عروبة الإخباري – أعطت زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسعودية دفعة قوية لاتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، بكل أبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية.
وعكست تشكيلة الوفد الإماراتي الذي ضم مفاتيح القرار السياسي بدولة الإمارات الأهمية التي تمثلها هذه العلاقات بالنسبة للبلدين، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الحالية، والتي تهدد أمن واستقرار المنطقة، كما أن العدد الكبير من المسؤولين الذين رافقوا ولي عهد أبوظبي والحضور السعودي المكثف في مباحثات الملك سلمان والشيخ محمد يعكس الأبعاد المنتظرة للعلاقات الثنائية في المرحلة المقبلة.
وطبقاً لمصادر مطلعة فإن المباحثات أعطت الجانب الإماراتي فرصة الاطلاع على أبعاد السياسة السعودية تجاه بعض الملفات، وأظهرت أن المملكة ما تزال متمسكة بثوابتها، وأن تعاطيها مع التطورات في المنطقة ما يزال محكوماً بتلك الثوابت، وأن ما يتردد من تغيير في السياسة السعودية حول بعض الملفات لا يعدو أن يكون من باب الاجتهادات الفردية التي تعكس قراءات غير دقيقة، أو تعبر عن مواقف تهدف إلى بث روح الخلاف، وإظهار علاقات البلدين بغير صورتها الحقيقية.
وقطعت الزيارة الطريق أمام الذين شككوا بمستقبل العلاقات بين البلدين بعد رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أشارت مصادر إماراتية إلى أن علاقات البلدين ذات طبيعة مؤسسية، وأن العلاقات الشخصية بين رموز القيادة في البلدين هي عنصر دعم لتلك العلاقات، وليس مصدر تهديد لها.
وتتقاسم دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية رؤى مشتركة حول القضايا الإقليمية، خاصة تطورات الوضع في اليمن، ومصر وليبيا، حيث يؤكد الجانبان على رفض الإجراءات الأحادية الجانب من قبل الميليشيات الحوثية، وضرورة استئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية.
وأكد الجانبان تضامنهما مع مصر ودعمهما الكامل لأي جهود تقوم بها ضد الإرهاب، وإدانمتهما الكاملة لجريمة ذبح 21 قبطياً على يد تنظيم داعش في ليبيا، إضافة إلى تطابق رؤى الجانبين فيما يتعلق بمحاربة التطرف في سوريا والعراق.
وتؤكد زيارة الشيخ محمد بن زايد أن التنسيق الثنائي مع المملكة يمثل عنصراً وازناً في تصليب العمل الخليجي المشترك، ومنعه من الانزلاق مجدداً إلى مربع التوتر والخلاف، وأن العلاقات بين البلدين تمثل العمود الفقري للتعاون والتكامل الخليجي والأساس الذي يقوم عليه أمن المنطقة.
وأشارت مصادر إلى ان الزيارة التي قام بها الأمير محمد بن نايف إلى قطر مؤخرا، وزيارة أمير الكويت للملكة، إضافة غلى زيارة ولي عهد أبوظبي للرياض تمثل حلقات متكاملة لاحتواء أي سلبيات تعترض العمل الخليجي.