حركة الإخوان التي يحاول بعض أبواقها تصويرها على أنها حركة سلمية دعوية، تُثبت الأحداث العاصفة والشهادات المتواترة أنها تبعد عن السلمية بعد الثرى عن الثريا، فالإخوان جبلوا على العنف والخيانة، وعض الأيادي التي تحسن إليهم، والتاريخ المعاصر خير شاهد على ذلك.
وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه ونتهم بالتجني على تلك الفئة منحرفة الأفكار والنشاط، سأسوق لكم شهادة مسؤول ليبي سابق كبير في نظام القذافي وهو أحمد قذاف الدم ابن عم معمر القذافي.
قذاف الدم يشهد على أن إخوان ليبيا المتسببين في الفوضى الدموية التي يعيشها البلد الشقيق بعد أن تخلصت من حكم القذافي وأبنائه، هؤلاء الإخوان أقسموا بالمصحف بالوفاء لسيف الإسلام نجل القذافي، وألا يغدروا به بعد أن أخرجهم من السجون، وأعطى الآخرين منهم الأمان للعودة من خارج البلاد، ولكن كالعادة المتصلة بالإخوان، وهي الغدر، فوجئ سيف الإسلام بالإخوان بعد أحداث 17 فبراير 2011 يتنكرون له، وتحوّلوا إلى ظلمة ومجرمين يعيثون فساداً في الأرض.
قذاف الدم قال أيضاً «إن إخوان مصر حينما كانوا في الحكم أيام الرئيس محمد مرسي حاولوا بيعه – أي قذاف الدم – بملياري دولار. وكشف قذاف الدم أن خطاب تحويل الأموال من البنك المركزي الليبي جرى توقيعه من مسؤولين ليبيين كبار العام الماضي، عندما كان الإخوان يحكمون مصر – في غفلة من الزمان -! (جريدة الشرق الأوسط 24 سبتمبر الجاري).
ونحن نهدي هذا الكلام لأبواق الإخوان عسى أن يلقمهم حجراً، لكي يكفوا عن الترويج لأفكار تلك الجماعة الدموية، والتي نبعت منها كل الأفكار الأصولية المتطرفة التي نعايشها الآن، وعلى رأسها فكرة إحياء الخلافة (اللا إسلامية) التي بشر بها حسن البنا مؤسس علم الاغتيالات السياسية، وسيد قطب مفكر الإخوان الذي كتب عن فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان، ويقصد بفسطاط الكفر أو دول الجاهلية أنظمة الحكم التي كانت تحكم العالم العربي كدول مدنية، قبل أن يبتلى الوطن العربي بحكم العسكر، ثم حكم القوى الأصولية. فاستمرار الوضع القلق في ليبيا وعدم استتاب الأمور في تلك الدولة الغنية بعد ذهاب القذافي يرجعان إلى ميليشيات وعصابات الإخوان التي استولت على مدينة طرابلس ومطارها، ومنعت انعقاد جلسات البرلمان المنتخب بها، حيث عقد في طبرق، كل ذلك لأن الإخوان حازوا كراسي ضئيلة في ذلك البرلمان، فخربوا العملية الديموقراطية برمتها، حسب مفهوم «نحن وإلا الطوفان»!
***
ما حدث في اليمن من سيطرة الحوثيين على صنعاء وراءه يد الإخوان المتطرفة، مع السلفية التي استقصدت واستهدفت «الزيدية»، مذهب أئمتها السابقين، حيث اضطهد الإخوان رجال دينهم وسفهوا أفكارهم وكفروهم كعادتهم دائماً، لتعلو شوكة الحوثيين حاملي لواء مظلومية الزيديين، لذلك فإنه لوحظ، كما يقول المراقبون السياسيون، أن من خسر بالجولة الحوثية الأخيرة، بالإضافة إلى الدولة اليمنية وهيبتها، هم جماعة الإخوان المسلمين، ومن هنا يفهم سر المناحة المفاجئة لهم على خسارتهم ومناحة أنصارهم. فجنرال الإخوان علي محسن وشيخهم «الزنداني» وجامعتهم «الإيمان» وناشطتهم «توكل كرمان»، وآل الأحمر، هربوا كلهم عندما استولى الحوثيون على صنعاء (كما كتب الزميل مشاري الزايدي في الشرق الأوسط السعودية 24 سبتمبر الجاري).
كل تلك الأحداث التي نعاصرها والعشرات غيرها تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمان والإخوان كالخطين المتوازيين من المستحيل أن يلتقيا!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.