عروبة الإخباري – شارك جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمنتجع سيلتيك مانور في نيوبورت جنوب ويلز، اليوم الخميس إلى جانب عدد كبير من قادة الدول الأعضاء والشركاء في الحلف.
وتشكل القمة، التي يحضرها هذا العام ما يقارب 60 رئيس دولة على مستوى العالم، فرصة دورية لرؤساء الدول الأعضاء في الحلف وشركائهم للالتقاء والتشاور حول مختلف التحديات العالمية.
ويرتبط الأردن، الذي يتمتع بموقع شراكة متقدم مع حلف الناتو، بعدد من الاتفاقات مع الحلف، وينظر إليه كشريك في تعزيز السلم والأمن والاستقرار العالمي.
والتقى جلالته، خلال مشاركته بأعمال القمة، سمو الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، حيث جرى بحث العلاقات بين البلدين الصديقين، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تم خلال اللقاء بحث المبادرات التنموية التي تقوم بها مؤسسة الأمير تشارلز في الأردن لدعم قضايا الشباب والتشغيل.
واستقبل جلالته خلال القمة أيضا سمو الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين، حيث جرى بحث العلاقات بين البلدين الشقيقين ومجمل التطورات السائدة في المنطقة، وعدد من القضايا التي تهم البلدين.
كما التقى جلالة الملك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر، ورئيس وزراء هولندا مارك روت، ورئيس الوزراء البلجيكي ايليو دي روبو، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا، ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي.
وجرى خلال هذه اللقاءات بحث علاقات التعاون الثنائي وآليات تطويرها في مختلف المجالات.
كما تركز البحث على التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، حيث أكد جلالته ضرورة التعامل مع التحديات الماثلة في المنطقة، وفق تصور يأخذ في عين الاعتبار حاجات دولها وتطلعات شعوبها بمستقبل أكثر أمنا واستقرارا.
وحث جلالته المجتمع الدولي على تكثيف الجهود من جديد لإعادة الزخم إلى عملية السلام بعد التوصل إلى وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودون أي تباطؤ، والمساعدة في تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، والتي تبحث في جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما حث جلالته على حشد التأييد الدولي لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، مستعرضا الجهود الموصولة التي يبذلها الأردن لإغاثة القطاع وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية والطبية هناك.
وجدد جلالته التحذير من أن بقاء الأزمات في الشرق الأوسط دون حلول جذرية سيغذي نزعات التطرف والتعصب والغلو ونمو الحركات المتطرفة والإرهابية، ما يتطلب تعاونا دوليا فاعلا يضع حدا لتنامي هذه النزعات والحركات التي تستهدف الجميع دون تمييز، وتشكل خطرا حقيقيا للأمن والاستقرار على صعيد المنطقة والعالم.
وأشار جلالته، خلال اللقاءات، إلى الوضع في العراق الذي أكد جلالة الملك على أنه يجب أن يبقى موحدا ومتماسكا، وأن يكون التوافق الوطني هو الأساس لحل مختلف التحديات التي تواجه العراق، معربا عن أمله في أن يتمكن العراقيون من تشكيل حكومة وطنية ممثلة لجميع المكونات السياسية العراقية.
كما حذر جلالته من تداعيات استمرار الأزمة في سوريا والتي طال أمدها، خصوصا على دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين، حيث يتحمل الأردن أعباء هائلة وضخمة كدولة مضيفة لأعداد كبيرة منهم، وبما يفوق طاقات المملكة وإمكاناتها المحدودة، ما يستدعي زيادة وتكثيف الدعم الدولي للأردن في هذا المجال.
وبين جلالة الملك أن تردد المجتمع الدولي في حل مشاكل الشرق الأوسط سيعمقها ويزيد من تعقيداتها مع مرور الوقت، مما يعاظم خطرها على شعوب المنطقة والعالم.
بدورهم، أكد قادة الدول، الذين التقاهم جلالة الملك، حرصهم على إدامة علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية القوية والمتينة مع الأردن، مثمنين دور جلالته ومساعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولافتين في ذات الوقت إلى تميز النموذج الأردني في التسامح والتعايش والتعددية.
وأشاروا إلى حرصهم على العمل مع الأردن للتعامل مع مختلف التحديات التي تواجه الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.
وضم الوفد المرافق للقمة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، والسفيرين الأردنيين في بروكسل ولندن.