عروبة الإخباري – اعتصم ما يقرب من ألف من رجال الشرطة الجزائرية خارج مكتب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر العاصمة اليوم الأربعاء للمطالبة بتحسين ظروف العمل في ثالث أيام احتجاجاتهم.
ونادرا ما تنزل قوات الأمن إلى الشوارع للاحتجاج في الجزائر التي هيمن حزب جبهة التحرير الوطني والجيش على السياسة فيها منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962 لكن الاحتجاجات التي يطالب منظموها بوظائف ومساكن وزيادة الأجور كثيرة.
واحتشد رجال الشرطة أمام مدخل المجمع الرئاسي وهتفوا بسقوط قائد الشرطة ورددوا النشيد الوطني.
وقال رجل شرطة مشيرا إلى نوبات العمل إنهم واقعون تحت ضغط لا يحتمل بسبب النوبات التي تصل إلى 48 ساعة دون راحة.
وبدأت الاحتجاجات في العاصمة أمس الثلاثاء بمسيرة شارك فيها مئات من رجال الشرطة للتضامن مع زملائهم بالقرب من مدينة غرداية في جنوب البلاد حيث أصيب عدد من ضباط الشرطة في اشتباكات بين العرب والبربر.
واندلعت الاشتباكات بين الجانبين يوم الاثنين قرب المدينة الصحراوية التي تبعد نحو 600 كيلومتر عن العاصمة وقتل شخصان وأحرق عدد من المحال التجارية. وحينها نظم ضباط المنطقة مسيرات احتجاجا على ظروف العمل واضطرارهم إلى التعامل مع العنف.
ويسكن مدينة غرداية العرب وبربر يتحدثون لغة خاصة بهم ويتبعون مذهبا إسلاميا خاصا. والمنطقة مسرح معتاد للاشتباكات التي يتسبب فيها صراع على الوظائف والمساكن والأراضي.
واندلع عنف مماثل في المنطقة العام الماضي أوقع خمسة قتلى على الأقل.
وليس مرجحا أن تتسبب احتجاجات رجال الشرطة في انفلات أمني في وقت يتجنب فيه الجزائريون الاضطرابات والقلاقل بعد حرب التسعينات بين الجيش والإسلاميين التي قتل خلالها 200 ألف شخص.
ولا تزال قوات الأمن في الجزائر تقاتل بقايا تمرد مرتبط بالقاعدة ويقع عليها منذ ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر عبء احتواء أي قلاقل اجتماعية.