عروبة الإخباري – أطلقت الفنانة الاردنية الشابة لارا عليان مساء الخميس الماضي ألبومها الغنائي الاول «حلوة»، وهي الاغنية التي كتب كلماتها الشاعر اللبناني طلال حيدر ولحنها الفنان الفلسطيني باسل زايد. وقدمت عليان لجمهورها في حفلي اشهار الالبوم اللذان اقيما في مؤسسة عبد الحميد شومان، مجموعة من اغانيها الجديدة، والتي تنوعت بين اللهجة الفلسطينية واللبنانية والمصرية والفصحى.
صعدت لارا عليان للمرة الاولى على خشبة المسرح بهويتها الموسيقية الخاصة ولونها الغنائي المصمم خصيصا لها، والذي اختارت كلماته وألحانه بعناية بدت واضحة على المنتج النهائي، فكانت المفاجأة أن تلك الشابة خرجت وللمرة الاولى من عباءة فيروز، وصدح صوتها بطبقات لم نسمعها من قبل. بدت اكثر ثقة بنفسها، وغنت بأصالة أكثر من اي وقت مضى.
قدمت عليان في الحفل سبع اغنيات من اغاني الالبوم العشرة، واستهلت حفلها بأغنية للشاعر والروائي ابراهيم نصرالله بعنوان «بكتب رسالة»، قدم لها اللحن الموسيقي عازف العود طارق الجندي، وفي هذه الاغنية تعلو لارا بصوتها، فتظهر جانبا آخر لم نسمعه من قبل، صوت غير ذاك الصوت الرقيق، الا انها لا تفقد دفء صوتها، ولا تفقد حنانه، لكن قوة تكسوها رخامة تظهر بصوتها وهي تغني، فنسمع عُربا جديدة لم نسمعها من قبل.
ومن ألحان معن السيد وكلمات مايكل عادل، غنت عليان «يا عاشقين اتجمعوا»، اغنية ايقاعية باللهجة المصرية، تستحضر زمن الغناء الجميل، وتشي بحنين الى قاهرة الشيخ الامام، فيبدع معن السيد بلحنه، ايقاعاته، ووقفاته، وتبدع معه لارا بأصالتها في الغناء، تشعر وكأنها تتحد مع الكلمة وتنفجر معها بصوت ينبض احساسا. وتدرك عليان ميزان صوتها، فتعرف اين تقف واين تشدو بصوتها عاليا.
ولان الالبوم يضم نخبة من الشعراء، لحن قصائدهم موسيقيون متمرسون، فقد أبحروا في النغم الشرقي، وتنقلت عليان بصوتها بين المقام والمقام بخفة متناهية، دون أن يظهر التعب على صوتها، او يخونها في نقلاتها بين الجمل الموسيقية، وبدا ذلك واضحا في اغنية «الشام» التي كتب كلماتها الشاعر صلاح أبو لاوي ولحنها الموسيقي عمر عباد. استهل لحنه بمقام الكرد بلمحة فلكورية تراثية، ثم ما لبث ان تحول الى مقام الراست، وبنقلة مقامية اخرى الى الحجاز، ليعود مرة اخرى الى الكرد، كل ذلك وصوت عليان ينتقل مع الموسيقى بسلاسة مطلقة، بصورة عذبة ومؤثرة.
وبصوت رقيق وصافٍ، غنت عليان «حلوة.. متل نَعسِت حلبْ، ونسيت تنام بكير»، اغنية تحمل من اسمها الكثير، لعلها ليست اصعب اغاني الالبوم تقنيا، لكنها اغنية عذبة تأخذك الى اجواء من الحلم والترقب، يسير اللحن فيها بسلاسة، لا يصعد كثيرا ولا يخبو كثيرا، ويُظهر الانوثة في صوت عليان وهي تغني: حلوة متل تدمر عم تجهز صبية، وما حدا بيعرف شو بدو يصير.. الله يهدي البال، هالقلب متل طراف صابيعك المضمومة سوا..
وبالعودة الى اللهجة المصرية، غنت عليان «فيها ايه» كلمات الشاعر محمد خير وألحان الموسيقي الشاب يعرب سميرات، اغنية ايقاعية سريعة بإيقاع رباعي. وتغني عليان معظم جمل الاغنية بطبقات عالية وحادة، فتبدو وكأنها تبذل مجهودا عاليا وهي تؤدي الجواب، وتكاد تشعر باهتزاز صوتها لارتفاع نبرات صوتها.
وفي الختام، غنت عليان اغنيتين لفلسطين بالعربية الفصحى، الاولى للشاعر رامي ياسين بعنوان «دوما أغني» للملحن اللبناني زياد الاحمدية، وهي اغنية طربية بامتياز، تتناسب وصوت عليان الرخيم، الذي يمتد مع اللحن بارتياح، ويبتسم وجهها وهي تتنقل بين الجمل الطربية، وتختتم اغنيتها بموال قصير «دوما أغنيكِ لتغنيني.. فلسطين». أما الثانية، فحملت عنوان «باقون» للشاعر دريد مصلح والموسيقي عمر عباد، وهي اغنية وطنية ايقاعية، تغني فيها عليان لفلسطين.