سمير حجاوي/قتل على الهواء

لا تتوقف إسرائيل عن ارتكاب الجرائم وآخر ما اقترفته هو قتل وزير مكافحة الاستيطان والجدار زياد أبو عين أمام الكاميرات وعلى رؤوس الأشهاد.
هذه الجريمة النكراء ليست جديدة على دولة إرهابية التي تمارس القتل والإبادة والتطهير العرقي ولكنها جزء من مسلسل دموي مستمر ومتواصل من الاحتلال البريطاني لفلسطين الذي كان يقتل الفلسطينيين ثم سلم راية القتل للعصابات اليهودية الدموية وصولا إلى إقامة كيان لهذه العصابات هو الكيان الإسرائيلي الذي لم يتوقف يوما عن ارتكاب الجرائم والمجازر البشعة بحق الشعب الفلسطيني.
لم يكن الشهيد زياد أبو عين مقاتلا ولم يحمل في يده سلاح وإنما كان مقاوما سلميا يدافع عن حق الشعب الفلسطيني بالكلمة والموقف ورفع الإعلام والمظاهرات وزراعة أشجار الزيتون وهي أفعال الحد الأدنى من المقاومة للاحتلال الذي يحتل الأرض ويهودها ويصادرها من أهلها على مرأى ومسمع من العالم كله.
لقد أراد العدو الإسرائيلي أن يبرهن للعالم كله أن ما يسمى المقاومة السلمية مجرد أكذوبة وأن جميع الفلسطينيين بالنسبة له أهدافا للقتل سواء كانوا سلميين أم غير ذلك وهي بذلك تسقط كل دعاوى المقاومة السلمية وتعطي مشروعية كاملة للمقاومة المسلحة.
استشهاد زياد أبو عين يثبت للمرة الألف أن هذا العدو لا يفهم غير لغة القوة وأن أي لغة أخرى هي مجرد عبث لا طائل من ورائه وأن الشعب الفلسطيني لن يسترجع حقوقه وأرضه ومقدراته بغير قتال لأن من يرفع غصن الزيتون سيقتل ويحرقه الإسرائيليون به.
الشهيد زياد أبو عين ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يقتله العدو الإسرائيلي فقد سبقه آلاف الشهداء الفلسطينيين خاصة الشهيد ياسر عرفات الذي قدم كل التنازلات وتنازل عن البندقية واختار الطريق السلمي والمفاوضات والصفقات ومع ذلك لم يشفع ذلك له أبداً وتآمروا عليه وقتلوه رغم سلميته المفرطة بل المتطرفة والسبب في ذلك أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت حسب وجهة النظر الإسرائيلية الإرهابية.
الشهيد زياد أبو عين ليس ضحية العدو الإسرائيلي فقط بل ضحية التنسيق الأمني المقدس الذي آمنت به وعدته سلطة رام الله بزعامة المنسق الأكبر محمود عباس وهو ضحية التخاذل العربي بل والمشاركة العربية للعدو الإسرائيلي في قتل الشعب الفلسطيني كما حدث في غزة وهو ضحية الأفكار العبثية للتعامل مع عدو أدمن القتل والإجرام وسفك دماء الفلسطينيين. لا يجوز استمرار الحال على ما هو عليه ولا يجوز ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة الضبع الإسرائيلي المتوحش ولابد من دعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح لمواجهة الإجرام الإسرائيلي الذي أغرق فلسطين في الدم.

شاهد أيضاً

بين خطرين: اسرائيل و ايران* رمضان الرواشدة

عروبة الإخباري – تواجه المنطقة العربية خطرين شديدين لا يقلان عن بعضهما ،ويهددان الأمن القومي …

اترك تعليقاً