عروبة الإخباري – أحال مدعي عام أمن الدولة المتهمين بالقضية، المعروفة باسم قضية “حماس”، والموقوف على ذمتها 16 متهما، بينهم الأسير المحرر أحمد أبو خضير، والكاتب غسان دوعر، منذ أواخر العام الماضي، ومعظمهم أعضاء في نقابة المهندسين، إلى محكمة أمن الدولة، وذلك بعد أن اتهموا باتصالهم بحركة “حماس”، وفق لائحة الاتهام.
وكانت الأجهزة الأمنية شنت حملة اعتقالات في صفوف “الحركة الإسلامية”، أواخر العام الماضي، شملت 26 شخصا، ثم أفرجت عن 10 منهم، بينما بقي 16 متهما رهن الاعتقال.
ورجحت مصادر قانونية أن تباشر المحكمة محاكمة المتهمين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ويواجه المتهمون الـ16، ومن بينهم أربعة فارين من وجه العدالة، أربع تهم هي “تصنيع مواد مفرقعة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع بالاشتراك، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وتجنيد أشخاص بقصد الالتحاق بجماعات مسلحة، والالتحاق بجماعات مسلحة” وفق لائحة الاتهام.
يشار إلى أن هيئة الدفاع عن المتهمين، والتي شكلتها نقابة المهندسين، كانت نفت التهم الموجهة لموكليها، طاعنة ايضا في دستورية محكمة أمن الدولة.
والمتهمون بالقضية، الفارون من وجه العدالة، هم: عبدالله محمد عثمان، مناف جبارة، محمود أبو الزيت ومعتصم العبيسي. فيما يمثل أمام المحكمة وجاهيا: غسان دوعر، عبدالرحمن الحسن، أحمد اسماعيل، بشير الحسن، إبراهيم عبدالجبار، انس عواد، احمد أبو خضير، ادريس محمد يحيى، مصعب داود جابر، محمد حسام قنديل، محمد القرنة وأنس ابو خضير. وبحسب لائحة الاتهام، “فإن المتهمين تلقوا تدريبات عسكرية في قطاع غزة، كما تدرب البعض الآخر على استخدام سلاح الكلاشنكوف في منزل المتهم الرئيسي بالقضية في طبربور، فضلا على تصنيع المواد المتفجرة، وتجنيد عناصر لإرسالها بعمليات عسكرية الى الضفة الغربية”.
وفي تفاصيل القضية، توضح لائحة الاتهام، أن المتهم (غسان)، “ومنذ العام 1999، يعمل مندوبا لمجلة فلسطين في الاردن، وخلال العام 2001 انتسب إلى عضوية لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية، كما استمر في العمل الإعلامي من حيث إعداد الدراسات وأرشفتها لمصلحة حماس”.
وتابعت اللائحة، أنه “وخلال نيسان (ابريل) 2012 التقى المتهم غسان دوعر بالمتهم أنس أبو خضير، وعرض عليه الاشتراك معه في الإعداد لعمليات عسكرية في الضفة الغربية، من حيث تأمين العناصر الشابة، من الدارسين في الأردن، من حملة الهوية الفلسطينية، والذين يملكون حرية التنقل بين الاردن والضفة، لتدريبهم أمنيا وعسكريا لإلحاقهم بالجماعات المسلحة، في الضفة، تمهيدا لتنفيذ عمليات هناك”.
وحسب اللائحة، فإن المتهم أبو خضير “وافق على عرض غسان، خلال العام 2012، فيما قام المتهم الأول بتجنيد المتهم (مناف) للقيام بأعمال عسكرية لصالح الجماعات المسلحة في الضفة، والذي أصبح عنصرا تابعا لتلك الخلية، وكلفه أيضا بالعمل على تجنيد عناصر، ممن يحملون الهوية الفلسطينية، ويقيمون على الساحة الأردنية لتلك الغاية”.
كذلك، تمكن المتهم (مناف) من تجنيد المتهم (بشير)، تمهيدا لإلحاقه بدورة عسكرية وأمنية، من قبل الجماعات المسلحة في غزة، وتم الاتفاق على أن يتولى المتهم (أنس) عملية التنسيق والتمويل لمغادرة العناصر إلى غزة، بحسب اللائحة، التي أشارت إلى أن المتهم (أنس) تمكن من تجنيد شقيقه المتهم (أحمد)، وخلال حزيران (يونيو) 2012 تمكن المتهمون (غسان وبشير وأحمد ومناف) من مغادرة المملكة، إلى مصر، ومنها إلى رفح، ومن خلال الأنفاق تمكنوا من الالتحاق بالمسلحين في غزة، وتلقوا تدريبات على مختلف الأسلحة واستخدام القنابل، وقتال الشوارع، وصناعة المتفجرات والرماية الحية، من خلال السيارات وتصنيع العبوات الناسفة، في أحد معسكرات “كتائب القسام” بمنطقة خان يونس”.
وبينت اللائحة أن المتهمين اتفقوا على تجنيد المزيد لإرسالهم إلى غزة، وذلك باجتماع عقد في مكتب احد المتهمين بمجمع النقابات، حيث اتفقوا على تجنيد طلاب فلسطينيين على الساحة الأردنية، وتم تكليف المتهم (محمد القرنة) ليتولى عملية تجنيد وتدريب العناصر المذكورة، كما أخذ المتهم (غسان) يبحث عن شخص موثوق لتجنيده، لكي يساعده في إدارة النشاط العسكري لعمليات التدريب، حيث جند المتهم (عبدالرحمن) الذي يعرفه سابقا، بعد أن أبلغه بطبيعة العمل، الذي سيشترك معه فيه، وبعدها أرسله إلى غزة، وبدوره تمكن الأخير من تجنيد المتهمين
(عبد الله ومعتصم) واصطحبهما معه إلى غزة، فيما تولى (غسان) تمويل سفر الثلاثة”.
وحسب اللائحة، فإن كل متهم، أصبح يتولى تجنيد آخرين لغايات الاشتراك بالأعمال العسكرية مع الجماعات المسلحة في غزة وجميعهم كانوا يغادرون إلى غزة عبر مصر، ومن خلال الأنفاق، كانوا يلتحقون بالجماعات المسلحة. وذكرت اللائحة أن أحد المتهمين أكد انه سبق وان صنع المتفجرات، وهربها عبر الحليب المجفف إلى غزة”.
وقالت أيضا “طلب المتهم (غسان) من المتهم (عبدالرحمن) البحث عن عناصر، تتولى تدريب تلك العناصر، حيث تم الاتفاق على أن يتولى (نور وعامر) عمليات التدريب، مقابل راتب شهري، مقداره 400 دينار، واثر ذلك، وبعد ان تم إحضار تلك العناصر، وهم المتهم (محمد القرنة) وأشخاص كانوا يستخدمون الأسماء الوهمية، وهم (صهيب وسامر وعامر وعاطف)، فقد تم نقلهم إلى الشقة العائدة للمتهم غسان بطبربور، وتلقوا هناك تدريبات عسكرية وأمنية، وعلى الكلاشنكوف، بمعدل 4 ساعات لليوم الواحد، واستمرت عملية تدريبهم حوالي 4 أشهر، بعدها زود المتهم (عبدالرحمن) المتهم (غسان) بـ”فلاش ميموري”، تحتوي على دورات أمنية لغايات تثقيف الأخير”.
ونهاية العام 2013 قدم المتهم غسان، بحسب اللائحة، شقة طبربور لاستخدامها كمكان لتدريب العناصر، التي تم تجنيدها، كما كلف غسان المتهم عبدالرحمن بشراء المواد والأثاث اللازم والأجهزة، لاستخدامها بعمليات التدريب، وزوده بمبلغ مالي لتلك الغاية، وبالفعل تم تجهيز الشقة بتلك المواد، وبدأت عمليات التدريب، كما قام المتهم غسان بإعطاء المتهم عبدالرحمن 1500 دينار تمهيدا لإعطائها للمدرب عامر لغايات شراء كلاشنكوف لتدريب العناصر عليه”.
وحسب اللائحة، “تم شراء السلاح، وخلال شباط (فبراير) 2014 زود غسان المتهم مناف بمفتاح الشقة، حيث يقوم المتهم بمراجعة المواد التدريبية، التي تلقاها، كما زوده بـ”لاب توب” وأغراض شخصية قبل أن يغادر مناف للضفة”.
كما قام مناف بتجنيد المتهم أحمد، وتم ربطه مع (غسان)، لإرساله إلى الضفة، لتلقي التدريبات العسكرية هناك، كما قام (غسان) بتجنيد المتهم مصعب، وقام بإعطائه “فلاش ميموري”، تحتوي على مواد أمنية للاطلاع عليها، وبعدها غادر مناف إلى الضفة”.
وذكرت اللائحة أيضا أنه “في بداية 2014 طلب المتهم عبدالرحمن تأمين شقة مفروشة، لاستخدامها في إيواء أحد العناصر القادمة من الضفة، وقام بعرض الفكرة على غسان الذي وافق على ذلك، وزوده بـ200 دينار لتلك الغاية، حيث استأجر عبدالرحمن شقة في أبو نصير، وتم نقل الشخص الذي حضر من الضفة ويدعى أبو مصعب وتم تجنيده، من قبل المتهم القرنة، وتم ربطه بالمتهم لغايات الأعمال العسكرية، وتم نقل المدعو أبومصعب لشقة غسان بطبربور”.
“وخلال تموز (يوليو) 2014 أحضر مناف مواد تدخل في صناعة المتفجرات، وقام بتدريب المتهم أحمد سمير، على عملية تصنيع المتفجرات، وبعد أن انتهيا من تصنيعها، أبلغ مناف المتهم أحمد سمير أن المتفجرات، التي تم تصميمها، بديلة عن “تي أن تي”، وكان مناف يقوم بإتلاف المادة المتفجرة المصنعة بعد نجاح تصنيعها، وأخبر مناف المتهم أحمد سمير أنه سيزوده من خلال شقيق مناف، المدعو مهند اجبارة بـ”هارد ديسك”، يحتوي مواد متعلقة بتصنيع المتفجرات، ومواد أمنية، كونه ينوي المغادرة إلى غزة، بعدها تمكن مناف من مغادرة الأردن إلى مصر، ومن خلال الأنفاق التحق بالجماعات المسلحة في غزة”.
وبحسب اللائحة، فـ”إن قيام المتهمين بتلك الأعمال، من شأنه ان يخل بالنظام العام، ويعرض سلامة المجتمع وأمنه للخطر”، وبعدها جرى إلقاء القبض على المتهمين، وبتفتيش منزل (غسان)، تم ضبط مبالغ مالية، وأجهزة “لاب توب” وغيرها، و”فلاش ميموري” عدد 10 وخلوي، وشرائح خلوية، و”هارد ديسك”، وغيرها، ومجموعة أوراق مختلفة، تتعلق بصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، ومواد أمنية وخرائط التعقب والكمائن والقنابل والصواريخ، وهندسة المتفجرات والمعادلات الكيميائية ومستندات.
إحالة 16 متهما بقضية “حماس” إلى “أمن الدولة”
16
المقالة السابقة