عروبة الاخباري – خاص- كتب سلطان الحطاب – هذه رحلة مباركة وقودها الارادة والناس وحب النجاح وزرع الامل والابداع .. هي نسيج واحد بالوان عدة. نهضت من الحلم وبدات من الصفر.. وقد اخذ الرواد على عاتقهم ان لا يجوع شعبهم فيها ولا يعرى وان يظل مرفوع الراس مصان الكرامة.. فالذين وضعوا حجر الاساس لانهاء معاناة القبائل العربية في الخليج، تمتعوا بالنظرة الثاقبة والبصيرة بعيدة المدى.. هذا ما كنت دائما اسمعه من اخي وصديقي سفير الامارات العربية المتحدة في عمان الدكتور عبدالله العامري ابو ناصر ..
لم تكن المسيرة سهلة، والاعتقاد بنفطية الدولة كتفسير لنهوضها لم يكن صحيحاوانما كان خطا شائعا. فالدولة بنت من الارادة وصناعة التجارة التي ادمنها واتقنها شيوخ الامارات التي بدات متصالحة وانتهت موحدة وقد استجابوا لنداء ” هل ادلكم على تجارة …” فبنوا تجارتهم من الغوص الذي كان تحت البحر ليواصلوا البناء فوق البحر والى عنان السماء وتكون نهضة مباركة جاءها العالم من كل فج عميق وعلى كل وسيلة نقل حديثة ليقفوا على حضارة وتجارة ودفء وسلام ورعاية للحقوق ..
حافظت دولة الامارات على استقرارها منذ وضع الحكيم الشيخ زايد حجر الاساس وبنى بالحكمة حدودا ودولة . ” ومن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا “.. وقد جاء معه رجالات كبار عاهدوه على المضي في المسيرة شركاء فكان الاتحاد برموزه المعروفين وفي مقدمتهم راشد آل مكتوم الرجل الذي تمتع بذكاء خارق وروح متحفزة من العمل واستغلال للوقت ودقة في التعاقد وصبر على الملمات وقد اورث ذلك ابنه الشيخ محمد بن راشد الذي كان سر ابيه شجاعة ومبادرات..
كما نهض شيوخ الامارات الاخرى بادوارهم صيانة للمسيرة وتعميقا لخطاها حتى غدت الدولة واحدة وان كسب كل اسم فيها رنينه الخاص في الاذن. ” فدبي” هذا الاسم العالمي الذي يعرفه الناس في مشارق الارض ومغاربها كوجهة سياحية محببة تحفز الناس على مختلف اعمارهم على المجيء اليها وشدهم للتمتع بما فيها من تنوع..
في هذا اليوم الجميل .. في العيد الوطني لدولة الامارات… في سجل الانجازات المليء حيث تقدم الامارات نفسها من خلال الانجاز الذي رسمت به هويتها وكتبت من خلاله تاريخها حتى غدت منافسا عالميا وصل بها الامر الى ادارة موانيء اميركية. والى مساهمة فاعلة في البناء العالمي والدولي وعلى مختلف الاصعدة ..
تصعد الامارات للشراكة ونجدها تتقدم وهي في منعتها تواجه اليوم تحديات الاقليم وتحمل الرهان في ان تصمد بانجازاتها وان تعظم فرص السلام والتنمية ولذا فانها وهي تفتح الابواب للاستثمارات والرفاه فانها تقيم سدودا وموانع ومصدات في وجه الارهاب وتسيس الدين ومخططات الاختراق والنيل من المكاسب العظيمة التي حققها شعب الامارات وحققتها شعوب امتنا التي تعتبر الامارات نموذجا في التعامل العربي – العربي والحرص على استقرار الاقليم كله..
الامارات اليوم.. وفي عيدها الوطني تصعد بالاستثمارات والاقتصاد والاجتماع والثقافة وتضع نفسها ايضا في الحرب ضد الارهاب شريكا فاعلا مدركة ان هذا البلاء لابد ان يواجه لاسباب منها الدفاع عن صورة الاسلام السمحة والاخر الدفاع عن مكاسب التنمية والتقدم والانجازات المترتبة من ذلك ..
لم تخذل الامارات العربية امتها ولم تطعن الامن القوي العربي بل اسندته ممثلا في دور مصر التاريخي الان وفي صمود المملكة الاردنية الهاشمية اذ تتمتع علاقات البلدين بوشائج قوية ويحفظ الاردن للامارات مودة خالصة وهو يرى ان ابناء الشيخ زايد ومن ساواهم من حكماء وحكام الامارات يحفظون وصيته في اسناد امتهم وفي مقدمتها الاردن الذي ظل يحفظ للامارات مساندتها ووقوفها معه في كل الظروف والمنعطفات..
ياتي هذا اليوم التاريخي والاشتباك مع التحديات مازال قائما والذين لبسوا لبوس الدين وتمسحوا به وفتحت لهم الامارات ابوابها ومساجدها قام نفر قليل منهم ممن لم يراعوا الاّ ولا ذمة فقلبوا ظهر المجن وعضوا اليد الممتدة واخذتهم عزة المطالبة بالسلطة او الكسب والمصالح بالاثم فكشروا عن انيابهم فكانت الامارات وكل من آمن بدورها ووقف في صفها ومازال.. هذا يوم مبارك.. انه العيد الوطني وكل الدعاء ان يحفظ المولى استقرار الامارات وان يصون مكاسبها ويحفظ اهلها..
الدكتور عبدالله ناصر العامري السفير الاماراتي لدى الاردن