عروبة الإخباري – حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليمنيين من ان بلدهم يتجه نحو حرب أهلية بعد استيلاء متمردين شيعة على العاصمة وهو اجراء سمح للمسلحين بإملاء شروطهم على الحكومة الضعيفة الممزقة.
وقال هادي في كلمة امام الزعماء السياسيين والقادة الامنيين في مقره ان القتال في صنعاء يؤكد مرارة القتال المؤلمة بين الشعب اليمني ومخاطر الدخول في حرب أهلية.
ومثل هذه الحرب ستضع المتمردين الحوثيين الذي يزعمون انهم يمثلون الطائفة الشيعية الزيدية – ويشكلون 30 في المئة من عدد سكان اليمن البالغ 25 مليون نسمة – في صراع ضد تحالف من السنة ومصالح قبائل توحدها بضع عائلات كبيرة وضباط كبار في الجيش.
وأبرم الحوثيون اتفاقا يجعلهم جزءا من الحكومة لكن لم يتضح ان كان هذا سيلبي مطالبهم أم سيشجعهم بدلا من ذلك على السعي للحصول على مزيد من السلطات.
وعلى خلفية مشهد سياسي وقبلي وطائفي ممزق فان أي استئناف للقتال يمكن ان يسمح أيضا لمجموعات اخرى عديدة من بينها الانفصاليون الجنوبيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح بل وتنظيم القاعدة بكسب ميزة.
وهيبة الدولة – التي ضعفت نتيجة لانتفاضة 2011 التي أدت في العام التالي الى نقل السلطة من صالح تمتد الان بضعة أميال فقط من القصر الرئاسي – مقر هادي فيما يحرس مقاتلون حوثيون مدججون بالسلاح البنك المركزي وقواعد الجيش التي استولوا عليها هذا الاسبوع.
والخاسرون الرئيسيون من تقدم الحوثيين هم فيما يبدو حزب الاصلاح الاسلامي السني وزعماء من عائلة الاحمر التي تهيمن على كتلة قبلية كبيرة والرجل العسكري القوي علي محسن الاحمر الذي ينتمي الى قبيلة أخرى.
واجتاح الحوثيون اللواء المدرع الاول الذي يقوده محسن الاحمر عندما دخلوا صنعاء يوم الاحد فيما يمثل انتكاسة خطيرة للواء الذي بقيت قواته موالية له وليس للحكومة بعد انتفاضة اليمن ونقل السلطة.
من جهة أخرى وجه تنظيم القاعدة في اليمن بيانا تحذيريا إلى مسلحي جماعة الحوثي، توعدهم فيها بـ”جعل رؤوسهم تتطاير” واتهمهم بـ”استكمال المشروع الرافضي الفارسي في اليمن، ودعا السنة في البلاد إلى حمل السلاح وتجنب دخول العملية السياسة لتكرار التجارب مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي.
وقال تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” في بيانه الموجه إلى السنة أنها لا يخفى عليهم “ما يقوم به الحوثيون الروافض من استكمال للمشروع الرافضي الفارسي في يمن الإيمان والحكمة” مضيفا أن كثيرا من المحسوبين على أهل السنة والعلم والفتوى “كان لهم أثر كبير في تنامي هذه الجماعة الحوثية وذلك بغض الطرف عنهم والسكوت عن جرائمهم التي اقترفوها بأهل السنة في صعدة وغيرها، وبالدفاع عنهم بعد الثورة المسروقة بدعوى أنهم جزء من الشعب.”
وتابع البيان بالقول: “ازدادت الطعنات وأزداد الجرح عمقا وكشر الرافضة عن انيابهم وظهر لأهل السنة والجماعة بكافة أطيافهم ومسمياتهم أن المستهدف الأول هم أهل السنة والجماعة.. الذين أخمدوا نار المجوس ورفعوا راية لا إله إلا الله عالية خفاقة على أرض فارس” واصفا مؤسس التيار الحوثي، وهو حسين الحوثي، والد الزعيم الحالي للتيار، عبدالملك الحوثي، بأنه “حامل راية الرافضة في أرض اليمن.”
وتوجه البيان إلى السنة في اليمن بالقول: “يا أهل السنة آن لكم أن تقوموا من رقادكم وأن تستفيقوا من سباتكم فقد ولى زمن التحزبات الجاهلية التي لم تزدادوا بها إلا ضعفا.. فالله الله بالجماعة والوحدة تحت راية أهل السنة، وإياكم أن تعيدوا تجربة العراق التي جعلت طارق الهاشمي يفر هاربا من العراق ومحكوما بالإعدام , وإياكم أن ترضوا بسيسي أو مالكي جديد واختصروا الطريق واعتبروا بمن سبقكم فقد آن لأهل السنة أن يجتمعوا ويوحدوا صفوفهم.”
ودعا تنظيم القاعدة السنة في اليمن إلى “حمل السلاح وسلوك سبيل الكفاح” وأضاف: “نبشر أهل السنة بانتصارات قريبة تشفي الصدور وتريح القلب.. واعلموا يا أهل السنة أننا اخوتكم تنظيم قاعدة الجهاد قد سللنا السيوف الحداد للدفاع عنكم وللذود عن حياضكم واننا نقول للرافضة لقد جئناكم بما لا طاقة لكم به، جئناكم بالحق الذي لا طاقة للباطل بتحمله.. فأبشروا بما يسوؤكم فوالله لنجعلن ليلكم نهارا وصبحكم نارا ولترون اشلائكم تتناثر ورؤسكم تتطاير.”