عروبة الإخباري – رد المتحدث باسم حركة ‘فتح’ أسامة القواسمي على تصريحات موسى أبو مرزوق حول اعادة الاعمار في قطاع غزة قائلا، ‘ان اسرائيل هي التي شنت عدوانا بربريا على أهلنا وشعبنا الفلسطيني في القطاع، والرئيس محمود عباس وحركة فتح عملوا كل ما يلزم على كافة الصعد لوقف العدوان في ايامه الأولى، وحركة حماس رفضت موقف الرئيس لوقف فوري لاطلاق النار ومشاركة اي فصيل فلسطيني في ذلك، واعتبرت نفسها الآمر الناهي الوحيد في هذا الامر’.
ولفت القواسمي في تصريح صحفي اليوم الأحد، إلى أنه منذ اللحظة الاولى وضعت حماس شروط وقف اطلاق النار التي لم تقبل من كافة الاطراف الدولية، خاصة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وقامت القيادة من خلال الوفد المشترك والذي شارك فيه ابو مرزوق شخصيا بتبني كافة المطالب، وبعد خمسين يوما من العدوان وافقت حماس دون سابق انذار على وقف اطلاق النارالفوري دون اي شروط، بل تنازلت عن كافة مطالبها والمطالب التي كان موافق عليها في الايام الاولى للعدوان، وذلك بعد استشهاد اكثر من 2300 فلسطيني، وتدمير عشرات الآلاف من البيوت وكافة المنشآت الاقتصادية والبنية التحتية.
وقال القواسمي، ‘من العيب على ابو مرزوق ان يستمر في محاولاته التضليلية،، وأن يستمر في مسلسل تزوير الحقائق، وانه ليس من مواقف الرجال ان تبرئ نفسك وحركتك واسرائيل مما يجري في غزة، وتجد أن الاسهل في كل ذلك تحميل الرئيس وحركة فتح والحكومة المسؤولية عن ذلك كما تعودنا دائما’.
وأوضح، ‘إسرائيل هي من يحاصر اهلنا في القطاع الحبيب ، وهي السبب الاول في نكبة شعبنا والويلات التي يعيشها، وحماس تتحمل مسؤولية كبيرة في اعاقة اعادة الاعمار، وهي تمنح اسرائيل المبررات في ذلك’.
وذكر ابو مرزوق برفض حركته تسليم المعابر وفق ما تم الاتفاق عليه في بيت إسماعيل هنية، وبحضور قيادات من حركة فتح والسلطة، واصراراهم على ابقاء نقاط التفتيش التي تسمى 4 والتي تقوم بجباية الضرائب والجمارك لبضائع اعادة الاعمار، اضافة الى فرض الجمارك والضرائب على البضائع القادمة من ارض الوطن (الضفة الفلسطينية)، واصرارها على تطبيق بند واحد ووحيد من المصالحة وهو دفع رواتب عناصرها فقط، وعدا عن ذلك غير مهم.
وأوضح القواسمي أن أبو مرزوق هو شخصيا من فاوض ووافق على آلية ادخال مواد اعادة الاعمار التي ينتقدها ويحمل مسؤوليتها ايضا للرئيس والحكومة كما عودنا دائم.
ورد القواسمي على ابو مرزوق في ملف المصالحة التي يحمل فيها ايضا الرئيس وحركة فتح المسؤولية عن تعطيلها، ودعوته للحكومة للقدوم لغزة لتحمل مسؤولياتها، قائلا، ‘إننا مسؤولون عن اهلنا وشعبنا في القطاع الحبيب وسنبقى، وهم بالنسبة لنا مواطنون اصيلون من الدرجة الاولى، وأن كل ما يقدم للقطاع من مواد مختلفة في كافة القطاعات هو من خلال السلطة وبتعليمات من الرئيس، وهذا واجب لا نمن على اهلنا فيه، ونحن مدركون في نفس الوقت صعوبة الوضع الانساني في القطاع، مذكرا ابو مرزوق بالاعتداء على وزير الصحة ومحاولة قتله عندما اتى لتأدية واجبه الى غزة، وبعمليات التفجيرات الجبانة بحق قيادات حركة فتح في قطاع غزة وقبيل مجيء الحكومة بيومين، وباطلاق النار على اقدام ابناء الحركة اثناء العدوان وفرض الاقامات الجبرية، ما ادى الى استشهاد العشرات منهم نتيجة لذلك، عدا عن حملات التحريض التي لم تتوقف ضد الرئيس وفتح والقيادة والتي كان اخرها الدعوة الى استباحة الدم الفلسطيني في الضفة، واستنساخ تجربة القطاع في ظل هجوم اليمين الاسرائيلي على الرئيس’.
وحول استعداد حركته للتعامل مع كافة قوى الشعب الفلسطيني اذا من انقسمت حركة فتح، قال القواسمي، ‘ان انقسام حركة فتح امنية لدى ابو مرزوق، تسعون جاهدين لتنفيذها، وتمنيات لن تتحقق بالمطلق، وهي حركة موحدة تقف خلف الرئيس في معركته السياسية، وستبقى وفية لدماء الشهداء وللاهداف التي انطلقنا من أجلها وهي تقف الان بصلابة أمام الهجمة الاسرائيلية بكافة الوسائل السياسة والمقاومة الشعبية، وهي حركة متجذرة بين ابناء الشعب الفلسطيني، وما في بيت فلسطيني الا ومنها شهيد او اسير او جريح او مناضل’، موضحا اننا في حركة فتح لن نستبعد اي تحالف لحماس ضد الرئيس وحركة فتح، فهي فعلت وتفعل ذلك، مؤكدا أن حركة فتح تقف خلف الرئيس بكافة اطرها التنظيمية، وستبقى شوكة في حلق الاحتلال والمتخاذلين الذين يحاربون الهوية الوطنية، وأننا ندرك تماما أن تحالفاتكم منذ انشائكم لم تتغير.
اما بالنسبة لمشروع القرار الذي تقدمت به دولة فلسطين للامم المتحدة بهدف انهاء الاحتلال، واعتباره من قبل ابو مرزوق ‘عارا’ قال القواسمي، ‘نحن حريصون كل الحرص على مصالح شعبنا الفلسطيني، وان التاريخ والحاضر يشهد لنا بتمسكنا الكامل بحقوق شعبنا الذي اجمعت عليه كل قوى الشعب الفلسطيني في المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد في الجزائر عام 88، وبالتزامنا المطلق بمصارحة شعبنا في كافة خطواتنا السياسية، وبفعل وتنفيذ ما نقوله ونعد به شعبنا، فلقد عمل الرئيس على تمتين القرار بشكل يقطع الشك باليقين على اعتبار أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، واعتبار الاستيطان كله مخالفا للقوانين الدولية وغير شرعي ويجب ازالته، وأن حدود دولة فلسطين هي الرابع من حزيران 67، وتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين، مؤكدا أنه لا يعيبنا بالمطلق مراجعة بعض النصوص لتمتينها وتقويتها قانونيا، مؤكدا أن القرار سيقدم للتصويت خلال هذا الاسبوع، وسنكمل معركتنا السياسية التي اعلنا عنها’، وسأل القواسمي ابو مرزوق: اين العار في ذلك؟ اين العار عندما يواجه الرئيس كل هذه الضغوطات والتهديدات ويصر على القرار الفلسطيني المستقل ويتحمل التهديدات والضغوطات؟
وقال القواسمي ان العار يكمن في ادعاءاتكم وتصريحاتكم التي تسهدف فقط الاستهلاك الاعلامي، وبعض اصوات الناخبين حتى لو دمر ومزق الوطن وشعبه، والتي تظهر حرصا على المصلحة الوطنية وعدم التفريط باي شبر من فلسطين، وفي نفس الوقت تجري مفاوضات وتفاهمات سرية حول الدولة الفلسطينية في قطاع غزة تمتد باتجاه سيناء، متناسية تماما الضفة الفلسطينية والقدس واللاجئين ووحدة الارض والشعب، وأن العار هو موافقتكم عبرالمفاوضات المباشرة والوسطاء، بالدولة ذات الحدود المؤقتة، وهدنة لمدة عشرين عاما مع الاحتلال الاسرائيلي، يجري بعدها الاتفاق على الوضع النهائي دون القدس تماما او ذكر لقضية اللاجئين او حدود الرابع من حزيران 67، وان العار يكمن في ادعاءات بعضكم حرصه على الوحدة الوطنية بينما الحقيقة تمارسون كل شيء من شأنه تدميرها، ان العار يكمن في تحالفاتكم المشبوهة التي أكدت للقاصي والداني صدق اقولنا ومواقفنا.
وطالب القواسمي ابو مرزوق بأن يتوقف عن سياسة التضليل المكشوفة، وأن يصارح ولو مرة واحدة الشعب الفلسطيني بحقيقة الامور، وأن يعترف بأن حركته هي من يمنع اتمام المصالحة، وهي من يضع العراقيل امام ادخال مواد الاعمار، وأن يتوقف عن تحميل الاخرين المسؤولية واظهار نفسه وحركته بالابرياء وهو يعرف الحقيقة، وأن يعلن صراحة موقفا موحدا لحركته نحو الوحدة الوطنية وتمكين حكومة الوفاق من سلطتها في القطاع بشكل كامل، وأن على ابو مرزوق أن يعلم جيدا أن شعبنا الفلسطيني قد سئم ومل هذه السياسة الرعناء التي تطيل عمر الانقسام وتخدم اسرائيل، وأن أسهل الطرق للوحدة الوطنية تكمن في صدق النوايا التي لم تتوفر لديكم لهذه اللحظة.