عروبة الإخباري – يدخل النزاع في سوريا اليوم الأحد عامه الخامس بكارثة إنسانية متفاقمة ونظام متمسك بالسلطة ومستمر في قمعه الوحشي في مواجهة مجموعات مسلحة مشتتة من المعارضة بينما باتت الأسرة الدولية منشغلة بفظائع تنظيم ‘داعش’ الإرهابي.
ودانت منظمات غير حكومية دولية هذا الأسبوع ‘فشل’ حكومات العالم في إيجاد مخرج للحرب التي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 210 آلاف شخص ودفعت نصف السكان إلى الهرب خلال أربع سنوات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه ‘أحصينا 215 ألفا و518 قتيلا خلال أربع سنوات من الحرب بينهم 66 ألفا و109 مدنيون’. وأوضح أن أكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في أعمال العنف منذ بداية شباط/فبراير الماضي.
وصورة التظاهرات السلمية التي بدأت في 15 آذار/مارس 2011 انتهت منذ فترة طويلة. فالحراك ضد النظام تعسكر في مواجهة القمع إلى أن تحول حربا معقدة بين القوات السورية ومختلف المجموعات المسلحة المعارضة وتنظيمين جهاديين احدهما ‘داعش’.
أما الجهود الدبلوماسية فتراوح مكانها بعد جولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تسفرا عن أي نتيجة تذكر. وقد تخلى موفدان خاصان عن مهمتهما بينما يحاول الثالث من دون جدوى التوصل إلى تجميد القتال في حلب كبرى مدن الشمال السوري.
ويثير عجز الأسرة الدولية عن وقف حمام الدم شعورا بالمرارة والتخلي لدى السوريين الذين يواجهون بحسب الأمم المتحدة ‘أخطر وضع إنساني طارئ في عصرنا’.
وحذرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من ‘المنعطف الخطير’ الذي تتخذه الأزمة لأن حوالي مليوني سوري تقل أعمارهم عن 18 عاما ‘يمكن أن يصبحوا جيلا ضائعا’.
وداخل سوريا نفسها هناك أكثر من سبعة ملايين نازح بينما يعيش نحو ستين في المائة من السكان في الفقر.
وقد دمرت البنى التحتية مما أدى إلى نقص حاد في الكهرباء والمياه وحتى المواد الغذائية في المناطق المحاصرة.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد أنه يعتمد على شبكة من الناشطين على الأرض، فان نحو 13 ألف سوري قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام السوري منذ بدء النزاع في آذار/مارس 2011. وما زال عشرات الآلاف معتقلين في سجون الحكومة وكثيرون آخرون مفقودين.
وبالرغم من الاستياء الدولي من العدد الكبير لضحايا ما يعتقد أنه سلاح كيميائي استخدمه النظام في منتصف العام 2013، فان الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال وربما أكثر من أي وقت سبق متمسكا بالسلطة. وتعزز قواته من سيطرتها على ضواحي العاصمة دمشق ومدينة حلب، من بين آخر معاقل المجموعات المعارضة.
ومجموعات المعارضة المسلحة تلك تبدو مشتتة أكثر من أي وقت مضى إذ أضعفها التفوق العسكري للقوات النظامية التي تستهدفها بالبراميل المتفجرة وتتلقى الدعم من حلفاء من الخارج مثل حزب الله اللبناني. ونفى الأسد استخدام قواته لتلك البراميل المتفجرة بالرغم من الأدلة المقدمة من قبل مجموعات غير حكومية عدة.
أما الدول الغربية التي طالبت برحيل الأسد عن السلطة في العام 2011 فأصبحت اليوم أقل حدة تجاهه إذ انشغلت بصعود تنظيم ‘داعش’، الذي ينظر إليه اليوم على أنه التنظيم الإرهابي الأكثر خطورة والأكثر تمويلا في العالم. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال بوضوح إن أولوية واشنطن اليوم هي الإطاحة بتنظيم ‘داعش’.
وفي محاولة جديدة من اجل التوصل إلى حل سياسي، تنظم موسكو، حليفة الأسد، في نيسان/أبريل جولة جديدة من المحادثات، المشكوك بنتائجها، بين ممثلين عن النظام في دمشق وآخرين عن جزء من قوى المعارضة. ولكن لا يبدو أن سوريا سترتاح من أزماتها في أي وقت قريب والأمل بالسلام يبقى هزيلا.