عروبة الإخباري – رعت رئيسة مجلس أمناء جامعة فيلادلفيا معالي السيدة ليلى شرف ندوة مركز الدراسات المستقبلية وعنوانها “الآفاق المستقبلية لتنمية الأرياف والبوادي”.
وقال الأستاذ الدكتور مروان كمال رئيس الجامعة في افتتاح الندوة: ان المتغيرات المتسارعة الهائلة التي يشهدها عصرنا يوماً بعد يوم وتشهدها منطقتنا ابتداءً من حلول الصناعات المتقدمة وانتهاءً بالآفاق الجديدة للإنتاج والتي تنتجها الاكتشافات التكنولوجية والتنافس الاقتصادي والعولمة واقتصاد المعرفة كل ذلك يجعل مسألة تنمية الأرياف والبوادي موضوعا شديد الالحاح بكل معنى الكلمة ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار متطلبات عمران الدولة وتماسك أجزائها من جهة ، وضرورة أن تكون الأرياف والبوادي هي العمق الاستراتيجي للدولة انسانياً واقتصادياً وإداريا وأمنياً من جهة ثانية ،ومواجهة متطلبات التزايد السكاني وما يلزمه من اعمار للمساحات الجديدة وتوليد فرص عمل جهة ثالثة.
وأضاف: “كيف يمكن جعل الأرياف والبوادي جاذبة للسكان وليست طاردة ؟ كيف يمكن إنشاء المشاريع المولدة لفرص العمل ؟ كيف يمكن تحسين التعليم والصحة والثقافة؟ كيف يمكن جعل الأرياف جاذباً سياحياً ؟ أسئلة كثيرة نتطلع الى سماع رأي الخبراء فيها. إن التراجع الواضح للقطاع الزراعي في الأرياف وغيابه في البوادي وبطء عمليات التحول الصناعي يثير القلق ويستدعي عميق التفكير”.
وفي الجلسة الأولى تحدث كل من رئيس قسم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش والدكتور جواد العناني. وأدار الجلسة رئيس المركز ومستشار رئيس الجامعة للعلاقات الدولية الدكتور ابراهيم بدران. وأشار الدكتور مجدالدين خمش إلى الفجوة التنموية بين المحافظات والعاصمة، والفجوة بين المحافظات والبطالة والفقر والمشكلات الأخرى التي يعاني منها الريف الأردني والبادية. وركز على ثقافة العيب وقال إن المجتمع الأردني يشهد عدداً من التحولات الاجتماعية في المدينة والريف والبادية لعل أهمها تأثر المدينة بالعادات الريفية والبدوية فيما
يعرف بظاهرة ترييف المدينة وأشار إلى ارتفاع معدلات المشاركة السياسية في الريف والبادية في الانتخابات البلدية والنيابية. وإلى ضرورة تبني سياسة لامركزية بحيث تقوم البلديات بتنفيذ المشاريع النابعة من حاجات المجتمع المحلي.
أما الدكتور جواد العناني فقد أشار إلى أن الأمن والاقتصاد متلازمان، وأكد على ضرورة وجود تخطيط استراتيجي للأردن يأخذ بعين الاعتبار التحديات والتهديدات المحيطة المؤثرة على الاستقرار والديمغرافيا. وأكد على ضرورة استلهام التجارب الناجحة التي تعاملت مع الارياف كالتجربة اليابانية. ونوه إلى ضرورة الانتقال إلى المشاريع الحديثة والكبيرة لتنمية الريف وإقامة منظومة متكاملة زراعية وصناعية.
وفي الجلسة الثانية شارك فيها كل من الدكتور عامر باكير أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأردنية، والدكتور نبيل علي الاستاذ بكلية السياحة في الجامعة الأردنية، والدكتور علي عنبر استاذ الجغرافيا في الجامعة الأردنية والمهندس محمد شهبز.
وقد تحدث الدكتور عامر باكير عن أهم المشكلات التنموية في الريف الأردني وخاصة مشكلات الخدمات والبنية التحتية وقلة التمويل ومشكلات التسويق والمتغيرات الوطنية والمخاطر. وأشار إلى ضرورة مشاركة المجتمع المحلي والمبادرات المحلية في التنفيذ وضرورة استمرار الكادر المؤهل، وإلى ضرورة تكامل مشاريع التنمية الريفية مع مشاريع التنمية الوطنية.
وفي ورقته عن مكافحة التصحر تطرق المهندس محمد شهبز إلى طبيعة البادية والمعايير المتبعة لتعريفها وأهم ثرواتها ومشكلاتها وآفاق استثمار مواردها وتجديد مواردها الحيوية النباتية والحيوانية كما أشار إلى مشكلاتها ومشكلات سكانها الاجتماعية.
أما الدكتور علي عنبر استاذ الجغرافيا في الجامعة الأردنية، فقد بين خطورة الاحتباس الحراري وتأثيراته المناخية على الأردن وخاصة في انتشار التصحر وارتفاع درجات الحرارة وتناقص الامطار مما يسبب توالي سنوات الجفاف وتناقص كميات الأمطار وبالتالي انخفاض حصة الفرد الأردني من المياه إلى أدنى مستوى كما أشار إلى التأثيرات السلبية لتناقص المياه على مناطق حدية وهامشية تعاني أصلاً من نقص المياه.
أما الدكتور نبيل علي من كلية السياحة فقد أشار إلى كيفية استغلال موارد الريف في السياحة الريفية إلى أن تنمية السياحة الريفية عملية تقاس بالمحاور التالية: القيمة الاقتصادية والاستثمارية، توفير فرص العمل، إحياء الحرف التقليدية. وأشار إلى أوجه الاستثمار السياحي في الريف وكيفية توظيفه في السياحة كمكان للسكن وأماكن لعرض الحياة الشعبية ومركز لتسويق المنتوجات التقليدية. وأشار إلى تجربة التنمية السياحية الريفية في محافظة الطفيلة كتجربة ريفية ناجحة