انخرط الأردنيون في موجات متلاحقة من الشراء استعدادا للعاصفة الثلجية القادمة، وسبق ذلك مؤسسات أردنية حكومية وخاصة صممت برامج للطوارئ للتعامل مع الظروف الجوية، وتحضير كاسحات ثلوج وجرافات والاملاح، وهذه الانشطة وكأن الاردن سيواجه لاول مرة تساقط الثلوج والامطار خلال فصل الشتاء، والغريب ان جمهور المستهلكين بالغوا حد الاشباع في التحوط وبناء مخزون سلعي وغذائي وكأننا سندخل حربا قد تستمر شهورا.
حملات الشراء السلعي ادت الى ارباك ميزانيات الاسر الاردنية، ورتبت مبالغ مؤثرة على ميزانيات المؤسسات والشركات، وتقدر مصادر ما ستنفقه الشركات والمؤسسات بـ 20 مليون دينار من استئجار وشراء المعدات والتجهيزات.
انشغال الاردنيين بالموجة الثلجية القادمة من اصل قطبي ولّد ابداعا ومهارات من التندر والتراسلات على الفيس بوك والـ واتس اب ووسائل الاتصالات الحديثة، وهذا الابداع لايفيد وكشف حالة من الاحباط الممزوج بالتندر، والعبد لله يجد في هذا الصخب الرسمي والخاص شكلا من اشكال انحراف المجتمع بشرائحه المختلفة عن المواضيع الرئيسية والاستراتيجية التي تواجهنا.
يبدوا اننا اصبحنا نستهوي الابتعاد عن القضايا الرئيسية وننقاد بسهولة اليها بعد ان فقدنا البوصلة، فالثلوج والتعامل معها امر متكرر الحدوث سنويا، الشوارع تغلق جراء تراكم الثلوج، وسرعان ما تفتح، واصحاب الحاجات توفر بتعاون المواطنين مع بعضهم البعض في تقديم العون للمسن والمرأة والطفل، اما توفير التموين فان وفرة السلع تغطي الاحتياجات لاشهر، ولا اذكر يوما ان المخابز والمحلات التجارية قد توقفت عن تلبية احتياجات المستهلكين.
وفي هذا السياق …فان موجات الثلوج تمد بساطها سنويا على معظم دول الاقليم، والاردن ضمن دول المنطقة، الا ان ما نشاهده في المملكة هذه الايام لم نشاهده في لبنان وسوريا ومناطق السلطة الفلسطينية، وفي السنوات الماضية كان التعامل الاردني مع الظروف المناخية طبيعيا، والامر غير الطبيعي حالات التذمر الكبيرة التي اعقبت عاصفة الكسا نهاية العام 2013.
مرة اخرى المخزون السلعي الاستراتيجي مريح ومطمئن، والمطلوب من العامة عدم توليد طلب مصطنع في الاسواق، فالمحروقات متاحة ومتوفرة بأسعارها الطبيعية، والطاقة الكهربائية كافية من حيث التوليد بطاقة احتياطية تبلغ 25%، وشركات توزيع الكهرباء لديها خبرة متراكمة، ووظفت تقنيات حديثة قادرة على ايصال التيار الكهربائي للمشتركين، وانجاز اصلاح الاعطال الطارئة بسرعة…اي لايوجد ما يقلقنا خلال فصل الشتاء من الامطار والثلوج، والمطلوب منا اخذ الحيطة والحذر، وعدم الاندفاع الى الشوارع استقبالا للثلوج حتى لا نلحق الضرر بنفسنا وبالغير…اهلا بأمطار وثلوج الخير…