عروبة الإخباري – فيما يلي نص البيان الأردني الياباني المشترك الصادر خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى العاصمة اليابانية طوكيو: قام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، بزيارة عمل لليابان في الفترة من 18-21 تشرين الثاني 2014، والتقى رئيس وزراء اليابان السيد شينزو آبي يوم 20 تشرين الثاني.
وبمناسبة الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والأردن، جدد الجانبان التزامهما بالبناء على العلاقات المتميزة بين البلدين بما في ذلك العلاقات الودية التاريخية بين العائلة الإمبراطورية والعائلة الملكية.
وأكد الجانبان من جديد عزمهما على مواصلة تطوير العلاقة الاستراتيجية بينهما واستمرار التعاون من أجل تعزيز السلام والاستقرار.
العلاقات الثنائية: أعرب رئيس الوزراء آبي عن امتنانه لاستمرار دعم الأردن لمطلب العضوية الدائمة لليابان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعرب عن تقديره لتمثيل الأردن الفعال لكتلة آسيا-المحيط الهادئ في مجلس الأمن الدولي بصفته عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى العام المقبل.
وأعرب رئيس الوزراء آبي عن بالغ تقديره لما يقدمه الأردن من مساعدات إنسانية للاجئين السوريين، وأعلن قرار اليابان تقديم منحة للمملكة لتأهيل وتوسعة شبكات المياه في محافظة البلقاء بقيمة 2.238 مليار ين ياباني، ومنح مساعدات اقتصادية للشركات الصغيرة والمتوسطة بقيمة تقارب 200 مليون ين ياباني.
وأعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن شكره لرئيس الوزراء آبي لما تقدمه اليابان من مساعدات للأردن، سواء في الماضي أو الحاضر، بما فيها قرض التنمية بقيمة 12 مليار ين ياباني والذي حصل عليه الأردن في شهر آذار من هذا العام، وكذلك على دعم اليابان للاجئين السوريين والبلدان المضيفة والتي تجاوزت قيمته 400 مليون دولار حتى الآن. وتقدم الأردن بطلب قرض تنمية جديد لعام 2015.
وتفهماً للوضع المالي الصعب للأردن الذي فرضته حالة عدم الاستقرار في المنطقة، واستمرار تدفق اللاجئين السوريين، أكد رئيس الوزراء آبي أن اليابان ستواصل تقديم الدعم للأردن بتعاون وثيق مع المجتمع الدولي كلما كان ذلك ممكنا. ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لتجاوز ما سيغدو أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث، مشيرين إلى ما نتج عن ذلك من ضغط كبير على البنية التحتية والخدمات وفرص العمل في البلدان المضيفة.
وناقش الجانبان سبل تعزيز التواصل على أرفع المستويات والمشاورات حول السياسات على مستوى وزراء الخارجية وكبار المسؤولين في وزارتي الخارجية في البلدين. وقرر الجانبان أيضا توسيع العلاقات الدفاعية وزيادة الزيارات بين وزارة الدفاع اليابانية ومسؤولين من القوات المسلحة الأردنية.
وأكد الجانبان أهمية التعاون الثقافي الفعال نظرا لما يتمتع به البلدان من تراث ثقافي زاخر. وبهذا الصدد، أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن امتنانه لمساعدات المنحة الثقافية والتي وقعت اتفاقيتها مؤخرا وتتضمن تشييد متحف البتراء بكلفة 686.2 مليون ين ياباني قدمتها اليابان هذا العام. ومن المقرر افتتاح المتحف عام 2016.
وأعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن إعجابه بتجربة الشركات اليابانية وما حققته من تقدم تكنولوجي في مجالات الطاقة النووية والمتجددة. ونظرا لما يتوقع من زيادة الأنشطة التجارية للشركات اليابانية في الأردن، أعرب جلالته عن دعم وتشجيع عمل الشركات اليابانية.
ورحب الجانبان بزيادة التعاون المتبادل بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك مجال الرياضة، ورحبا بإبرام اتفاق شراكة بين الاتحاد الياباني لكرة القدم والاتحاد الأردني لكرة القدم. وشكر جلالته رئيس الوزراء آبي على عزمه تعزيز التبادلات الرياضية الثنائية من خلال برنامج “الرياضة من أجل الغد”.
وأقر الجانبان بأن تمكين المرأة أمر حيوي لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وصحية، وشددا على تعزيز التعاون في هذا الصدد.
التعاون من أجل السلام والاستقرار الإقليمي والدولي: أوضح رئيس الوزراء آبي سياسة “المساهمة الاستباقية من أجل السلام”، والقائمة على مبدأ التعاون الدولي، واستعرض جهود اليابان بهذا الصدد. ورحب جلالة الملك عبدالله الثاني بمساهمة اليابان في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والدولي وأعرب عن تأييده لسياسة اليابان الأمنية.
عبر رئيس الوزراء آبي عن تقديره الكبير لجلالة الملك عبدالله الثاني لدور الأردن المهم البارز ومساهماته لصالح السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وخاصة عملية السلام. وأشاد جلالة الملك بالدور الياباني الداعم لعملية السلام وأعرب عن تقديره بشكل خاص لأهمية مبادرة “ممر السلام والازدهار” اليابانية، وناقش الجانبان كيف يمكن لهذه المبادرة أن تعمل على تعزيز السلام في المنطقة. كما أعاد الجانبان التأكيد على التزامهما بالعمل معا ومع الشركاء الدوليين الآخرين لتحقيق أهداف هذه المبادرة.
أعرب الطرفان عن قلقهما إزاء تزايد وتيرة العنف في الشرق الأوسط مؤخرا، ودعيا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى العودة إلى المفاوضات من أجل التوصل إلى “حل الدولتين”، بحيث تعيش الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
دعا الجانبان إلى وقف الإجراءات الأحادية التي يمكن أن تزيد من العنف وتضعف الأمل بالتوصل إلى تسوية سلمية نهائية، بما في ذلك استمرار بناء المستوطنات وأية إجراءات لتغيير الوضع الراهن في القدس والأماكن المقدسة فيها.
اتفق الجانبان على أن الإجراءات الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن من خلال استخدام القوة أو الإكراه في المجتمع الدولي ليست مقبولة. وبالإضافة إلى ذلك، أعاد الطرفان التأكيد على أهمية السلام والاستقرار والتجارة المشروعة دون عوائق وحرية الملاحة البحرية والجوية في أعالي البحار.
وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء الوضع في سوريا، وشددا على أهمية تحسين الوضع الإنساني وكذلك التوصل إلى حل سياسي على أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012.
أدان الجانبان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. وأكدا أن التغير في طبيعة الإرهاب يستدعي شراكة دولية أقوى في مجال مكافحة هذه الظاهرة، بما في ذلك زيادة تبادل المعلومات والاستخبارات.
اتفق الجانبان على أن تنظيم داعش يشكل تهديدا خطيرا للنظام الدولي، وأن الجهود المشتركة للمجتمع الدولي أمر ضروري في مختلف المجالات، بما في ذلك مسألة المقاتلين الأجانب لمواجهة هذا التهديد.
أيد رئيس الوزراء آبي وقدر عاليا الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع تهديد تنظيم داعش ودور الأردن البارز في مكافحة الفكر المتطرف من خلال مختلف مبادرات الحوار بين أتباع الأديان والمذاهب مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام بين الأديان. وأعرب جلالة الملك عن تقديره الكبير لجهود اليابان في مكافحة الإرهاب بما في ذلك المساعدة الإنسانية التي تقدمها للعراق وسوريا ودول الجوار. وأكد الجانبان عزمهما على مواصلة التعاون في هذا المجال.
تبادل الجانبان وجهات النظر حول البيئة الأمنية الأوسع في شرق آسيا، وأكدا على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا-المحيط الهادئ وفقا للقانون الدولي.
أكد الجانبان مجددا أهمية نزع السلاح النووي، وشرق أوسط خال من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى وحظر انتشار هذه الأسلحة، وأعربا عن رغبتهما في مواصلة التعاون في هذا المجال، خصوصا لإنجاح مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المزمع عقده عام 2015، مشيرين إلى أهمية أن تشمل هذه المعاهدة الجميع.
وأعرب الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون لإيجاد حل لبرنامج كوريا الشمالية المستمر لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ البالستية. وأكدا أيضا أهمية حفظ الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية من خلال الوسائل السلمية، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة.
أعرب رئيس الوزراء آبي عن تقديره البالغ لمساهمة الأردن الفاعلة في عمليات حفظ السلام. وعبر جلالة الملك عبدالله الثاني عن تقديره الكبير لجهود اليابان المتميزة في هذا المجال. وأعرب الجانبان عن عزمهما تعزيز التعاون في عملية حفظ السلام، بما في ذلك تبادل المدربين بين معهد التدريب على عمليات حفظ السلام في الأردن والمؤسسات ذات الصلة بعمليات حفظ السلام في اليابان.
عبر الجانبان عن عزمهما المشترك على العمل بنشاط أكبر لتحقيق نتائج ملموسة في إصلاح مجلس الأمن بما في ذلك التوسع في كل من فئتي العضوية الدائمة وغير الدائمة في عام 2015.
في مجال التحديات العالمية مثل تغير المناخ والقضايا البيئية والحد من مخاطر الكوارث، أقر الجانبان بأهمية معالجة التحديات العالمية الملحة بما في ذلك وضع جدول أعمال الأجندة الإنمائية لما بعد عام 2015 يتوخى مبدأ الأمن الإنساني والتعاون لصياغة إطار دولي جديد يتم إقراره في مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (COP21)، وأكدا مجددا ضرورة المزيد من التعاون للتعامل مع هذه التحديات. وشدد الجانبان أيضا على أهمية المشاركة الفعالة والتعاون الوثيق في المؤتمر العالمي الثالث للحد من مخاطر الكوارث الذي سيعقد في سينداي باليابان في آذار عام 2015.