قبل كل قول، فإني أتقدم إلى الشعب العربي الأردني وإلى قيادته الهاشمية وأهل الكرك خاصة الذي إليهم الشهيد الكساسبة، بأحر التعازي القلبية داعيا الله عز وجل أن يتقبله برحمته وإسكانه جنات النعيم مع الصديقين والشهداء، إنه سميع مجيب.
(1)
لا راد لقدرة الله عز وجل، ولا عاصم لأحد من أمره، الشهيد البطل معاذ الكساسبة لم يكن أول شهيد أردني يلاقي ربه وهو يؤدي الواجب الوطني في ساحة القتال ضد فئة أثبتت أنها مدسوسة تحت جبة إسلامية والإسلام منها براء، ولن يكون الأخير طالما هناك فئة تحاول تشويه صورة الإسلام ومبادئه السمحة وتنكل بالأمة العربية وتفتت الأوطان لصالح أعداء هذه الأمة، أذكر فقط بشهداء معارك العرب انطلاقا من الأردن بدءا من معركة مؤتة. واليرموك ولم تكن معركة الكرامة ضدا الصهاينة آخر معارك شعب الأردن العظيم.
لقد أقدمت الفئة الباغية (داعش) التي تدعي الإسلام على إحراق الأسير الشهيد الكساسبة حيا، وبذلك تكون (داعش) ارتكبت جريمتين الأولى قتل أسير، وذلك العمل المشين محرم في الإسلام، فما بالك بإحراق الأسير حيا حتى أصبح رمادا وهم ينظرون إليه كيف تنهش النار جسده، وهو في قفص حديدي وهو يردد الشهادتين والتكبير.
الإسلام يوجب معاملة الأسير معاملة إنسانية تحفظ كرامته وترعى حقوقه وتصون إنسانيته، كما أن القرآن الكريم يعتبر الأسرى من الفئات الضعيفة التي تستحق الشفقة والإحسان والرعاية مثله مثل اليتيم، ويقول الله عز وجل في كتابه الكريم “ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا”.
(2)
أتوجه بسؤال إلى قادة وشيوخ (داعش)؛ ما هو الفرق بينكم وبين حاخامات إسرائيل الذين يجيزون قتل “الأغيار” يعني من ليس منهم. هل تذكرون اختطاف الشاب الفلسطيني محمد أبو خضر البالغ من العمر 15 عاما وهو في طريقه لأداء صلات الفجر في مدينة القدس من قبل حفنة من قطعان المستوطنات الإسرائيلية وتعذيبه ومن ثم إحراق جسده حيا حتى أصبح رمادا، هل تذكرون الأسرى العراقيين الذين حشروا في معتقل أبو غريب من قبل قوات الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 وما فعلوا بهم حتى أن السجانين الأمريكان ولعلهم يكونون صهاينة كانوا يسلطون الكلاب البوليسية تنهش أجساد الأسرى حتى الموت، هل تذكرون ما فعل الصهاينة وعملاؤهم بمخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا، هل تذكرون الأسرى المصريين الذين دفنهم شارون أحياء في صحراء سيناء عام 1967 وعام 1973، ولا أريد تذكيركم بمجازر الصهاينة في دير ياسين في فلسطين ومجازر غزة وما يعانيه الأسرى في سجون إسرائيل اليوم؟ إنكم يا معشر “داعش” عملتم عملا منكرا لا يقره الإسلام، ولا الأعراف الدولية.
حدثونا بكل صراحة ما هو الفرق بينكم وبين الصهاينة “وحاخاماتهم” أظن، وليس بعض الظن إثما، أنكم جميعا ومشايخكم وقادتكم إما أن تكونوا صهاينة أو أنكم من الفرس الحاقدين على أمتنا العربية لأنكم تستهدفون أهل السنة في كل مكان في العراق وسورية وهكذا تفعلون. نحن لا نستطيع أن نرى وجوهكم لأنكم أخفيتموها، والمجاهدون في الإسلام عبر التاريخ لم يقنعوا وجوههم.. إن ما فعلتم بالشهيد الطيار الأردني الكساسبة عمل بربري صهيوني بشع تحت شعار الإسلام. إن فحشكم ذلك وما تفعلون بالأبرياء في العراق وسورية والطيار الشهيد الأردني لا صلة له بالإسلام والمسلمين ولن تثني جرائمكم البشعة الشعب الأردني أو الشعب العراقي الشقيق وكذلك الشعب السوري عن مقاومتكم والتربص بكم والنيل منكم. إن ما فعلتم بالطيار الكساسبة أفقدكم التعاطف من قبل كل من فكر أن يؤيدكم سرا أو علانية، أو يتعاطف معكم ليس حبا فيكم وإنما كرها في بعض الأنظمة العربية وما تفعلون.
(3)
اليوم، الجيش والشعب الأردني استنفروا للانتقام من (داعش) على أفعالها ليس فقط من أجل الشهيد الطيار الكساسبة، وإنما انتقاما منهم لأنهم عاثوا في الأرض فسادا وأرعبوا الآمنين ونكلوا بكل من يقع بين أيديهم.. إنهم أرادوا بإحراق الشهيد الكساسبة خلخلة الجبهة الأردني الداخلية لكن حدث عكس ما تمنوا.
إن الشعب الأردني العظيم مطالب اليوم وكل يوم بتقوية جبهته الداخلية. إن وحدة الشعب الأردني بكل طوائفه وأحزابه وانتماءاته هي الرد الحقيقي على ما هدف إليه حرق الأسير الأردني والاستعداد للثأر من كل من يتربص بالأردن الشقيق بهدف خلخلة جبهته الداخلية.
آخر القول: رحم الله معاذ الكساسبة، وليعلم الكل بأننا جميعا معاذ الكساسبة، ولن نترك دمه يسيل دون الثأر من هذا التنظيم (داعش) الصهيوني المندس تحت جبة الإسلام
محمد المسفر/الأردن الشقيق يظل شامخا متحدا رغم المحن
16
المقالة السابقة