صمدت ادارتها ولم تدر الظهر للزبائن
سرايا العقبة .. من التعثر الى النهوض والانجاز
المصداقية شهادة اعتمادها والوفاء بالالتزامات نهجها ..
عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – هذه تجربة جديرة بالدراسة ليدرك المتابع كيف استطاعت الادارة انقاذ الشركة واعادة وضعها على السكة والوصول بها الى شاطىء الامان لتنطلق في رحلتها لتصل الى اهدافها وهو تحقيق الربح للمساهمين باستكمال المشروع في مراحله المقررة وخاصة المرحلة الاولى ..
انطلقت سرايا العقبة عام 2005 كشركة تطوير عقاري مساهمة خاصة براسمال مقداره (100) الف دينار وكان الهدف سياحيا . وكانت الشركة قد انطلقت باربع شركاء هم مؤسسة الضمان الاجتماعي وشركة تطوير العقبة والبنك العربي اضافة الى الشريك الرئيسي سرايا الاردن . ومع انطلاقتها تم زيادة راس المال ليصبح 293 مليون دينار ودخول (120) مساهما جديدا وبمرور سنة واحدة جرت المباشرة باعمال المقاول وجرى البدء بعمليات بيع الوحدات السكنية التي تدفق عليها المشترون بشكل لم يسبق له مثيل ..
وفي العام الذي يليه استمر العمل بوتائر عالية في المناطق السكنية والفنادق واستمر البيع للوحدات السكنية ومع قدوم العام الثالث في 2008 زادت الشركة راس مالها ليصبح 335 مليون دينار ومع استمرار العمل واستمرار البيع وصل حجم المباع من الوحدات السكنية قرابة 55% من حجم هذه الوحدات وحجم التحصيل 115 مليون دولار من ثمن المباع ..
وفي ظروف موضوعية خارجية جاء عام 2009 ليفرض وضعا صعبا فرضته التحولات الاقتصادية العالمية وانعكاساتها المحلية واصبح التحويل اللازم صعبا مما اصاب وتيرة الاعمال الانشائية ومع حلول عام 2010 توقف العمل بالمشروع تماما ..
كان على الادارة ان تحسن خياراتها وان تتحمل المسؤولية وتنهض بالمشروع الذي توقف وتعثر حتى لا يموت وقد تزامن ذلك في البلد مع توقف مشاريع عديدة افلست وادارت مجالس الادارات ظهرها للمساهمين حين غرقت الشركات وحتى قبل غرقها وهناك امثلة عديدة من شركات عقارية وصناعية وغيرها آلت اداراتها للسجن او الهروب ولكن سرايا العقبة ( الاردن )- وقد كنت مراقبا لتطور اوضاعها – واجهت الحقائق بموضوعية وتحملت ادارتها المسؤولية وواصلت اتصالاتها مع الزبائن الذين اشتروا وحدات سكنية ودفعوا لها الاقساط فخيرتهم بالبقاء معها الى ان تتواصل رحلة الاقلاع مجددا او الانسحاب بمساهماتهم وحتى حين استعجل البعض من الزبائن بالذهاب الى التقاضي اوفت الشركة بالتزاماتها وتزايد عدد المنسحبين طوال الفترة الماضية حتى الان ليصلوا الى 299 اعيدت لهم مبالغ وصلت الى 65 مليون دينار في حين استمر اصحاب (65) وحدة سكنية ملتزمين بالشراكة وقد جرى جمع ( 17) مليون دينار من اقساطهم ..
في تجربة الهبوط والاقلاع التي شهدتها الشركة ظلت ادارتها التي عقدت مجلسها امس الاول واحدثت تغيرات ملموسة فيه لجهة تغيير الملكية والشركاء الاساسيين ظلت تتميز بالمصداقية والوفاء لما تعهدت به وهذا ما جنبها المسائلة القانونية والمطاردة التي وقعت فيها عديد من الشركات في الاردن ومع صمود مجلس الادارة واستمراره لرفع راية الشركة والعمل الحثيث بكل الوسائل لزيادة راس المال وضمان استمرار العمل وضخ الحياة في المشروع . فان المجلس سجل امام الحاضرين والمتابعين ومن يهمهم امر الاستثمار في العقبة والاردن مواقف صلبة وشفافية اصبحت موقع الشاهد لما عاشته الشركة ..
ونتيجة لعمل دؤوب ومستمر عاودت الشركة انطلاقتها عام 2013 بعد ان نجحت ادارتها في رفع راس مال ( شركة سرايا العقبة) بقيمة (450) مليون دينار ليصل الى ( 785) مليون دينار منهية التردد الذي عاشته في الاعوام الذي سبقت هذا العام وخلال عمليات التحول ما بين التوقف عن العمل الى استئنافه ..
ظلت ادارة شركة سرايا العقبة تحسن التصرف بالتعامل مع عملائها وزبائنها وظلت قادرة على ان تسدد لهم اقساطهم المعادة لمن رغبوا في الانسحاب .. وحتى اولئك الذين ذهبوا الى المحاكم وحصلوا على احكام منها او كانوا في طريقهم الى ذلك فقد توصلت معهم ادارة الشركة الى ما يرضيهم ويخلي ذمة الشركة من اي التزام تجاههم ..
لقد شهد عام 2013 زيادة راس المال كما ذكرنا والوفاء بالالتزامات تجاه الزبائن كما شهد في 9/6/2013 احالة عطاء استكمال الاعمال المتبقية من المرحلة الاولى للمشروع على الائتلاف المكون من شركة اتحاد المقاولين ( c.c.c) وشركة دريك اند سكل وشركة اربتك للانشاءات ( JV) وتم توقيع عقد المقاولة معهم وبكلفة 269 مليون دولار اميركي ..
ومع اطلالة عام 2014 استمر العمل لاستكمال الاعمال الانشائية وتوقيع العديد من العقود الفرعية وقد ازدادت وتيرة الاعمال في الشركة التي واصلت تنفيذ المراحل في المرحلة الاولى واعادة صياغة العديد من مواقع مشاريعها وخاصة الفنادق لتتناسب مع التطورات المعاصرة وآخر المستجدات لان الانطلاقة التي سبقها التصميم مضى عليها اكثر من عشر سنوات مما استحق التجديد والتغيير في التصاميم واعادة النظر في الاغراض المرجوة منها ومع نهاية عام 2014 كان الامل قد اثمر والجهود قد اعطت اكلها ببلوغ عدد العاملين في المشروع شركة سرايا العقبة (2000) الفي عامل وموظف حولوا المواقع الى خلية نحل واستطاعت الادارة وسط قسوة الظروف وتعقيداتها وصعوبتها من ان تجني ثمار مصداقيتها باستمرار العمل الهاديء البعيد عن المزيد من المشاكل ..
ومع حلول الشهر الثالث وفي منتصفه استطاعت الادارة وبذكاء وتضحية ان تغير في الشركاء لتدخل اطراف جديدة ذات قدرة وملاءة ومسؤولية وفي هذه اللحظة من بلوغ الشركة استقرارها ووضع اقدامها على الطريق باتجاه اهدافها ترجل رئيس مجلس ادارة سرايا العقبة السيد علي قولا غاصي ليعطي راية التواصل لمن بعده مع بقائه شريكا مؤسسا وصاحب موقع في التكوين الام للسرايا العالمية ..
كنت ارى الابتسامة على وجوه اعضاء المجلس وهم يقدمون النموذج في تداول المواقع لصالح استمرار ابحار الشركة باتجاه اهدافها وقد تزودت بالمال واطلقت العمل وبنت للمستقبل بما يضمن تحقيق الاهداف التي وضعت اصلا ..
كانت المصداقية هي شهادة الاعتماد وكان الصبر هو وقود المرحلة الصعبة وقد بقيت الهمة قائمة والعزيمة مشحوذة رغم ما واجهته الشركة من حملات تشكيك ومن رطانة ولغو ومن بعض الاطراف التي كانت تعتقد ان الشركة سيؤول مصيرها الى ما آلت اليه شركات اخرى جرى تعثرها وتصفيتها ..
ولانني كمراقب لا اريد تشخيص الفضل بمعنى شخصنة الانجاز ووضعه في يد شخص واحد فانني انسب العمل في النجاح الذي لم يكن سهلا الى مجلس ادارة شركة سرايا العقبة بكل اشخاصه الذين تكافلوا وتضامنوا وعملوا في اشد اللحظات صعوبة حتى حين جف التمويل ونضبت مصادره . فانهم لم يعرفوا طريقا لليأس وظل حرصهم قائما على ان يستمر اسم الشركة حيا وانجازها قائما والاسماء الكبيرة التي تقف خلفها مصانة الجانب .. طيبة السمعة فهنيئا لسرايا العقبة نجاتها ونجاحها وما حققته من ارباح وهنيئا لمجلس ادارتها الذي ترجل باعتزاز رئيسه ليفسح المجال امام شركاء ما كان لهم ان يدخلوا وان يواصلوا مسيرة الشركة لولا الثقة والمصداقية ..
الشركة تدخل مرحلة جديدة واثقة تحمل معها كل اسباب النجاح وتحقق للذين بقوا معها من الزبائن رهانهم الصادق عليها فسرايا العقبة كانت نموذجا حين بدأت وستظل نموذجا الان والى ان تحقق كل اهدافها ..