عروبة الإخباري – في وقت يصر فيه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على تشويه صورة العرب والدين الإسلامي الحنيف، والتوسع في “تعنيف” هذه الصورة، وإبرازها بشكل دموي مناف لسائر المعايير الإنسانية والدينية، من خلال الفيديوهات التي يبثها، تقع على عاتق الإعلام العربي، مسؤولية مجابهة ومناهضة هذا السلوك، بحسب خبراء إعلاميين.
ويرى هؤلاء الخبراء أن أساليب التنفير من العرب والإسلام، التي تحرص “داعش” على ممارستها من خلال فيديوهاتها الدموية، وما يترتب عليها من ردود أفعال من قبل الغرب، تستوجب ممارسات حية وملموسة مضادة لهذه الأساليب وعدم الاكتفاء بالتنديد واستنكار ما يتم نشره.
وفي هذا الصدد، يؤكد رئيس تحرير موقع “خبرني” الإلكتروني الزميل غيث العضايلة أن الإعلام العربي تترتب عليه مسؤولية كبيرة، في التركيز على أن صورة الإسلام الحقيقية، ليست وحشية كما يظهرها “داعش”، بل الحرص على إبراز سماحته والعمل على استذكار مواقف التسامح، التي كانت سائدة في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأضاف العضايلة: “يجب أن ننقل رسالة للعالم الخارجي، بأن ما يجري ما هو إلا النسخة المتطرفة جدا من قبل بعض المتشددين”، مشيرا إلى أن دموية الجماعات المتشددة تزداد بازدياد نكبات العالم العربي.
وقال إن من الملاحظ أن عنف “القاعدة” إذا ما تمت مقارنته بعنف “داعش”، يتبين أن الأخير أكثر دموية، وهو أمر ذو علاقة بالهزائم السياسية والإحباطات التي تجتاح العالم العربي.
أما “المؤسف”، بحسب رئيس تحرير موقع “عمون” الزميل وائل الجرايشة، فهو أن ما يقدم عليه “داعش” ينسبه إلى الإسلام، الأمر الذي يعطي انطباعا خاطئا عن هذا الدين الحنيف، مضيفا أن الحقيقة هي أن ما يفعله هذا التنظيم المناقض لمعايير الإسلام يزيد من حالة الغضب والاحتقان ضد هذه الجماعات، خصوصا في ما تقوم به من عمليات بشعة وغير إنسانية ولا تمت بأي صلة للدين.
ويذهب الجرايشة إلى أن من الضروري على الشعوب المتحضرة أن “ترفض هذه التنظيمات المتطرفة، ومن الضروري أن يتم التضامن مع كل أسرة مكلومة تطالها اعتداءات هذا التنظيم الآثمة، وعلى كافة وسائل الإعلام العربية أن تحرص على إبراز الصورة الحضارية للمسلمين والعرب”.
وبحسب الزميل الإعلامي حمزة العكايلة، فإن الممارسات التي يقدم عليها “داعش” بذبح الرهائن الذين يحتجزهم، “لا تعبر عن صورة الاسلام الحقيقي، الذي طالما أسس لمفاهيم إنسانية في ظروف الحرب، وخير دليل على ذلك ما أقدم عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أول معركة في الإسلام بأن أحسن معاملة الأسرى ورفض المساس بهم”.
ودعا العكايلة المؤسسات الصحفية إلى تكثيف برامجها وموادها التي تظهر سماحة الإسلام وقيمه النبيلة، وأن تخرج من دائرة الردود المكررة على التهم الموجهة للإسلام إلى طريق جديد ومنتج.
كما دعا الزملاء الإعلاميون إلى الابتعاد عن سلطة القانون، وأن ينأوا بأنفسهم عن نشر أي فيديو يبثه “داعش”، لأن ذلك يتناقض مع القيم الإنسانية ويخلق صورة نمطية خاطئة عن العرب والإسلام، خصوصا لدى الأطفال.
وفي هذا الشأن يرى الخبير الإعلامي الدكتور يونس عرب، أن هذه الممارسات غير المقبولة ولا المنطقية من قبل هذا التيار الإرهابي، لا يحركها دافع أيدولوجي أو فكري أو عقائدي، بل دافع سياسي بامتياز، يسعى إلى تأسيس أركان دولة وهمية تخدم مشروعا سياسيا.
لذا يقوم هذه التيار، وفق عرب، بإبراز ممارسات، تظهر صورة غير صحيحة تتحدث عن وحشية الإسلام والعرب سعيا لتحقيق هدف سياسي، مؤكدا أن هذا الهدف “لا يرتبط بالدين على الإطلاق، وهو ما أخفق الإعلام العربي في التعامل معه وأظهره كمسألة عقائدية”.
أما المطلوب، بحسب عرب، فعلى وسائل الإعلام العمل على إظهار حقيقة مشروع التنظيم الإرهابي “داعش”، وأن تسعى لإعلاء قيمة المشروع العقائدي الوسطي الشائع لدى الناس الآن، من خلال تسليط الضوء على العلماء والمفكرين المسلمين الذين يكشفون صورة الإسلام الحضاري.