يأخذ البعض على الشيعة إيمانهم الكبير بالتقية. والتقية، من فعل يتقي، مبدأ ديني يجيز اخفاء المعتقد، متى ما خشي صاحبه الضرر. والتقية مجازة عند اليهود والمسلمين، ويرفضها المسيحيون. وبالرغم من مآخذ البعض على التقية، فانهم لم يترددوا في العمل بها وإخفاء انتمائهم للإخوان، ولكن كل كتاباتهم تشي بكذبهم، والكذب مبدأ يؤمنون به. وليس هناك مراقب لم يعرف أن الإخوان المسلمين، إلا قلة، وقفوا أثناء احتلال الكويت مع المجرم صدام، والتقوا به. وبالرغم من كل ما ادعوه من أنهم رفضوا احتلال الكويت، فانهم أيضا رفضوا قيام الغرب بتحريرها!
وفي معرض تبرير مواقف الإخوان المخزية كتب البعض أن إخوان الكويت، وبعد ما شهدوه من مواقف غير مشرفة من التنظيم العالمي للإخوان، قرروا الخروج والانفصال عنه! ولكن الحقيقة أنه لم يسبق أن صدر عن اي من «كبار» زعماء إخوان الكويت، لا في حينها، ولا بعد عشر سنوات من التحرير، أي بيان او تصريح رسمي يفيد بذلك. كما أن قيام الإخوان بتشكيل الحركة الدستورية جاء من منطلق «تغيير الجلد» وليس القلب، وليس دليلا على قطع الصلة بالتنظيم. كما ان اسم حركتهم قبل الغزو لم يكن يدل على علاقتهم بالإخوان. أما القول ان إخوان دول عربية نددوا بالغزو والاحتلال في حينه، فهذا معروف ولا ننكره، ولكنهم جميعا رفضوا التدخل الغربي وطالبوا بالاستعانة بخرافة «قوات إسلامية»، وكأنهم بالتالي كانوا يطالبون ببقاء صدام في الكويت إلى الأبد. أما قصة تباهي بعض قيادات الإخوان في الكويت برفضهم عرض صدام تشكيل حكومة تحت الاحتلال، فهو تباه فارغ، فرفضهم، إن صح، لم يأت من منطلق وطني وإيمانا بالحكومة، بل في الغالب لعدم ثقتهم في وعود صدام الحقير. فالإخوان، كما هو معروف، لا يؤمنون اصلا بوجود حدود بين الدول الإسلامية ولا بضرورة أن تكون القيادة من الدولة نفسها، والدليل تصريح مرشدهم الأعلى الذي قال انه يفضل رئيساً ماليزياً مسلما لمصر على رئيس مصري قبطي!
كما يكثر هؤلاء الحديث عن دور «الإخوان» في إدارة الكويت اثناء الاحتلال، متجاهلين عمدا الدور العظيم لغيرهم، والدليل أن نسبة الإخوان بين شهداء الكويت المعروفين لا تكاد تذكر. كما أن بعض شباب الإخوان الذين تم الاستشهاد بـ«جليل» أعمالهم اثناء الاحتلال، عادوا للكويت، بعد تحريرها، ليسرقوها، والأسماء موجودة لدينا.
لقد أنقذت الأقدار الإمارات ومن بعدها مصر من شر حية الإخوان، ولكن حيتهم عندنا لا تزال تلعب بذيلها، وحان وقت تهشيم رأسها.