” “المجتمع الإسرائيلي” على النقيض من المجتمع العربي الفلسطيني الفتي في الداخل والشتات. فهناك (1,7) مليون إسرائيلي يُشكّلون نسبة (29%) هم من الأطفال حتى سن (14) عاماً، وأكثر من نصف مليون (9,92%) هم من أبناء (65) عاماً فأكثر، والنسبة الباقية واقعة بين النسبتين السابقتين، وبذا فإن بيانات ومعطيات المكتب الإحصائي “الإسرائيلي” تشير إلى نمو زاحف لظاهرة الشيخوخة في المجتمع السكاني “الإسرائيلي””
ــــــــــــــــــــ
تقع الدولة العبرية “الإسرائيلية” من ناحية عدد السكان في المرتبة (95) من بين (227) دولة أو كيان في العالم. حيث واحد من كل ألف نسمة في العالم يحمل “الجنسية الإسرائيلية”. بينما تبلغ كثافة السكان داخل حدود فلسطين المحتلة عام 1948 “إسرائيل” نحو (265) نسمة لكل كيلومتر مربع، وتصل في مناطق متروبولين تل أبيب إلى نحو (6600) نسمة في كل كيلومتر مربع. وفي منطقة القدس (1076) نسمة. بينما تبلغ الكثافة السكانية جنوب فلسطين المحتلة نحو (57) نسمة فقط لكل كيلومتر مربع. وبارتفاع واضح لنسبة سكان المدن حيث بلغ عدد سكان متروبولين تل أبيب (2,6) مليون ساكن يُشكّلون (44%) من سكان الدولة العبرية، ومتروبولين حيفا (828) ألف نسمة يُشكّلون نحو (14%) من السكان.
ويلحظ بذلك أن الكتلة السكانية اليهودية على ارض فلسطين المحتلة عام 1948 “إسرائيل” تتجمع بشكلٍ كثيف في ثلاث مناطق: منطقة تل أبيب (منطقة يافا واللد والرملة)، منطقة متروبلين القدس، منطقة حيفا. على مساحة تقارب (15%) فقط من مساحة الجزء المحتل من فلسطين التاريخية عام 1948 والذي تقوم عليه الدولة العبرية الصهيونية.
“المجتمع الإسرائيلي” على النقيض من المجتمع العربي الفلسطيني الفتي في الداخل والشتات. فهناك (1,7) مليون إسرائيلي يُشكّلون نسبة (29%) هم من الأطفال حتى سن (14) عاماً، وأكثر من نصف مليون (9,92%) هم من أبناء (65) عاماً فأكثر، والنسبة الباقية واقعة بين النسبتين السابقتين، وبذا فإن بيانات ومعطيات المكتب الإحصائي “الإسرائيلي” تشير إلى نمو زاحف لظاهرة الشيخوخة في المجتمع السكاني “الإسرائيلي” وتحديداً بين اليهود، حيث يتسارع نمو ظاهرة الشيخوخة في المجتمع “الإسرائيلي” بالرغم من الهجرة الاستيطانية اليهودية من جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق والتي تمت أوائل تسعينيات القرن الماضي واستمرت حتى منتصف العام 1995 تقريباً.
ومن جانب آخر، ووفقاً لبيانات ومعطيات أواخر العام 2013، فإن سكان الدولة “الإسرائيلية” العبرية من اليهود، يتوزعون طبقاً لأصولهم القومية ومنابتهم، وفق النسب الرئيسية التالية: (1,9) مليون من اليهود من أصول (أوروبية ـ أميركية). ونحو (858) ألفا من أصول تعود إلى جمهوريات دول الاتحاد السوفييتي السابق، وهذه المجموعة السكانية هي الأكبر في “إسرائيل” بعد التحول الديمغرافي الذي طرأ مع هجرة مليون وربع مليون يهودي من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق لفلسطين المحتلة سنوات تسعينيات القرن الماضي، وخصوصاً من روسيا ومولدافيا وأوكرانيا وما يعرف بجمهوريات البلطيق. ونحو (500) ألف من أصل مغربي. ونحو (30) ألفا من أصل بولندي وروماني. ونحو (180) ألفا من أصل عراقي. ونحو (180) ألفا من أصل يمني. وعدة آلاف من اليهود الفلاشا/الاثيوبيين، والباقي من أصول مختلفة ( كردي، سوري، إيراني، مصري، تركي، هندي، أرجنتيني … )، ويدخل في الأرقام السابقة سكان المُستعمرات المقامة فوق الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
أما في الدائرة العالمية، وتأسيساً على آخر المعطيات “الإسرائيلية” الصهيونية الرسمية، فإن أعداد اليهود في العالم ككل بما في ذلك فلسطين المحتلة تبلغ نحو (13,1) مليون يهودي. فقد طرأ انخفاض بنحو (24%) في أعداد يهود جنوب القارة الأميركية، حيث تبقى (393) ألف يهودي موزعين وفق التالي : (84) ألف يهودي يسكنون في الأرجنتين، (96) ألفا في البرازيل، وفي المكسيك يوجد (40) ألف يهودي. أما في شمال إفريقيا فقد طرأ انخفاض كبير في أعداد اليهود، حيث بقي إلى الآن مع منتصف العام 2008 في المنطقة المذكورة خمسة آلاف مواطن يهودي فقط مقابل (83) ألفا كانوا مقيمين في أوطانهم الأصلية شمال القارة الإفريقية في العام 1970. وفي جنوب إفريقيا فمن أصل (124) ألف يهودي كانوا في العام 1970 بقي منهم الآن (72) ألفا فقط. أما في دول آسيا أيضاً فقد سجل انخفاضا كبيرا في عدد اليهود. ومن أصل (100) ألف يهودي كانوا يعيشون داخل بلدانهم الأصلية في دول القارة الآسيوية في العام 1970 لم يتبقَ سوى (20) ألفا حتى منتصف العام 2013، غالبيتهم الساحقة في إيران. بينما بقي بحدود (300) يهودي يمني ما زالوا في بلدهم الأم، وعدد ضئيل جداً في سوريا. أما في استراليا ونيوزيلندا فقط طرأ ارتفاع في أعداد اليهود فقد بلغت أعدادهم (111) ألفا مقابل (70) ألفا في العام 1970.
أما بالنسبة لعدد اليهود في شمال أميركا وتحديداً في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا فلم يتغير بعد بشكل كبير، لأسباب معلومة ومنطقية، رغم موجات الهجرة اليهودية الكبرى من شرق أوروبا باتجاه القارة الأميركية، حيث تبلغ الآن أعداد المواطنين من اليهود في البلدان المذكورة نحو (5,6) مليون مواطن يهودي. أما في أوروبا الغربية، فقد طرأ انخفاض بنحو (5%) في عدد اليهود.
ومن المعلوم أن المؤشرات والمعطيات الرقمية الأخيرة قد أشارت إلى أن عدد يهود بريطانيا بلغ (300) ألف مواطن معظمهم يعيشون في مدينة لندن وضواحيها، حيث كان قد غادر “إسرائيل” بصفة مهاجرين إلى بريطانيا (30) ألفاً خلال العقدين الماضيين ضمن هجرة معاكسة، أي ما نسبته (10%) من عدد يهود بريطانيا. أما في فرنسا فقد بلغ عدد اليهود (600) ألف وهي الدولة التي تضم أكبر عدد من اليهود في أوروبا، وتأتي في المرتبة الثانية بريطانيا، وفي المرتبة الثالثة ألمانيا، التي أصبحت تضم (200) ألف من اليهود الذين عادوا أو هاجروا إليها من يهود “إسرائيل” وروسيا ومن بعض دول أوروبا الشرقية.
أخيراً، إن سوسيولوجيا المجتمع “الإسرائيلي”، تحتاج لدراسات مُعمقّة لفهم هذا الكيان واستشفاف مستقبله المتأرجح، فهي سوسيولوجيا مُعقّدة، نتيجة التشكل الطارئ لهذا المجتمع، باعتباره مجتمعاً مُصطنعاً جاء نتيجة طفرة طارئة غير طبيعية، وباعتباره مجتمعاً ناتجاً عن خليط قومي وإثني، مُتعدد اللغات والثقافات طبقاً لمنابت وأصول السكان من أفواج الهجرات الاستيطانية الاستعمارية الكولونيالية لفلسطين.