داعش التي هزت العالم من أقصاه لأقصاه بفضل وحشيتها غير المسبوقة، والتي تفاخرت بها بعرضها بوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، لإدخال الرعب في قلوب العالم أجمع منها، اقترب يوم الخلاص منها لإيداعها قعر مزابل التاريخ، على غرار من سبقها من أمثالها في الوحشية كالخوارج والتتار والفايكنغ والنازيين.. بل ان كل هؤلاء يتوارون خجلاً من إجرام داعش لأنه موثق بالصوت والصورة وبإرادة حرة، هي إرادة شذاذ الآفاق قادتها المشبوهين!
وأقول ان داعش أو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» دنا أجلها، لأن العالم كله من أقصاه إلى أقصاه اجتمع ضدها، ولا نعتقد أن العالم كله يجتمع أو يجمع على ضلالة، بل ان الضلالة تقطر من «داعش» ومؤيديها ومسانديها، خصوصاً ذوي الأوجه الكالحة القابعين بين ظهرانينا يتحرقون شوقاً لرؤية مزيد من انتصارات داعش على دماء وأشلاء وجثث الأبرياء العزل!
الولايات المتحدة تعهدت الأسبوع الماضي، التي تحركت أخيراً ضد داعش، ببناء تحالف قوي مكون من 40 دولة ستشارك فيه بشكل أو بآخر.. كما يزور جون كيري وزير الخارجية الأميركي المملكة العربية السعودية والأردن ليكونا نواة ذلك التحالف المبارك لتخليص العالم من كابوس داعش الدموي.. وتوقع المراقبون أن تستغرق الحملة لاستئصال شأفة داعش ما لا يقل عن 3 سنوات، ولما بعد مغادرة أوباما للبيت الأبيض.
وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل يزور تركيا لحثها على الانضمام للتحالف.. ذلك أن تركيا هي ربما من الدول التي غضت النظر عن ذلك التنظيم بحجة محاربة واقتلاع حكم بشار الأسد في سوريا.
كل دول المنطقة الخليجية اتخذت إجراءات صارمة ضد من يدعو الى، ويساند ذلك التنظيم، وحدها حكومة الكويت الرشيدة تلكأت في ذلك الأمر، مع أن الكويت متهمة بكونها من الدول الممولة للحركات الإرهابية، لا بل ان اثنين من مواطنيها ورد اسماهما في قائمة أصدرها مجلس الأمن كشخصين متهمين بمساندة الإرهاب، ولم تتخذ الكويت أي إجراء ضدهما!
ولكننا نقر ونحمد الله أن الكويت تحررت أخيراً من عقدتها الداعشية، فقد ورد بالأنباء أن سلطات أمن الدولة ألقت القبض على صيد داعشي ثمين أمس الأول، ولا يزال رهن التحقيق لمعرفة من زامله في أيام إجرامه الداعشي وطرق تجنيدهم وتمويلهم.. الخ.
والكويت ستحرج حتماً وتدمر الصورة المشرقة التي منحتها إياها الأمم المتحدة بإعلان أميرها قائداً للعمل الإنساني، والكويت عاصمة للعمل الإنساني، إذا لم تقم بما تقوم به كل الدول لمقاومة سرطان داعش الدموي واستئصال شأفته مرة وللأبد..
لذلك نقول لـ«داعش» ومحبيها: نحمد الله مقدماً على وصول السكين لرقابكم، لتذوقوا مرارة النحر الذي تتمتعون بالقيام به ضد الآخرين.. ونكرر القول المأثور «جاءكم الموت يا تاركي الصلاة»..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
Ali-albaghli@hotmail.com