عروبة الإخباري – رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم الاثنين حفل تخريج الفوج العاشر من ضباط الكلية العسكرية الملكية الجامعيين.
وكان في استقبال جلالة القائد الأعلى لدى وصوله رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وآمر الكلية.
وبدئ الاحتفال بالسلام الملكي ثم تفقد جلالته طابور الخريجين الذي استعرض من أمام المنصة الملكية بنظامي المسير البطيء والعادي.
وألقى مفتي القوات المسلحة اللواء الدكتور يحيى البطوش كلمة قال فيها “إن الجندية وسام الرجال وشرف الامة وسياج الوطن وعنوان الأمن والسلام ، حمل لواءها جيشنا العربي وريث الثورة العربية الكبرى وبقية الجيش المصطفوي، لقد احتضنت وحداته العسكرية المساجد العامرة بروادها المؤمنين والأئمة الأكفياء والمرشدين ،وتتابعت بعثات الحج والعمرة بمنهجية علمية مكافأة للفائزين وسيبقى الأردن عرين الهاشميين وموطن الرجال ومعين الوسطية والاعتدال وحصناً حصيناً يحتضن على أرضه شهداء الصحابة شهوداً على حشده ورباطه وأرضه المباركة الطهور.
من جهته رحب آمر الكلية العميد الركن ابراهيم بني بكر بقدوم جلالة القائد الأعلى وقال في هذا اليوم الأغر المبارك من أيام الوطن تتشرف الكلية العسكرية الملكية وتزهو باستقبال جلالتكم وتتباهى بتفضلكم ، برعاية حفل تخريج كوكبة جديدة من تلاميذها الذين اتخذوا الايمان بربهم ووطنهم ومليكهم منهاجاً ، وقد اختاروا الانضواء تحت راية الشرف والفداء ، ذوداً عن حمى الوطن وعن الحق سبيلاً ، مقتدين بخطى السلف الصالح ، وسائرين على درب الآباء والأجداد أبطال الثورة العربية الكبرى،ومثلهم الأشقاء في صفوف الجيش الكويتي الذين اختاروا هذا المعهد العسكري، لمكانته وسمعته في بناء وتأهيل القيادات العسكرية الكفؤة ، والقادرة على العمل باحتراف وتميز.
وأضاف لقد بذلت مرتبات هذا الصرح العريق كل ما بوسعها على مدار عام كامل لتهيئة هؤلاء الخريجين واعدادهم وتوسيع مداركهم وصقل شخصياتهم وفكرهم وتسليحهم بالمعرفة العسكرية والأكاديمية ليغرسوا فيهم الايمان بالله ثم حب الوطن والإخلاص لعرشكم المفدى والتحلي بالأخلاق الإنسانية الفاضلة ونواميس الجندية ليتخرجوا قادة في المستقبل ويكملوا هذه المسيرة العطرة بكل معاني الولاء والانتماء والفداء.
بعد ذلك سلم جلالة القائد الأعلى الجوائز التقديرية لأوائل الخريجين في الكلية وحضر الاحتفال عدد من أصحاب السمو الأمراء ورئيس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس النواب ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وامين عام الديوان ومديرو الأمن العام والدفاع المدني وقوات الدرك وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة العاملين والمتقاعدين وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين في المملكة وذوو الخريجين.
واستكمالاً لمراسم التخريج وزع رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن الشهادات على خريجي الكلية ونقل لهم ولذويهم تحيات ومحبة وتقدير جلالة القائد الأعلى ومباركته واعتزازه بهم متمنياً لهم التوفيق والنجاح في وحدات وتشكيلات القوات المسلحة التي سيلتحقون بها.
وقال اليوم وقد أنهيتم عاماً من التدريب فأصبحتم على قدر كاف من العمل في الميدان وتقلد المناصب القيادية وخدمة وطنكم واقتفاء أثر من سبقوكم في صفوف هذا الجيش الذي قدم الشهداء وضحى في سبيل أمته وكرامتها وعزتها فأنتم أمل وطنكم ومحط ثقة قائدكم غراساً مباركة ورجالاً لا تنحني هاماتهم الا لله الواحد القهار وقد أدركوا معنى أن يحملوا هذا الشعار شعار الجيش العربي، فجيشكم هو جيش لكل العرب والأمل معقود عليكم أن تعملوا ليل نهار ليبقى العلم مرفوعاً عالياً وأن الوطن وأمنه واستقراره فوق كل الاعتبارات وأولوية لا يتقدمها أولويات.
وأضاف إن الاحداث التي تتعرض لها المنطقة والاقليم تحتم علينا جميعا المزيد من فهم كل ما يجري حولنا ، بعين المتبصر والمتأمل والمتفحص لمجمل هذه الأحداث وفهمها ومتابعتها وتحليلها بعمق ورويه للوصول الى النتائج التي تمكن الجميع من التخطيط السليم لمواجهة هذه التحديات فكرياً وثقافياً وعسكرياً مع الإرادة والصبر والقدرة على التكيف معها والاستعداد لكل الاحتمالات، فالإعداد عملية لا تنتهي والحياة العسكرية تحتاج من الجميع أن يكونوا دائماً على أعلى درجات الجاهزية والكفاءة فالأوطان لا يحميها ولا يصون أمنها واستقرارها الا أمثالكم من المخلصين الشرفاء الذين عاهدوا الله والوطن أن يكونوا على قدر أهل العزم وقد نذروا أرواحهم ودمائهم في سبيل ذلك.
يذكر بأن الكلية العسكرية الملكية ومنذ تأسيسها في عام 1950 ترفد القوات المسلحة الأردنية, والقوات المسلحة في الدول الشقيقة والصديقة بضباط متسلحين بالعلم والمعرفة, وفي عام 2004 أمر جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة بتفعيل دور الكلية وبدأت بتطبيق اسس ومناهج الكلية العسكرية البريطانية ساند هيرست بانتخاب التلاميذ ممن يحملون الشهادة الجامعية وتدريبهم لمدة عام على مختلف المساقات والمواد العسكرية ليتأهلوا كضباط ميدان بمستوى قائد فصيل