عروبة الإخباري – أكد المبعوث الأممي والعربي السابق لسورية الأخضر الإبراهيمي أن عدم التوصل لحل الأزمة السورية بعد مرور أعوام على نشوبها، يعود أساسا للخلافات الدولية التي تعطل جهود جمع أطراف النزاع على طاولة الحوار، ودفعها للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة السوريين.
كما أكد أن “التجربة في هذا السياق أثبتت عدم قدرة القوة العسكرية على حل المشكلات الداخلية”، لافتا الى تجارب سابقة “كانت نتائج التدخل العسكري فيها عكسية، ولم تسهم إلا بمزيد من الخراب، والتسبب بزيادة معاناة الشعوب، كما حدث في العراق”.
جاء ذلك خلال جلسة تحدث فيها الإبراهيمي وأدارتها مديرة مكتب صحيفة الحياة في نيويورك راغدة درغام بمنتدى الاتصال الحكومي في الإمارات أمس.
وأشار إلى أهمية نبذ الخلافات بين دول المنطقة الفاعلة، بما يساعد على التوصل لصيغ مناسبة للحوار والتفاهم وتعزيز قدرتها على حل القضايا المعلقة، متسائلا عن جدوى أي جهود دولية أو إقليمية، إذا لم تكن منسجمة وموحدة الرؤية والنوايا.
وبخصوص الوضع المصري، أشاد الإبراهيمي بالموقفين الإماراتي والسعودي الداعمين لاستقرار مصر، وتمكينها من العودة لدورها الرائد في المنطقة.
واعتبر أن “مصر تستحق المساعدة وتكاتف الجميع لدعمها، للعودة إلى الساحة العربية وأخذ دورها الإقليمي الحيوي”.
ونوه إلى أن “المساعدات العربية لمصر، لا يمكن أن تكون بديلاً لإمكانياتها الذاتية”، والتي “يجب أن تعمل القيادة المصرية على تنميتها بأسرع وقت ممكن لاستعادة دورها ومكانتها”.
وقال الإبراهيمي إن مصر “دولة محورية وأساسية، ولا يوجد دولة عربية تستطيع أخذ مكانها في منظومة العمل المشترك، إذ لديها من المميزات ما يجعل لها خصوصية وتفردا، وعلى رأسها تعداد الشعب المصري من جهة وموقعها الجغرافي الرابط بين قارتي آسيا وإفريقيا من جهة أخرى”.
ولفت إلى أنه “في الأعوام الماضية، شعرنا بأن غياب مصر خسارة للعرب، والجميع تمنى عودتها سريعاً للمشهد العربي”.
ورأى الإبراهيمي أن “قدرة الحكومات العربية على التواصل مع شعوبها والخارج، مخيبة للآمال وليست بمستوى الطموحات”، معتبرا أن “بلدانا عربية، بأمس الحاجة اليوم، لتكاتف جهود حكوماتها وشعوبها، والحقيقة أن جل الحكومات العربية عاجزة عن التعامل الإيجابي مع الشعوب”.
من جانب آخر، أكد الإبراهيمي على أن تجربة الانتقال السياسي في جنوب أفريقيا والإشراف على الانتخابات، والتي أنهت نظام التمييز العنصري وجاءت بمنديلا رئيسا، تعد من “أكثر التجارب الثرية في تاريخه المهني”.
كما أشار إلى ضرورة اطلاع العالم على “المحطة اللبنانية، وتحديداً بلورة اتفاق الطائف الذي أنهى 15 عاماً من الحرب الأهلية”، ومعتبرا إياه “واحدا من أهم التجارب السياسية”.
وقال الإبراهيمي “وبرغم الانقسام الذي يعيشه لبنان، فما يزال واقفا على قدميه، ويمضي لإيجاد حلول تكفل استقراره، وهو أمر يشاد به”.
وتحدث الإبراهيمي عن تنامي المواقف المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في الشارع الأوروبي، لافتا إلى أن على الحكومات والمؤسسات الإعلامية العربية، التعاون مع منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية المستقلة، وتشكيل هيئات قادرة على رصد هذه التغيرات وتطويرها.
الإبراهيمي: عدم التوصل لحل الأزمة السورية يعود للخلافات الدولية
14
المقالة السابقة