عروبة الإخباري – قال أحدث تقرير للجنة تقصي الحقائق المعنية بالتحقيق في استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، إنه تم استخدام غاز الكلور السام في قصف ثلاث قرى شمال سوريا، تقع على الأرجح في ريف حلب، حيث تعرضت للهجوم بين نيسان/ أبريل وآب/ أغسطس العام الماضي، وسقط فيها نحو 13 قتيلاً.
وحمّل التقرير نظام بشار الأسد مسؤولية استخدام مواد كيمياوية، مستنداً إلى شهادات مدنيين ومسلحين أكدوا استهداف بلداتهم ببراميل متفجرة تحوي مواد سامة.
وكانت المفوضة السامية لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة، انجيلا كين، وجهت أيضاً أصابع الاتهام للنظام السوري باستخدام مواد كيمياوية ضد المعارضة، مشيرةً إلى ظهور اللون الأصفر الناتج عن القصف بالكلور أثناء انفجارات كانت واضحة في صور عرضتها الأمم المتحدة.
وتستمر التحقيقات للتأكد من حقيقة استخدام الكيمياوي في سوريا عن طريق تحليل عينات تم إرسالها إلى أربعة معامل في اوروبا، بينما سلم النظام عينات أخرى لإرسالها إلى روسيا للتأكد من صحة النتائج.
وتتزامن التحقيقات مع مواصلة البعثة الأممية مهمتها في تدمير 12 معملاً للمواد الكيمياوية في دمشق، وخمسة أنفاق وثلاثة مخازن إطارات لها علاقة بهذه الأسلحة القاتلة.
وفي هذا السياق، أفاد تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التابعة للأمم المتحدة، ببدء تدمير منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وقالت المنظمة في تقريرها لمجلس الأمن الدولي، منذ أيام، إن المنشآت الـ12 (7 مخازن للطائرات و5 تحت الأرض)، من المتوقع أن يتم تدميرها بحلول نهاية حزيران/ يونيو المُقبل، إذ بدأت عمليات التدمير في 24 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في 2 من 5 منشآت تحت الأرض، وسيبدأ الاستعداد للتدمير قريباً في أحد حظائر الطائرات، وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي لعام 2013، الذي يطالب بالتخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وأضافت المنظمة في تقريرها أنه تم تدمير كل الأسلحة الكيماوية التي تم نقلها من سوريا بشكل كامل.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مذكرته المرافقة للتقرير، عن قلقه إزاء التقرير الأخير للجنة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة، والذي خلص إلى نتيجة مفادها استخدام غاز الكلور كسلاح في سوريا “بدرجة عالية من الثقة”.
وكانت ائتلاف المعارضة السورية، قال في وقت سابق، “إن الائتلاف يشكك بأن نظام الأسد لم يكشف عن كامل مخزونه وكامل منشآته الكيميائية، حيث ثبت أن النظام استمر باستخدام غاز الكلور السام في العديد من الأماكن وأكثرها كان في حي جوبر الدمشقي”.
ويُذكر أن وسائل إعلامية سورية معارضة، كشفت الشهر الماضي، عن وجود خمسة مواقع تحوي على كميات كبيرة من الأسلحة الكيميائية يخفيها نظام الأسد في دمشق ومحيطها، وذلك حسب أحد الضباط العسكريين المقربين من عائلة الأسد، وتشتبه أجهزة استخبارات غربية، في أن النظام لم يكشف عن كامل تفاصيل برنامج أسلحته الكيماوية.