عروبة الإخباري – نظمت دائرة المكتبة الوطنية مساء الاحد، امسية أدبية للكاتبة سناء ابو شرار تحدثت فيه عن روايتها الجديدة “سويسرا … الوطن والمنفى” وذلك ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه اسبوعيا.
وقدم للكتاب قراءة نقدية رئيس قسم البلاغة والنقد والادب المقارن في جامعة الفيوم واستاذا للأدب العربي بالجامعة الاميركية الدكتور مصطفى الضبع من جمهورية مصر العربية.
وبين ان الكاتبة ابو شرار في روايتها في روايتها ” سويسرا الوطن والمنفى ” تؤسس لتدشين قراءتها الخاصة للعالم عبر دائرتين أساسيتين : الوطن العربي ، سويسرا ، وهما دائرتان متداخلتان بالقدر الذي يجعل من كل واحدة منهما وسيلة إعلامية عن الأخرى.
واشار إلى أن الرواية تعد حلقة من حلقات النوع الروائي المعروف برواية الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، ذلك النوع الممتد منذ أديب لطه حسين ، وعصفور من الشرق لتوفيق الحكيم، وقنديل أم هاشم ليحيي حقي، والحي اللاتيني لسهيل إدريس، وموسم الهجرة للشمال للطيب صالح، وغيرها من الروايات التي تقف عند حدود عالمين متوازيين لأنهما لن يلتقيا مع الزمن إلا بالقدر الإنساني أو عبر خط إنساني يتشارك الجميع في تشكيله وهو ما يعمد الكاتبة إلى التأكيد عليه عبر عدد من القيم الإنسانية الواضحة.
وبين ان الرواية تقوم من الناحية السردية تتحرك بين زمنين يمثلان المعاناة الحقيقية للشخصية الشرقية، الزمن العربي بكل بسلبياته، والزمن الحاضر بكل ما يحمل من علامات التفاؤل على مستوى الشخصيات التي تتقدم بنجاحاتها المحدودة ولكنها مؤثرة، يمثل الزمن العربي خلفية تاريخية يسعى الثلاثة شخوص الرواية (ليلى – كمال – بسام ) إلى نسيانها لصالح حياتهم الجديدة، ولكن الزمن السابق يلح عليهم لا ليذكرهم بالماضي ولكن لينبه القارئ إلى أهمية الوقوف على المشهد العربي للكشف عن مشكلاته الضاغطة سواء على جميع مستوياته المختلفة (اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا )في مقابل المجتمع الغربي المستقر عبر هذه المستويات جميعها ، والرواية حين تفعل ذلك تضعنا إزاء التجربة الحضارية العربية التي تؤكد خطورة الموقف العربي وأهمية التنبه بعوامل انهياره والوعي بالخروج من أزمته المدمرة .
واختتم حديثه بقوله ان الكاتبة ابو شرار قد أخلصت لتجربتها الروائية مجتهدة في تقديم نموذجها الإنساني مقيمة نصها في منطقة الهدوء كأنها تشير إلى أن الوطن العربي لم يعد صالحا لاحتضان الحكي، وإنما على الحكاية ان ترحل على وطن آخر يكون قادرا على منحها عوامل النمو ويكون صوت ليلى في نهاية الرواية بمثابة البيان الإنساني الذي يؤسس للتجربة في جانبها الإنساني.
وقالت ابو شرار ان الادب عالم رحب يمنح لكل كاتب خاصية متفردة وكان الادب ملك له فقط ، لذلك يحب الكاتب ان يكتب، لان الادب يمنحه هذا التفرد، فيمكن للكاتب ان يكتب عن نفسه او عن غيره وعن مجتمعه، ويمكن ان يكتب خواطر وافكار خيالية وهو ما يمنح الادب خاصية الابهار والجاذبية.
واشارت الى ان كتابتها لهذه الرواية لم تكن لوصف وضع سياسي ولا للكتابة عن رأي شخصي بل هي معاناة افراد عاديين يعيشون في اوطان تحترق ولا ذنب لهم سوى انهم مواطني هذه الأوطان، اوطان فقدت المعالم والامن والمستقبل.
وبينت ان في هذه الرواية يتم الحديث عن هذه المعاناة الفردية ، اشخاص اضطروا للهجرة الى الغرب.