عروبة الإخباري – إنطلقت في رواق البلقاء “ورشة عمل نهر الأردن التشكيلية” بإشراف الفنانين الداؤد خلدون وشادي الداؤد، وتستلهم الورشة التي يشارك بها عدد من الفنانيين الأردنيين والعرب والاجانب وعدد من أصدقاء الرواق أسطورية نهر الأردن، وتللك العلاقة التي تجمع بين عمق التاريخ وأسطورية الجغرافيا.
التي بدأت في الثامن من كانون الأول الجاري تختتم في 16 منه، بمعرض تشكيلي للوحات والأعمال المنجزة يقام في جاليري رواق البلقاء في الفحيص، وجلها تأخذ من النهر اسمه، ولونه، وشكله، واسطورته.
ومن الفنانين المشاركين الفنان سوري الأصل والمقيم في قبرص عدي الأتاسي، والقبرصية ايبك دنيزيلي، ومواطنتها الفنانة والأكاديمية سينيم ارتانر، ومن العراق علي طالب وهاني دله علي، ومن الاردن مجموعة من الفنانين وأصدقاء الرواق منه: غاندي الجيتاوي، الشاعر جريس سماوي، الاعلامية سميرة عوض، الممثل زهير النوباني، وغيرهم ومنهم مجموعة من طلبة الجامعة الأمريكية.
الفنانين الثلاث القادمين من قبرص عدي الأتاسي، وايبك دنيزيلي، وسينيم ارتانر، هي زيارتهم الأولى إلى الأردن، عبروا عن دهشتهم بالمكان، خصوصا “الفحيص” حيث يقيمون ويرسمون.
والأتاسي الذي افترشت رسوماته أرض الجاليري، إضافة لرباعية زينت إحدى جدارنه، استلهم طين النهر بتدرجات لونه البني ليشكل منها وجوه نابضة بعشق الأرض.
فيما تلجأ الفنانة ايبك للرسم بيديها، وأحيانا قدميها، في تشكيل لوحاتها كبيرة الحجم، مختارة الألوان المشرقة، وفي الأثناء تجلس الفنانة الأكاديمية سينيم ارتانر بهدوء إلى طاولة بعيدة ترسم “اسكتشاتها” التي تكرر بها أشكال هندسية، أو عشوائية وصولا للوحتها ذات اللون الواحد، على الأغلب.
وكنت أنا-سميرة عوض- رسمت لوحة بمقاس كبير، استلهمت فيها زرقة النهر، وخصوبته، فجاءت “أميرة النهر”، ناشرة أجنحتها التركوازية/ الفيرزوية، في دلالة على خصب المكان، والانسان، ودلالات عطاء الأنثى وخصبها وتحملها الألم، وإشاعتها للأمل.
ويذكر أن رواق البلقاء يواصل استلهاماته المبتكرة لنهر الأردن، فقد سبق وأن عرض خلدون الدأود/ الأب في ألمانيا وفي الأردن معرضه التشكيلي (وجوه من نهر الأردن)، وكان السمبوزيوم الأول لجاليري رواق البلقاء الذي أقيم في العاصمة الأردنية عمان العام 2007، تحت عنوان “حوار الأنهر”، رواق البلقاء نفسه أيضا أصدر كتاب بعنوان «نهر الأردن الدانوب» تم إشهاره في بودابست وبرلين، وايضا في الأردن، والكتاب يمثل حواراً بين نهر الأردن والأساطير التي نسجت حوله، وما ترك من تنوع ثقافي على ضفتيه، كتبت نصه د.حياة عطية، ويهدف الكتاب إلى بناء منصة للحوار بين الشرق والغرب عبر الفنون وإثر التاريخ وتجليات الثقافة وتأثيرها بين الشعوب على اختلاف لغاتهم وأجناسهم.
من جهته يواظب الرواق في المساهمة بالتعريف بالسياحة الثقافية في الأردن، بحسب مديرته سهى دأود التي ترى أن “التشكيل” وسيلة مثلى للترويج الأردن من الجانب السياحي والثقافي، وهو مشروع متواصل أخذه الرواق على عاتقه وما يزال رغم التحديات يحاول أن يوصل صور الجمال في الأردن للعالم من خلال الحوار والكلمة واللوحة.
فيما يواصل مؤسس الرواق القبض على جمرة الابتكار والابداع ذاهبا للتأكيد على مقولته “المستقبل الثقافي مربوط بالمستقبل السياحي مع الشعوب”، منوها أن مشروع ورشة العمل التشكيلية نهر الأردن، تأتي في إطار تواصل مشروع الأنهر، الذي يستلم رحلة النهر، وأسطورة نهر الأردن.
ومن الجدير بالذكر أ، نهر الأردن، النهر الأوحد في الأردن، يمر في بلاد الشام، يبلغ طوله حوالي 251 كم وطول سهله حوالي 360 كم ويتكون عند التقاء ثلاثة روافد هي بانياس القادم من سوريا و اللدان القادم من شمالي فلسطين والحاصباني القادم من لبنان مشكلا نهر الأردن العلوي الذي يصب في بحيرة طبرية التي تكونت جراء حدوث الوادي المتصدع الكبير. وقد كون هذا الشق عدة بحار وبحيرات أخرى مهمة، وعند خروجه من بحرية طبرية يكون نهر الأردن السفلي ويصب فيه أيضا روافد نهر اليرموك ونهر الزرقاء ووادي كفرنجة وجالوت، ويفصل النهر بين فلسطين التاريخية والأردن إلى ان يصب في مياه البحر الميت المعروفة بملوحتها العالية.