستبصار الاستراتيجي الدكتور سنديب واسليكار،لقد أن الاوان للقادة وشعوب المنطقة للاستجابة إلى هذه المشاكل الاستراتيجية المتداخلة بشكل طارئ بروح من الرأفة والتعاون وإن عملية السلام الأزرق يمكنها أن تساعد في هذا المسعى لتحقيق هدف جعل المياه ليس مصدراً للأزمات وحسب بل أداة لتحقيق السلام”، وقالت المديرة التنفيذية لـ”وانا”، الدكتورة إريكا هاربر “طالما أن سكان المنطقة في نمو مستمر، سوف يتزايد الطلب على الماء، وبالأخص في بلدان تستضيف لاجئين ونازحين. وعندما تصل الفجوة بين عرض الماء والطلب عليه إلى نقطة حرجة، فسوف يكون هنالك خطر وجودي بحيث تصبح المياه سبباً للصراع والكوارث الإنسانية. هذه الدوافع تجعل من المياه إحدى أكثر الموارد حساسية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا،” فقد أظهر تقرير”انعدام الأمن المائي” ان اكثر من 40 مليون شخص في الاردن والعراق ولبنان وسورية وتركيا غير آمنين بالشكل الكافي من حيث الحصول على المياه بشكل فعال كما صنف التقرير الأمن المائي في 30 محافظة في خمس دول تشترك منها حدودياً كذلك يسلط التقرير الضوء على ان الضعف المائي ونقص المياه يعدان العاملان الرئيسيان للنزوح.
واظهر “تقرير المياه والعنف” مشكلة القطاعات السكانية التي يتم اضعافها من خلال استغلال المياه كسلاح او هدف في النزاعات العنيفة مبيناً ان الجماعات المسلحة غير الحكومية دمرت البنية التحتية للمياه في منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا مثلما استخدم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش” الموارد المائية والبنية التحتية لتحقيق اهداف غير مشروعة.
ويهدف المؤتمر الذي اختتم اعماله بجلسات تناولت موضوعات الرابط بين المياه والسلام، والمجموعات الضعيفة والأمن المائي، ونحو سياسة اقليمية للمرونة والتعاون بشأن المياه، الى تسهيل تبادل الخبرات بين اصحاب المصلحة من افريقيا وغرب آسيا والتعاون في مجالات المياه التي تتضمن احواض الأنهار والموارد المائية العابرة للحدود ، واستكشاف الروابط بين الأمن المائي والزراعة والأمن الغذائي واثر ذلك على الفئات الضعيفة من السكان ومناقشة نتائج ابحاث مجموعة الإستبصار الاستراتيجي ومعهد غرب آسيا وشمال افريقيا (وانا) بشأن الرابط بين انعدام الأمن المائي والمياه والعنف وكيفية قيادة وتأثير انعدام الامن المائي والغذائي لحركة اللاجئين.