عروبة الإخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب / السباحة على السرير ليست كالسباحة في الماء .. لأن الماء يكذب الغطاس .. والإدعاء في لحظة الإشتباك لا قيمة له.. عشنا الظروف الجوية الصعبة ومازالنا نعيش مظاهرها للمرة الثانية خلال أقل من شهرين .. وأزعم أن جهاز الدفاع المدني كان على مستوى التحدي وأن سمعته إزدادت نصاعة وأن الثقة به تطورت وأصبح في قصص الملتفين حول المدافئ وأولئك الذين واجهوا مشاكل وأزمات كنت استمعت لعائلة في دير غبار وصلتها سيارة الدفاع المدني الإسعاف بعد خمس دفائق من الإتصال لإنقاذ رجل أصابته الجلطة وآخر لأسرة أضاعت مفتاح البوابة الحديدية فلم تستطع العبور إلى منزلها وسط العاصفة .. ومنزل اشتعلت فيه الدفاية ولم بكن موجود سوى الخادمة والطفل الرضيع .. وعن عمال داهمهم السيل وانقطعت بهم السبل .. قصص عمان تصلنا وكذلك القصص الصعبة من الطفيلة والكرك وعجلون حيث الأطراف التي يركز عليها الدفاع المدني أيضاً وحيث الجهد الخارق لمواجهة العاصفة في الطفيلة حيث تدخلت القوات المسلحة وجهاز الأمن العام لدرء النتائج الصعبة .. لا أريد أن أقول في الجهاز فوق ما هو عليه أو فوق قدراته فأي جهاز يخطئ ويصيب وينجح هنا ولا ينجح هنا فالذين يعملون مثلنا ومنا من إخواننا وأبنائنا وهم بشر وما يميزهم هو الإدارة والإنتماء وحسن التدريب ولذا انتقل هذا الجهاز في السنوات الثلاثة الماضية نقلة نوعية ميزته عن كثير من أجهزة الدفاع المدني العربية التي تحظى بعدة وعتاد وموازنات وآليات أكثر..
كان الرهان على جهاز الدفاع المدني طوال العام الماضي وهذا العام وقد جاء رهان جلالة الملك موفقاً حين زود هذا الجهاز بطائرات هيلوكبتر حرص على أن تصله في وقتها وحتى قبل موعدها .. كما كانت مبادرات جهاز الدفاع المدني كبيرة وواعية ومثمرة حين طور الكثير من آلياته وسيارات الإسعاف على مختلف أشكالها وعمل منها مستشفى أو موقع طوارئ لفت انتباه جلالة الملك وحتى دول أخرى عربية أرادت أن تستورد من الإردن هذا الشكل المطور على العربات الكبيرة ..
هذا الجهاز منضبط وإدارته مواظبة وفيه تضحيات وجنود مجهولين تراهم في الصعوبات والملمات وقد أدركت ذلك حن كنا نعزي المدير العام للجهاز حين توفيت والدته في منطفة إربد ولم نجده يستقبل فسألت عنه فقيل إلتحق بالواجب كانت الثلجة الإولى صعبة وكان بإمكانه أن يبفى ولكنه غادر العزاء بعد إتصال من مكتبه . وحين أردت التأكد إتصلت فرد من الموقع .. كان يقود أحد المجموعات على طريق مغلق .. كان جلالة الملك قد سبقه الى صناعة النموذج حين أقدم على دفع إحدى السبارات المتعطلة بنفسه .. فالقادة يصنعون النماذج والقدوة .. والقائد هو الذي يقود قادة وليس أشخاصاً لا يستشعرون المسؤولية .
بعدها زرت الفريق الركن طلال عبدالله الكوفحي مدير عام الجهاز المدني في مكتبه ليحدثني عن دور الجهاز الميداني ودوره التنظيمي وتطوره بإستعمال البرمجة الحديثة والبيانات الدقيقة وأهمية حماية الإقتصاد الوطني, وعن الرعاية الملكية الخاصة بالجهاز .
الجميع في الجهاز وعبر المملكة مستنفرون وهم على أهبة الإستعداد دائماً, فقد تعلموا من الملك الراحل “الإنسان أغلى ما في الوطن” كما تعلموا من الملك عبدالله الثاني المبادرة والتضحية والإخلاص..
أدعو وسائل إعلامنا الوطنية والمخلصة والمنصفة أن تسلط الضوء على القصص الحقيقية والحية والإنسانية لجهاز الدفاع المدني وهي قصص يومية تتكرر أبطالها شباب في مطلع أعماهم تقودهم إدارة واعية تعرف كيف تسخر طاقاتهم وتحفزها لخدمة أبناء شعبهم وإذا كان لدعائنا أن يكون نافعاً فليكن معه قليلاً من القطران ولذا فإنني والموازنة على أبواب النقاش لعامها الجديد أدعو إلى تعزيز موازنة جهاز الدفاع المدني وأن تكون العناية به أكبر وأن يكون صوت النواب المخلصين إلى جانبه..
فإستثمارنا في الدفاع المدني أعطي ثماره وهاهو من أفضل أجهزة المنطقة الإقليمية ويقارن نفسه بأجهزة الدفاع المدني الراقية حيث لا يقدم الجهاز الدورات المتخصصة في الإطلاع , ونتاج لإرتقاء المستوى والقدرة على الإستيعاب والتطور فإن دولاً عديدة كألمانيا وبريطانيا وسواها تدخل في شراكات تدريبية ومساعدات مع جهاز دفاعنا المدني,
إنني أتطلع إلى اليوم الذي تملك فيه الجامعات الأردنية كلها الخاصة والعامة مساقاً تدريسياً إلزامياً لطلابها في التدريب على فنون الدفاع المدني لما لذلك من حاجة في الرد على تحديات قد تحدث وعلى تأهيل لشعبنا في هذا الباب الذي مازال الكثيرون يجهلونه فلا يعرفون من فنونه وأغراضه وأساليبه شيئاً خاصة في رد الأذى عنهم.