عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب – اذا كانت المنطقة بما تعيشه من صراعات وما سببته انظمتها الحاكمة من بطش وتهميش وغياب عدالة وتماهي مع مصالح القوى الاستعمارية الغربية التي صنعت اسرائيل قد شكلت بيئة منبتة للتطرف الذي يستقي جذوره ايضا من معطيات تاريخية فان كل ذلك تستفيد منه هذه القوى التي حشدت قادة العالم في مؤتمر الناتو الان في لندن ..
فالغرب استعمل البندقية الاسلامية التي صدأت وكانت في المخازن حين اعاد تاهيلها وحشوها بالرصاص فيما اسماه الجهاد في افغانستان فكانت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين المستفيد الاول من اعادة تخصيب الاسلام وتحريكه بالتطرف وتسليطه على اعدائها ” الكافرين ” وباسم الجهاد ..
انه الاسلام الذي لا يجوز لاهله ان يستعملوه كما في غزة وان استعملوه كان ارهابا وهو نفس الاسلام الذي وظفه الاميركان في افغانستان والعراق وسوريا ويرفضون توظيفه في غزة ..
الى متى نبقى في ركاب هذه الدول التي قفزت على الربيع العربي وحركة احتجاج شعوبنا وحرفتها وحولت المنطقة العربية الى حرائق وقتل وفوضى غير خلاقة والى متى يبقى العرب في انظمتهم يقعقع لهم بالشنان ويغمز لهم كتغماز التين وبتجمع اكلة الناتو على خيراتهم ويجندونهم لمصالحهم ..
الناتو يريد الان ان يسرج ما بقي من خيول العرب لمحاربة العرب والمسلمين بعضهم بعضا تحت شعار التطرف بعد ان صنع فيهم التطرف وهو يريد الان لجيوش عربية ان تدخل معه في معارك في بلدانها لمحاربة التطرف .. كما كانت وزيرة الخارجية الاميركية من قبل قد دعت الانظمة والجيوش العربية لحرب ايران وحين اغرتهم لهذه المهمة قالت بضرورة اقامة دولة فلسطينية وفتحت باب المفاوضات التي انتهت بلا نتائج ..
الان يريدون عربا من جيوشنا تقاتل معهم في بلداننا واذا كنا نستطيع ان نقول كلمة تغطي هذه العورة وان تعوض شيئا مما سنخسر فلماذا لا يقول زعماؤنا الذين يستمعون لقرارات حلف الناتو بتجنيد الجيوش العربية شرطا واحدا وهو : انجزوا لنا دولة فلسطينية يطرد منها الاحتلال الاسرائيلي ونحن نكون معكم في الحرب على التطرف الذي صنعته سياساتكم وآخرها صمتكم عن العدوان على غزة والذي يكفي لصناعة ما هو اكثر من داعش ..
لقد اطلقوا الجني الارهابي من قمقمه وهاهم الان يريدوننا ان نمسك به وان نعيده في الوقت الذي ارادونا فيه من قبل وباسم الصحوة مسلمين متطرفين حتى لا نذهب الى بناء الدولة العربية المدنية التي ترفض هيمنتهم وسيطرتهم واسرائيليتهم ..
باختصار على جماعتنا العرب في الناتو ان يطالبوا بدولة فلسطينية ناجزة فوراً مقابل الدخول في حرب مع الناتو على التطرف ومنعه عن مصالحهم ..
الغرب يكيل باكثر من مكيال .. ففي الوقت الذي تمنع فيه بريطانيا ودول غربية اخرى المتطوعين من ابنائها للذهاب الى سوريا والعراق للقتال تسمح لهم وتمدهم للذهاب مع الجيش الاسرائيلي لمقاتلة الفلسطينيين لصالح اسرائيل ..
يصمتون على قتلنا في غزة ويريدوننا ان نقتل انفسنا ايضا ويقيمون الدنيا على اي قتل اخر.. فليكن الموقف لن نقف معكم مالم تقفوا معنا والمسالة واضحة في فلسطين ..!!!
والاّ فان ما تبقى من الامة ينتحر او يطلق الرصاص على نفسه !!!