عروبة الإخباري – اختتم الملتقى البحري العربي الأول 2015 مساء أمس الأربعاء جلساته النقاشية في فندق المريديان بالعاصمة الأردنية عمان ، والذي انطلقت فعالياته يوم الثلاثاء تحت شعار “نحو إستراتيجية عربية للنقل البحري ” بمشاركة واسعة ضمت وزراء النقل من الدول العربية الشقيقة ، وأساتذة الجامعات والمعاهد البحرية وصناع القرار من رؤساء هيئات الموانئ وشركات النقل البحري وممثلي الوزارات والمؤسسات المعنية بالنقل البحري وممثلي الوزارات .
وفي معرض الجلسات النقاشية في الملتقى فقد كانت الجلسة الرئيسية تتضمن مفاصل هامة ، وتفاصيل دقيقة حول سياسيات النقل البحري العربي ، تلك الجلسة التي أدراها مدير عام شركة الجسر العربي للملاحة المهندس حسين الصعوب وبمشاركة كل من وزير النقل د. لينا شبيب ،ووزير النقل المصري هاني ضاحي ، ووزير النقل الأسبق مهند القضاة – رئيس مجلس إدارة ميناء حاويات العقبة ، ووزير النقل السوداني د.احمد بكر أحمد ، ووزر الأشغال والمواصلات الإماراتي د.م عبدالله النعيمي، ونائب الرئيس الأول و مدير عام موانئ دبي العالمية محمد المعلم، والسيد يبي جنسن الرئيس التنفيذي لميناء حاويات العقبة ، والدكتور دريد محاسنة المدير الإقليمي لشركة توفيق غرغور وعضو نقابة ملاحة الأردن .
وركز المهندس الصعوب في الجلسة التي ترأسها للحديث ضمن ورقة نقاشية تكونت من ستة محاور، كان أولها محور سلسة التزويد وأهميتها في تسهيل التجارة العربية البينية، واعادة تشكيل شبكة لنقل البضائع عبر البحر مع أهمية الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص إضافة الى دراسة واقع الأسطول البحري العربي ومدى أهميته ووجوده ومساهمته في التجارة وتنظيم سوق النقل البحري.
وبين الصعوب ضمن المحور الثاني الذي جاء بسؤال تضمن بأن معظم الموانىء العربية تعاني من تراجع هائل في البنية التحتية والفوقية وكفاءة سلسة التزويد والعنصر البشري ..ما هي الأسباب ؟ وكيف نستطيع النهوض بها لمواكبة منظومة الموانىء العالمية ،،حيث أجمع المشاركون بان المنطقة العربية بحاجة إلى تطوير معدلات التداول في الموانئ ومعدلات تشغيل محطات الحاويات والتوسع في إنشاء الإدارات الإلكترونية على مستوى المنطقة وتطوير وتنمية الموارد البشرية وضخ المزيد من الاستثمارات وتطوير الكثير من التشريعات لتحقيق التكامل المطلوب. والعمل على زيادة حجم التجارة البينية بين الدول العربية الذي ما زال دون مستوى الطموحات الأمر الذي يتطلب تسهيل الإجراءات وإزالة العوائق أمام حركة الأشخاص والبضائع بين الدول.
وبين الصعوب ضمن المحور الثالث الذي تناوله خلال الجلسة النقاشية بان الحكومات العربية لم تقم بدورها المطلوب في تقديم الدعم الكافي للتعليم والتدريب البحري من اجل تحقيق إستراتيجية عربية للنقل البحري . خاصة وان هناك حاجة لدعم فرص التعليم والتدريب البحري لطلبة المعاهد البحرية العربية وفرص العمل على الأساطيل العربية.وذلك بهدف التنسيق بين الأطراف العربية المختلفة المرتبطة بصناعة النقل البحري بما يضمن الارتقاء بمستوي العاملين بهذه الصناعة الحيوية الهامة ويدعم العمالة البحرية العربية للمشاركة في القيام بدور فعال في هذا المجال الاستراتيجي ويحقق متطلبات سوق النقل البحري عربياً وعالمياً.
وأكد الصعوب بأن صناعة النقل البحري لم تلق الأهمية الكافية في العالم العربي رغم أهميتها للأمن القومي لأية دولة، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بتنمية وتطوير هذه الصناعة لما لها من فوائد كبيرة.مبيناً بان صناعة النقل البحري مهمة للأمن القومي لأية دولة في العالم”..حيث أن الدول الأوروبية والعظمى تعطي هذه الصناعة أهمية كافية وتدعمها بشكل مباشر وغير مباشر حيث تنقل الأساطيل البحرية العالمية حوالي 90% من التجارة على مستوى العالم بينما المنقول من التجارة البينية العربية عبر الأسطول العربي يبلغ حوالي 5% .
واستطرد الصعوب التجربة الكورية وتبنيها لسياسة السيطرة على التجارة عبر إتباعها اسراتيجيات هامة نتج عنها العودة لاستراتيجيات إحلال الواردات ، و واحتلالها للمركز الأول في إنتاج السفن ، فضلاً عن إنشائها لجامعة بحرية بعد شهرين من التحرير ، وكيف منعت الشحن على السفن الأجنبية مما جعلها تتربع بالمركز الثامن عالمياً من حيث حمولة الاسطول .
وأضاف الصعوب بأن من يملك أسطوله يملك إرادته لذا يجب علينا أن نفهم وبشكل حقيقي وأساسي ماذا يعني أن يكون لنا أسطول عربي يمتلك زمام المبادرة”..متسائلا اليست الأساطيل التجارية البحرية جزءاً من الأمن القومي للدول ؟ أما آن الأوان للدول العربية أن تمتلك أساطيلها البحرية لتعزيز أمنها القومي ..ان من يمتلك أسطوله التجاري ،،يمتلك قراره الاقتصادي .
ونوه الصعوب ، بأن شركة (الجسر العربي للملاحة) لديها قاعدة حقيقية فهي تملك بواخر وتستثمر في إدارة البواخر وتستثمر في الأكاديمية..داعيا إلى ضرورة الانطلاق إلى الأمام وتوسيع هذه القاعدة في العالم العربي.
وبين الصعوب في المحور الخامس والذي حمل عنواناً إستراتيجية التطوير والتنمية في الموانىء العربية ، حيث تساءل الصعوب حول قدرة الموانىء العربية من منافسة الموانىء العالمية في ظل عدم امتلاك العرب لخطة إستراتيجية متكاملة ومتناغمة لتطوير الموانىء العربية مع التطور المتسارع الذي تشهده صناعة البحري.
هذا وتحدث الصعوب في المحور السادس حول دور اللوجستيات في تطوير النقل البحري العربية، مبيناً عدم أهلية المنطقة العربية في مجال اللوجستيات ( سلسلة التزويد والخدمات ) شكل عنصراً طارداً وليس جاذباً لاستقطاب شركات التوزيع الاقليمية والعالمية عن مراكز تجميع وتوزيع لبضائعها في المنطقة العربية .
واختتم الصعوب ترؤسة للجلسة الرئيسية بمناقشة المحور السابع والاخير والذي تحدث فيه عن أهمية التأمين البحري واندية الحماية في صناعة النقل البحري ، مبيناً بان التأمين البحري من أهم مقومات صناعة النقل البحري، ومخاطر التأمين البحري تقدر بالمليارات ، لمن من الملفت أن معظم شركات التأمين البحرية خارج الاهتمامات والحسابات العربية، متسائلاً بلماذا لايتم تأسيس شركة عربية قوية في مجال التأمين البحري تحظى باهتمام الاساطيل البحرية العربية والعالمية .
أبرز النتائج والتوصيات لـ “الملتقى البحري العربي الأول 2015″ :
1- ضرورة الاهتمام بالاساطيل البحرية العربية ووضع إستراتيجية عربية لتطويرها تتناغم مع خطط التمية الاقتصادية
2- تبني الحكومات العربية سياسات اقتصادية تشجع القطاع الخاص على تملك السفن وادارتها من خلال منح اسعار فائدة تفضيلية وضمان حكومي للقروض الخاصة بتملك السفن .
3- تطوير الموانىء العربية لتصبح موانىء لوجستية تولد قيمة مضافة للسلع التي تمر عبرها .
4- الاهتمام بانشاء شركات عربية لتصنيف السفن وهيئات حماية عربية
5- اجراء دراسات لتحديد المزايا النسبية للمناطق الاقتصادية الخاصة لعمل تكاملات فيما بينها .