عروبة الإخباري – تطورت الأحداث بشكل مفاجئ في اليمن مساء الخميس مع إعلان الرئيس ورئيس الوزراء استقالتهما على نحو أثار صدمة في البلاد التي دخلت بهذه الخطوة مرحلة من عدم اليقين تنذر بمزيد من الفوضى بعد سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق على عبد الله صالح.
وجاءت استقالة هادي بعد أن ساد تفاؤل حذر في البلاد بأن اتفاقا بين الرئيس والحوثيين في وقت سابق الخميس كفيل بنزع فتيل الأزمة السياسية في البلاد.
وتزايد الصراع في اليمن منذ سبتمبر أيلول عندما سيطر الحوثيون على صنعاء مما أدى إلى تعميق الانقسامات السياسية التي أفضت إلى انتفاضة شعبية عام 2011 وأدت إلى تغيير في الحكومة وانقسام في الجيش.
ورغم أن البرلمان اليمني رفض الخميس استقالة هادي إلا أن الشكوك تحيط بهذه الخطوة بعد إعلان وزيرة الإعلام اليمنية أن البرلمان فاقد الشرعية.
وقالت نادية السقاف في تغريدة على حسابها بتويتر: “شرعية البرلمان اليمني الحالي من شرعية المبادرة الخليجية التي مددت له؛ وباستقالة الرئيس المبادرة لم تعد فاعلة وبالتالي البرلمان ينحل”.
ومن غير المرجح أن تتفق الأطراف على إدارة انتقال سلس للسلطة ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة.
وفي أول رد فعل للحوثيين على الاستقالة قال مسؤول كبير بالحركة إنه يرحب باستقالة هادي. وقال ابو مالك يوسف الفيشي عبر حسابه على موقع تويتر “استقالته فرج كبير للشعب.”
وقد يخفف اعلان هادي الاستقالة من حدة الخلافات بينه وبين الحوثيين الذين ألقى صعودهم الى السلطة باليمن -صاحب الأغلبية السنية- في أتون صراع طائفي أوسع نطاقا تخوضه أطراف بالوكالة نيابة عن الرياض وطهران في أجزاء من الشرق الأوسط.
وزادت هزيمة الحوثيين للحرس الرئاسي من حالة الفوضى في بلد تشن فيه الولايات المتحدة أيضا هجمات باستخدام طائرات بدون طيار على واحد من أقوى فروع تنظيم القاعدة.
وينذر شغور منصب الرئيس في غياب دستور متفق عليه باحتمال تفكك اليمن إلى كيانات أو دويلات متصارعة أهمها الحوثيون في الشمال والجنوبيون الطامحون إلى الانفصال والقبائل في الشرق الغني بالنفط.
وعقب إعلان استقالة هادي ذكرت تقارير إعلامية أن اللجنة الأمنية في عدن تستعد لإعلان انفصال جنوب اليمن.
وخرج متظاهرون من مؤيدي الحراك الجنوبي في عدن للترحب باستقالة الحكومة ورئيس البلاد، معتبرين أنها تصب في مصلحة القضية الجنوبية.
وتخشى دول غربية وخليجية أن يمنح عدم استقرار البلاد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مجالا أكبر للتخطيط لشن هجمات خارج حدود اليمن.
ونفذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب -وهو من انشط فروع تنظيم القاعدة السني المتشدد- عددا متزايدا من الهجماء في انحاء اليمن.