استمعت بالأمس إلى خطاب جلالة السلطان قابوس، وأصدقكم القول إني سعدت جداً بهذه الإطلالة لجلالته، بعد غياب لأشهر عن المشهد بسبب ظروف صحية، حالت دون وجوده في وطنه وبين أبنائه بسلطنة عمان الشقيقة طوال الأشهر الماضية، فكانت هذه الإطلالة بشرى خير، لتزيل كل الشائعات التي حاول البعض ترويجها عن صحة جلالته حفظه الله، فنزلت كلماته برداً وسلاماً ليس على أهلنا في عمان الشقيقة فحسب، بل هي كذلك على كل قطري وكل خليجي، يفرح لفرح أهلنا في عمان، وينظر إلى السلطان قابوس زعيماً حكيماً، قاد السلطنة في مراحل حاسمة من تاريخها، ونقلها اليوم إلى مصاف دول عالمية، بعد أن بسط عليها الأمن والأمان، ليقود تنمية بشرية خلقت ما نراه من تقدم ونهضة في كل مناحي الحياة بالسلطنة.
أجزم بأن أهلنا في عمان قد عادت قلوبهم الى أجسادهم بعد سماع خطاب السلطان قابوس بالأمس، وهو يقدم التهنئة لهم بمناسبة العيد الوطني للسلطنة، الذي يصادف 18 الشهر الجاري، ونحن معهم في قطر قيادة وشعباً لا نقل فرحاً عن أهلنا في عمان.
فقلوبنا نحن في قطر.. في دوحة تميم.. كانت معلقة تماماً كإخوتنا وأحبتنا في عمان، ننتظر سماع هذه الأخبار السعيدة عن صحة جلالته، التي نزلت برداً وسلاماً ليس على السلطنة وأهلها الطيبين فحسب، بل على الخليج أجمع، فمكانة قابوس الخير تتخطى حدود عمان العامرة، وتتجاوز الجغرافيا المرسومة..
فقابوس روح تسكن الجسد، ومن يعرف عمان يعرف حكيمها وسلطانها، أدامه الله ذخراً للسلطنة وأهلها، وللأمة جمعاء، فلطالما استظلت بظلال حكمته، وقادت حكمته الأمة إلى بسط الأمن والرخاء والاستقرار، وشكلت سياسته فتحاً، ومثّل نهجه نبراساً، واختط بنهجه السامي طريقاً للمعالي..
قابوس ملحمة عطاء وبناء..
قابوس مسيرة لم تنقطع من النماء..
فعندما يذكر قابوس تذكر الحكمة والوفاء.. يذكر الخير الذي عم أرجاء السلطنة..
يذكر الأمن والأمان الذي انتشر في ربوع عمان..
زرت عمان مرات عدة، وفي كل مرة -صدقاً- ازداد شوقاً إلى هذا البلد وأهله، الذين يأسرونك بالطيبة والكرم والتواضع الجم.. قلوب طاهرة، بيضاء نقية.. تشعرك بأنك منهم وهم جزء منك..
هذا الشعب الكريم، يستحق هذا القائد السلطان قابوس، الذي استطاع في فترة زمنية قصيرة أن يعيد بناء عمان، ليس البناء المادي، والذي قام به ايضاً، ونقل من خلاله عمان الخير إلى مرحلة متقدمة، لكن قبل ذلك البناء الإنساني والاجتماعي والفكري..، ليجعل من المواطن العماني نموذجاً في العمل بصمت، في وحدة تكاملية من أقصى عمان إلى أقصاه..
ارتقى جلالته بالإنسان العماني وطموحاته ليكون الوطن أولى الأولويات، وصدارة الاهتمامات، والمقدم على كل أمر..
قد يكون من السهل “التغني” بمثل هذه الكلمات، وترديدها على الشفاه، لكن أن تترجم على الأرض عبر تقديم تضحيات حقيقية من أجل بناء الوطن.. هنا التحدي، وهو ما اجتازه الإنسان العماني بكل اقتدار وجدارة، بفضل حكمة وحنكة قيادته المتمثلة بجلالة السلطان قابوس الحكيم رعاه الله، وألبسه لباس الصحة والعافية، وجعله ذخراً لعمان وللأمة بأسرها.
السلطان قابوس حفظه الله ورعاه، لا توجد كلمات توفيه حقه، ولا أشعار تبرز دوره، لكن مثل هؤلاء الرجال العظماء يظلون نجوما تتلألأ، تقتدي بها الاجيال في مسيرة بناء الأوطان، والسلطان في مقدمة هؤلاء الرجال العظماء، الذين سيذكرهم التاريخ بأسطر من نور، إنهم خير من دخلوه، وسجّل اسماءهم…
فاسعدي يا عمان الخير.. بلد الأمن والأمان.. واسعد أيها الشعب العماني الطيب والعظيم، الراسخ الجذور بشارة صحة السلطان، باني عمان، وحكيم الأمة..
واسترجع هنا ابياتاً من الشعر لأحد شعراء عمان الأفاضل لا يحضرني اسمه، التي يقول فيها:
عـمـان الأبية أرض الشمـــم
ومهـــد البطــولات منذ القـدم
لقد فاز مجدك بين الأمم
فعيشي فباسمك يحلو القسم
لنا دمت حصنا منيعا وذخرا
وللعرب عزا رفيعا وفخرا
وللمارقين وبالا وقهرا
ونارا ستلهب من رام شرا
إنني إذ أشارك اليوم بهذه الفرحة التي تعم عمان الخير بسلامة الأب والأخ والمربي والقائد جلالة السلطان قابوس، لهو شرف لي، ووسام على صدري، وكل الكلمات لا تعبّر عن مكانة هذا القائد، وتظل كل الكلمات عاجزة عن إيفاء السلطان حقه، أو بمعنى أصح، عن إيفائه جزءاً يسيراً مما قام به جلالته من أجل عمان وشعبها، الذين هم أهلنا واحبتنا…
حفظ الله السلطان قابوس، وأنعم عليه بالصحة، وألبسه لباس العافية.. وأدام على عمان الأمن والأمان.. وجعلها عامرة بالخيرات وظللها بالمسرات.. وحفظ أهلها الكرام من كل سوء، ورزقهم من خيرات الأرض والسماء..
جابر الجرمي/من قطر إلى عمان.. حمداً لله على سلامة السلطان
22
المقالة السابقة