عروبة الإخباري – زار جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، فور عودته إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء، القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، حيث كان في استقبال جلالته مستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة.
واجتمع جلالته برئيس هيئة الأركان المشتركة فترة من الوقت، تم خلالها بحث عدد من الأمور التي تهم القوات المسلحة.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال اجتماعه في القيادة العامة بكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، أن “دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدراً، وأن رد الأردن وجيشه العربي المصطفوي على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسياً، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة”.
وشدد جلالته “أننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية، وأن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة، وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم”.
وعبر جلالته عن اعتزازه الكبير بالجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية لإنقاذ الشهيد البطل الكساسبة، والتي استمرت منذ اللحظة الأولى لسقوط طائرته وحتى إعلان نبأ استشهاده يوم أمس.
وأعرب جلالته، في هذا الصدد، عن ثقته العالية بمؤسسات الدولة الأردنية وأجهزتها العسكرية والأمنية والإعلامية، ومستوى التنسيق الكامل بينها، وبقدرتها على حماية الوطن ومكتسباته، والذود عنه في مختلف الظروف.
كما عبر جلالته عن فخره واعتزازه بتلاحم أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة في هذا الظرف، والوقوف صفاً واحداً في وجه الأخطار والتهديدات الإرهابية، وإصرارهم على المضي قدما بمسيرة بلدهم الأبي.
وثمّن جلالته موقف المجتمع الدولي الداعم والمساند للأردن في التعامل مع هذا الخطر، ودوره في الحرب الدائرة ضد الإرهاب، التي هي حرب العالم العربي والإسلامي أجمع.
وحضر الاجتماع سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي، مدير المخابرات العامة، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، ووزراء الخارجية وشؤون المغتربين والداخلية والدولة لشؤون الإعلام والاتصال، ومدير الأمن العام ومدير قوات الدرك.
وكان جلالة الملك عاد، اليوم الأربعاء، إلى أرض الوطن بعد أن قطع زيارة العمل للولايات المتحدة، إثر نبأ استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، رحمه الله، على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان.
واحتشد المواطنون في الساحات والطرق المؤدية إلى مطار الملكة علياء الدولي لاستقبال جلالة الملك لدى وصوله، مؤكدين التفافهم حول القيادة الهاشمية والوقوف خلفها.
وأعرب جلالته، في كلمة وجهها أمس الثلاثاء لأبناء شعبه الوفي، عن عميق مشاعر الحزن والأسى والغضب لاستشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، مؤكداً انه قضى دفاعاً عن عقيدته ووطنه وأمته، والتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداءً للأردن العزيز.
وأكد جلالته “أننا في هذه اللحظات الصعبة فإن من واجب جميع ابناء وبنات الوطن الوقوف صفاً واحداً، وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، والتي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحماً ومنعة”.
وكان جلالة الملك عقد سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، والكونغرس الأميركي قبيل مغادرته الولايات المتحدة حيث كان الرئيس الأميركي باراك أوباما في استقبال جلالته في البيت الأبيض مساء الثلاثاء.
وأعرب الرئيس أوباما، خلال اللقاء، عن تعازيه الحارة لجلالته والشعب الأردني، وتأثره البالغ بالحدث، مؤكدا وقوفه وتضامنه والشعب الأميركي إلى جانب الأردن وقيادته وشعبه، ودعمه في هذه الظروف.
وعبر الرئيس الأمريكي، باسمه واسم الإدارة الأميركية والشعب الأميركي، عن التقدير الكبير للأردن وجلالة الملك والقوات المسلحة الأردنية وجهودهم في محاربة الإرهاب والتطرف.
وأكد الرئيس أوباما أن الوحشية والبربرية والإجرامية التي يتصف بها تنظيم داعش الإرهابي الجبان توحد المجتمع الدولي أكثر لمحاربته وهزيمته والقضاء عليه.
وحضر اللقاء سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والوفد المرافق لجلالته.
وكان جلالة الملك قد اجتمع، في لقاءين منفصلين، بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا الجهود الدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف، وسبل دعم الأردن اقتصاديا وتنمويا.
كما التقى جلالته، في العاصمة الأميركية واشنطن، رؤساء وأبرز أعضاء عدد من لجان الكونجرس الأميركي الجدد، وبحث معهم علاقات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلى جانب تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وفي مقدمتها جهود محاربة التنظيمات الإرهابية ومكافحة فكرها المتطرف.
حيث اجتمع جلالة الملك، في لقاءات منفصلة، برئيس واعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ورئيس وأعضاء لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، ورئيس وأعضاء لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، ورئيس وأعضاء لجنة الخدمات العسكرية في مجلس النواب الأميركي.
وشدد رؤساء وأعضاء الكونغرس، خلال هذه اللقاءات، على تقديرهم الكبير لجلالة الملك وجهود القوات المسلحة الأردنية وشجاعتها ومهنيتها في محاربة الإرهاب والتطرف، مؤكدين استمرار دعمهم للأردن لتعزيز قدراته العسكرية في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وفكرها المتطرف، إضافة إلى استمرار مساندة المملكة اقتصاديا وتنمويا للتعامل مع مختلف التحديات ومنها أعباء اللجوء السوري.
ووجه رئيس وأعضاء لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما يحثونه فيها على تعزيز الدعم العسكري للقوات المسلحة الأردنية.
ووقعت الحكومة الأردنية، على هامش زيارة العمل الملكية، مذكرة تفاهم مع الحكومة الأميركية تقدم بموجبها الولايات المتحدة، وضمن برنامج الدعم السنوي للمملكة، مساعدات بمقدار 3 مليارات دولار موزعة على السنوات من 2015 إلى 2017، تشمل الجوانب الاقتصادية والتنموية والعسكرية.
ووقع مذكرة التفاهم عن الجانب الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وعن الجانب الأميركي وزير الخارجية جون كيري.
من جهة ثانية، استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، نائب وزير الخارجية الياباني ياسوهيدي ناكاياما، الذي نقل عميق تعازي ومواساة حكومة بلاده باستشهاد الطيار الأردني البطل معاذ الكساسبة، والإدانة الشديدة لرئيس الوزراء الياباني شينزو أبي على الجريمة البشعة، التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي.
وأعرب جلالته، خلال اللقاء، عن تقديره الكبير لليابان، حكومة وشعباً، على موقفها الإنساني وتضامنها مع الأردن ومع أسرة الشهيد الطيار الكساسبة.
وأكد جلالته الأهمية الاستراتيجية للعلاقات مع اليابان، والدور الكبير الذي تلعبه في المنطقة، مشدداً على حرص المملكة على تعزيز وتوطيد هذه العلاقات في مختلف المجالات.
من جهته، نقل المسؤول الياباني شكر وتقدير واحترام اليابان لموقف الأردن تجاه الرهينتين اليابانيتين اللتين قتلهما التنظيم، مؤكداً أن بلاده لن تخضع لأي تهديد من الإرهابيين.
كما أكد أن العلاقات الأردنية اليابانية متجذرة وتزداد قوة، وأن اليابان ستستمر في مساعدة ودعم الأردن لتعزيز ازدهاره ومسيرته التنموية، وضمان استقراره في المنطقة، والوقوف إلى جانبه دائماً وأبداً.
وأعرب ناكاياما عن شكر بلاده للمؤسسات والجهات الأردنية التي دعمت اليابان في التعاطي مع أزمة الرهينتين اليابانيتين.
وحضر اللقاء سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والوفد المرافق للضيف