عروبة الإخباري – عقدت الهيئة العامة لشركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية اجتماعها السنوي العادي السابع (اليوم) في فندق شيراتون ـ عمان برئاسة المهندس ناصر اللوزي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام / الرئيس التنفيذي للشركة وحضور أعضاء المجلس ومراقب عام الشركات برهان عكروش ومدققي الحسابــات (آرنست ويونغ) وجمعٌ من المساهمين يملكـون ما نسبته %64 من رأس المال البالغ 84.3 مليون دينار / سهم .
وقال اللوزي في كلمة إفتتح بها أعمال الإجتماع أننا جميعاً كمساهمين أو ممثلين لمساهمين معنيون كل العناية بمصالح الملكية الأردنية ، ومهتمون بها وحريصون عليها وعلى مستقبلها ، حتى تظل شركة طيران كفؤة ، تؤدي الدور الذي من أجله نشأت قبل 50 عاماً في خدمة الأردن .
وأضاف أن الملكية الأردنية شركة مساهمة عامة تعمل على أسس تجارية كباقي الشركات المساهمة في المملكة ، مؤكداً حرص الشركة على تحسين نتائجها المالية بكل الطاقات والوسائل من أجل رفعتها وتحقيق عائد إيجابي للمساهمين ، كما أشار في هذا الصدد إلى أن مساهمة الشركة في الناتج المحلي الإجمالي للأردن بلغت في العام الماضي 378.5 مليون دينار وبنسبة تتراوح بين 2-3% وبما يفوق مساهمة قطاعات إقتصادية بارزة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة .
كما أكد أن هذه الشركة برؤيتها ورسالتها وأهدافها تتجاوز مفهوم شركة مساهمة وحسب إلى أنها كانت وستبقى مؤسسة وطنية كبيرة ، ذات أبعاد سيادية وأمنية واقتصادية لبلدنا، وهي تتمتع برمزية خاصة كناقل وطني لا غنى للأردن عنه بالنظر إلى شبكة خطوطها التي تربط الأردن بعدد كبير من دول العالم ودورها المميز في عكس صورة مشرقة عن الأردن في الخارج .
وعبر اللوزي في هذا السياق عن تقديره للمساهم الأكبر في الملكية الأردنية؛ وهي الحكومة ، مثمناً كل الجهود الطيبة والمساعي الخيّرة التي تبذلها لدعم هذه الشركة بكل السبل المتاحة لتمكينها من تجاوز الصعوبات المالية التي تواجهها وحتى تظل تقوم بالدور الوطني المنوط بها بالتوازي مع ضرورة قيام الشركة بإجراءات تصحيحية لازمة لإعادة هيكلتها من مختلف النواحي .
وأوضح أن الحكومة ومجلس الإدارة يعملان في هذه الأثناء على دراسة جملة من الخيارات العملية التي ستكون كفيلة بإذن الله لمساعدة الشركة على معاودة الإنطلاق بعزم وقوة نحو مستقبل أفضل ، إعتماداً على إمكاناتها المتميزة، من حيث الكفاءات البشرية المؤهلة وشبكة الخطوط المدروسة والأسطول الحديث من الطائرات والخدمات المنافسة التي تقدمها لمسافريها بأفضل معايير السلامة الجوية ، لافتاً إلى أن الملكية الأردنية صنفت مطلع العام الحالي واحدة من بين أفضـل عشر شركات طيران على مستوى العالم بهذا المعيار ، الذي يُعد الأول في مجال الطيران المدني .
تأثير حالة عدم الإستقرار في المنطقة
وأشار اللوزي في كلمته التي تضمنها التقرير السنوي ووزعت على المساهمين أن العام 2013 لم يكن من ناحية حجم الإضطرابات السياسية والأمنية وحالة عدم الإستقرار التي تمر بها منطقتنا إلا إستمراراً لما كان عليه الوضع في العامين 2012 و2011 .
وأكد أن الإستقرار والشعور بالأمن هو المحرك الأساس الذي يقود عجلة السياحة والنقل الجوي عند كل شعوب الأرض ، لافتاً إلى أن صناعة النقل الجوي والسياحة دائماً هي الضحية الأولى التي تقع تحت وطأة الإضطرابات وتتأثر بتبعاتها تأثراً مباشراً ينعكس على معدل ملاءة الطائرات وأسعار تذاكر السفر التي تشكل بالتالي النتائج النهائية لأعمال شركات الطيران عموماً .
وقال اللوزي أن الملكية الأردنية التي تعمل في قلب منطقة الشرق الأوسط ، وتحيطُ بها الأحداث من كل جانب طالت عملياتها التشغيلية تغييرات وتأثيرات سلبية كبيرة ، في مقدمتها إستمرار إغلاق محطتي دمشق وحلب في سوريا ، واللتين تمثلان أهمية إستراتيجية لشبكة الملكية الأردنية بعيدة المدى ، حيث تعتبران إلى جانب بيروت الشريان الرئيس المغذي لرحلات الملكية الأردنية المتجهة إلى كل من أميركا الشمالية وأوروبا ، إذ إنخفض خلال العام الماضي معدل امتلاء الطائرات إلى هذه الوجهات بشكل واضح .
وزاد أنه بالإضافة إلى إغلاق محطتي دمشق وحلب ، فقد اضطرت الشركة العام الحالي إلى إغلاق ثلاث محطات في ليبيا ومحطة في العراق ، كما كان لا بد من خفض عدد الرحلات إلى العديد من الوجهات الأخرى ، أهمها بيروت بعد تراجعت حركة السفر إلى العاصمة اللبنانية ، مبيناً أن التأثير الأبرز على هذا المقطع تمثّل بإضطرار الشركة لتغيير المسار الجوي لرحلاتها بين عمان وبيروت إعتباراً من شهر آذار 2013 تفادياً للمرور فوق الأجواء السورية ، حيث أصبحت طائرات الشركة وما زالت تستخدم المسار الجنوبي للمملكة ، وهو ما زاد التكاليف المالية نتيجة لزيادة مدة الرحلة من ساعة إلى ساعة وخمسين دقيقة سواء للرحلات المغادرة إلى بيروت أو القادمة منها إلى عمان .
وأضاف اللوزي أن هذه الظروف التشغيلية الصعبة التي تعمل الملكية الأردنية في ظلها كان لها كل التأثير على تراجع حركة السفر والسياحة إلى الأردن والمنطقة العربية المحيطة ، سيما من أسواق السياحة التقليدية في أوروبا والشرق الأقصى التي ينظر فيها وكلاء السياحة والسفر إلى منطقة الشرق الأوسط كمحطة سياحية واحدة .
نتائــج عــام 2013
وبين أن هذه العوامل التي أسهمت في تعزيز حالة عدم الإستقرار في المنطقة إنعكست على نتائج الشركة لعام 2013 من الناحيتين التشغيلية والمالية ، إذ أن الملكية الأردنية التي طالما إعتادت أن تحقق نسب نمو إيجابية في أعداد المسافرين والإيرادات تتراوح سنوياً بين 15% – 20% لم تتمكن في العام الماضي من زيادة أعداد مسافريها ، حيث إنخفض مجمل عدد المسافرين الذين نقلتهم طائرات الشركة بنسبة 3% ما أدى إلى تراجع إجمالي الإيرادات التشغيلية من 802 مليون دينار عام 2012 إلى 744 مليون دينار عام 2013 .
وأوضح أن الشركة عملت أقصى ما في وسعها لضبط التكاليف التشغيلية في مختلف الوجوه دون المساس بمستوى الخدمات المقدمة للمسافرين ، حيث أثمــرت جهـــود الشركة لتخفيض النفقات عن تراجع التكاليف التشغيلية من 722 مليون دينار عام 2012 إلى 713 مليون دينار عام 2013 .
وأشار إلى أن التحديات التي واجهتها الملكية الأردنية عام 2013 لم تقف عند حالة عدم الإستقرار ، لكن أجواء المنافسة الشديدة بين شركات الطيـــران العاملة في المنطقة كان لها دور بارز في إنخفــــاض أسعــار بطاقات السفر ، فضلاً عن الفاتورة النفطية التي دفعتها الشركة العام الماضي والتي شكلت 38% من مجمل التكاليف التشغيلية .
وقال إن النتائج المالية للملكية الأردنية على ما تتمتع به من أهمية بالغة لكل المعنيين في هذه الشركة وفي مقدمتهم المساهمين والعاملين ، إلا أن مختلف المؤشرات الأخرى توضح أن الملكية الأردنية شركة طيران ناجحة ومتقدمة ، وهي تضاهي بمستوى خدماتها الجوية والأرضية ومؤهلات العاملين فيها والتكنولوجيا التي تطبقها ومستوى السلامة والأمان الذي تتمتع به أفضل شركات الطيران العالمية العملاقة .
الإجراءات الرامية لتحسين وضع الشركة
وبين اللوزي أن الملكية الأردنية إتخذت خــلال العام 2014 العديد من الخطــوات والإجـراءات التنفيذية الرامية لتحسين وضع الشركة وتمكينها من تحقيق الأرباح المنشودة ، كما أن الشركة عازمة على جلب إيرادات إضافية وتنويع مصادر الدخل من خلال التوجه نحو الإستثمار في صناعة الطيران في مجالات صيانة الطائرات والمناولة الأرضية وخدمات المطارات ، حيث ستدخل الشركة للعمل في هذه المجالات إلى أسواق ومطارات جديدة في المنطقة العربية تسهم في بناء وتطوير صناعة الطيران في الدول المجاورة ، فضلاً عما تقوم به على هذا الصعيد في المطارات الأردنية .
وعلى الصعيد التشغيلي فإن العام 2014 يشكل منعطفاً إيجابياً جديداً في مسيرة الملكية الأردنية وأسطولها الجوي ، حيث بدأت الشركة إعتباراً من نهاية شهر آب الماضي بإدخال أولى الطائرات من طراز بوينغ 787 (دريم لاينر) وهي الأحدث على مستوى العالم ، إذ من المنتظر أن تستقبل الشركة أربع طائرات جديدة أخرى قبل نهاية عام 2014 فيما ستدخل باقي الطائرات في السنوات القليلة المقبلة والتي ستحل مكان الطائرات العاملة حالياً في الأسطول من طراز أيرباص 340 وأيرباص 330 وستعمل على خطوط الشركة بعيدة ومتوسطة المدى وستفتح هذه الطائرات أمام الشركة آفاقاً وأسواقاً جديدة في مختلف دول العالم بما تملك من مميزات فنية كبيرة في مجال خدمات المسافرين ، بالإضافة إلى قدرتها اللافتة على التوفير في إستهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 20% مقارنة مع الطائرات المماثلة لها في الحجم .
كما جرى خلال عام 2014 إخراج عدد من الطائرات من الخدمة في ضوء قرار الشركة إغلاق عدد من المحطات على شبكتها الجوية التي تقوم الشركة بمراجعتها بشكل متواصل ، حيث قررت الشركة بسبب ضعف الجدوى الإقتصادية عدم الإستمرار بالعمل إلى كل من ميلانو وكولمبو وأكرا ودلهي وبومباي ولاغوس وإسناد مهمة تشغيل رحلات شرم الشيخ إلى شركة الأجنحة الملكية وتخفيض عدد رحلات بيروت من أربع رحلات إلى رحلتين يومياَ في إطار إتفاقية رمز مشترك أبرمت مؤخراً مع شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية .
وخلال الإجتماع أجاب اللوزي على أسئلة المساهمين واستفساراتهم المتعلقة بنتائج الشركة وخططها المستقبلية .