لن أستغرب، بل أتوقع أن يعطل الطلبة هذا اليوم أيضا، علاوة على عطلتهم أمس الأربعاء، اول يوم دوام بعد عطلة العيد.
في كل مرة أقنع أطفالي بالذهاب الى المدرسة في أول يوم دوام يأتي بعد عطلة، لكنهم وفي كل مرة يكونون وحدهم تقريبا في الصفوف، ويبدو أنه أصبح عرفا أن يتغيبوا الطلاب عن المدارس، ويمددون العطلة الى يوم او يومين، ثم تقوم بعض المدارس بتعويض هذه الأيام من الغياب بدوام يكون يوم سبت، لكنه ليس بالدوام الكامل، ويكون يوما مربكا للطلبة والمدارس والأهالي، فهو يوم عطلة وليس من السهولة بمكان أن يتحول الى يوم دوام دونما «خربطة».
ليس جديدا القول ولا تجنيا على معلمين ومعلمات، يودّون ويتمنون لو أن كل الأيام أعياد وعطل، وفوق تلك الأرقام الكارثية عن أمية وجهل طلبة في مدارسنا، لا يستطيعون القراءة والكتابة، يجنح الجانحون الى التهرب من مسؤولياتهم وخيانة أماناتهم، حين يحضون على مزيد من تفلت وغياب وتعطيل للعملية التعليمية والتربوية، بتغافلهم عن علاج هذه المشكلة.
امس الأربعاء اول يوم دوام للمدارس بعد عطلة العيد التي ابتدأت في مدارس كثيرة قبل يوم الأحد، وعلى الرغم من أن الأربعاء هو اليوم الأول للدوام، كانت أغلب المدارس فارغة، بلا طلبة، حيث لم يتوجه غالبية الطلبة الى مدارسهم، رغم تحذيرات وزارة التربية والمدارس نفسها من التغيب، ويبدو أن هذه الظاهرة ترسو أيضا كعرف جديد في مجتمعنا، لتعبر عن مثال جديد في تراجع أداء المعلم والمدرسة ولا أعفي الأهالي من مسؤوليتهم في تنامي ورسوخ هذا العرف السيء، الذي يروج لمزيد من اهمال وغياب مسؤولية.
حلول هذه الظواهر من الاهمال يكمن في المدارس نفسها، وفي المعلمين والمعلمات، إذ يجب عليهم البحث عن وسيلة ما، تمنع استشراء مثل هذه التجاوزات، إذ يجب أن يشعر الطالب والطالبة بمسؤولية تجاه نفسه ومدرسته، ويجب أن تسعى المدارس لتنمية هذا الشعور لدى طلبتها، لأن في مثل هذا الشعور يكمن الانتماء والالتزام ..