عروبة الإخباري – قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند امس إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” قد يحتاج إلى نحو عامين لطرد التنظيم المتشدد من العراق فيما ستظل القوات العراقية لشهور غير قادرة على شن عمليات قتالية ملائمة.
وقبل استضافة لندن لاجتماع دول التحالف البالغ عددها 21 دولة قال هاموند إن مهمة صد المقاتلين الإسلاميين ستكون بطيئة.
وأضاف “لن يتم هذا في غضون ثلاثة أشهر أو ستة أشهر. طرد الدولة الإسلامية من العراق سيتطلب عاما أو عامين لكننا نقوم بما يجب علينا أن نقوم به لتغيير مسار (الحرب)”.
وبحث اجتماع لوزراء خارجية دول التحالف امس الذي حضره وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سبل تكثيف الحملة على الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية وغيرهما من خلال بذل المزيد على الصعيد العسكري وعلى صعيد قطع تمويل التنظيم ووقف تدفق المقاتلين الأجانب.
وقال كيري إن الاجتماع يمثل فرصة مهمة لضبط استراتيجية التحالف.
وتابع “الهدف من المجيء إلى هنا هو تقديم أفضل النصائح والأفكار من الجميع بشأن نقاط الضعف وما يمكننا القيام به على نحو أفضل والجمع بينها وتحسين أدائنا وعملياتنا ووضع استراتيجية الأيام المقبلة”.
والتقى العبادي الذي سيطلع الوفود على التقدم الذي تحققه حكومته في معركتها ضد التنظيم المتشدد بنظيره البريطاني ديفيد كاميرون وطلب المزيد من التدريب العسكري والذخيرة.
وشاركت بريطانيا في غارات جوية على الدولة الإسلامية ودربت القوات العراقية كما قدمت بعض العتاد بالفعل.
وقال كاميرون للعبادي إن بريطانيا مستعدة للمساعدة لكنه لم يقدم أي التزامات جديدة.
وأضاف “إن خطر ارهاب المتطرفين الذي تواجهونه في العراق هو أيضا خطر نواجهه هنا في المملكة المتحدة. سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة على منع المقاتلين الأجانب من الذهاب إلى بلدكم والتسبب في الفوضى التي نراها اليوم”.
وعقد الاجتماع بعد يوم من اعلان القوات الكردية في شمال العراق أنها طردت مقاتلي الدولة الإسلامية من قرابة 500 كيلومتر مربع من الأراضي وقطعت طريقا مهما لإمداد التنظيم المتشدد بين مدينة الموصل ومعاقله الى الغرب.
وقال هاموند إن الاجتماع بحث تقدم التحالف في الشهور الخمسة الماضية واستمع إلى آخر المستجدات من الجنرال الأميركي جون ألين.
وأشاد هاموند بالقوات العراقية وقال إن التحالف يساعد في اعادة بنائها حتى تتمكن من شن هجوم بري على الدولة الإسلامية يحقق نتائج ملموسة. لكنه نبه إلى أنها عملية طويلة.
وقال لبي.بي.سي “يتطلب الأمر شهورا حتى تكون (القوات العراقية) مستعدة لبدء عمليات قتالية واسعة النطاق.”.
الى ذلك، اعلن الجيش الفرنسي امس انه سيرسل نحو عشرين عنصرا الى بغداد لتقديم المشورة الى فرقة عراقية من خمسة الاف رجل.
وقال الكولونيل جيل جارون المتحدث باسم الجيش الفرنسي في تصريح صحفي “سننشر في الايام والاسابيع المقبلة عناصر في بغداد، نتحدث عن نحو عشرين رجلا، سيتم توضيح العدد الدقيق لاحقا، سيتواجدون هناك لتقديم المشورة الى فرقة عراقية”.
وقال المتحدث ان المسالة تتعلق “بدعم قوات الامن العراقية التي سيتم نشرها ميدانيا لمواجهة داعش”. واضاف “نحن لسنا في وارد الاحتكاك بالخصم”.
وبقيت باريس حتى الان متكتمة جدا حيال وجود قوات فرنسية على الارض تقدر بعشرات الرجال وخصوصا من القوات الخاصة.
ولفت الكولونيل جارون الى ان الضباط العاملين الى جانب الجنرال قائد الفرقة “سيقدمون المساعدة لهيئات الاركان”. وسيقدمون المشورة لهم خصوصا في مجال تخطيط واعداد العمليات.
والجنود الفرنسيون الذين ارسلوا الى منطقة اربيل في صيف 2014 قاموا اولا بتدريب البشمركة الاكراد على استخدام الرشاشات من عيار 12,7 ملم ومدافع 20 ملم.
وسينتقلون الان الى التدريب على العبوات الناسفة المحلية الصنع. وقال الكولونيل جارون ان “داعش تستخدم حاليا الكثير من العبوات الناسفة المحلية لضرب البشمركة وقوات الامن العراقية ايضا”.
ويواصل الجيش الفرنسي من جهة اخرى غاراته ضد اهداف لتنظيم في العراق في اطار عملية شامال التي اطلقت في 18 ايلول(سبتمبر) 2014. ودمرت طائراته الحربية “ثمانية اهداف” ليل الثلاثاء الاربعاء شمال بغداد في عملية مشتركة مع طائرات اخرى للتحالف الدولي، كما اعلن الكولونيل جيل جارون من دون ان يحدد طبيعة هذه الاهداف.
ويملك الجيش الفرنسي لهذا الغرض تسع طائرات من طراز رافال متمركزة في الامارات العربية المتحدة وست من طراز ميراج. ويضاف اليها طائرة تموين سي135 وطائرة دورية بحرية اتلانتيك 2 وفرقاطة مضادة للطيران (جان بارت) مشاركة في المجموعة الجوية البحرية المقامة في محيط حاملة الطائرات الاميركية يو اس اس كارل فنسون في الخليج.
في سورية، قتل 13 شخصا بينهم طفلان في قصف بالبراميل المتفجرة ألقتها طائرات مروحية تابعة للنظام السوري على منطقة الحولة في ريف حمص في وسط سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
وقال المرصد في بريد الكتروني “استشهد 13 شخصا بينهم مواطنتان وطفلان جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في منطقة الحولة بريف حمص” الاربعاء.
واشار الى ان الطيران المروحي قصف ايضا ببرميلين متفجرين أماكن في منطقة اخرى من ريف حمص قريبة من قرية تل دهب شرق الرستن.
كما شمل القصف بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية الفطيرة في جبل الزاوية في ريف ادلب (شمال غرب).
واحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان اكثر من مئتي غارة نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق عدة في سورية، بين ظهر الثلاثاء وظهر الأربعاء، تخللها القاء أكثر من 120 برميلاً متفجراً على مناطق في محافظات ريف دمشق وحمص وادلب والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط). واشار الى ان هذه الغارات اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانين مدنيا.
في سياق اخر، اوقفت اجهزة الاستخبارات الباكستانية ثلاثة اشخاص يشتبه بانهم قيادي في تنظيم الدولة الاسلامية وشريكان له في مدينة لاهور (شرق) في وقت بدأ عناصر سابقون في حركة طالبان يعلنون الولاء للحركة الجهادية التي تسيطر على مناطق شاسعة من سورية والعراق.
بريطانيا: “التحالف” بحاجة إلى عامين لطرد “داعش”
15
المقالة السابقة