عروبة الإخباري – ذكرت مصادر سياسية مطلعة أن الرئيس اليمني وافق على مطالب الحوثيين التي قادتهم لمحاصرة صنعاء منذ أسبوعين بعد تنفيذ المراحل التصعيدية الثلاثة، التي كان آخرها قطع طرقات رئيسية في العاصمة والبدء في تنفيذ عصيان مدني كان زعيمهم “عبدالملك” دعا له في آخر كلمة متلفزة ألقاها أمس الأول .
وبحسب ذاتها المصادر فإن اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين وقعت مساء أمس على مبادرة “حل وطني” تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوع من اليوم، بالتشاور مع كافة الأحزاب والقوى الوطنية، واتخاذ قرار يقضي بتخفيض أسعار المشتقات النفطية، والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ودعوة الحوثيين إلى إنهاء اعتصامهم ووقف أعمالهم العسكرية.
وأكدت المصادر أن الحكومة الجديدة ستتكون من كافة الأحزاب والمكونات السياسية والقوى الوطنية في اليمن، مشيرة إلى أنها ستكون مناصفة بين الجنوب والشمال .
وأوضحت أن الرئيس هادي سيجري اليوم لقاءاً موسعاً يضم أحزاب سياسية ومكونات وكبار رجالات الدولة، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، لإتخاذ قرار مشترك بمراجعة قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية بناءاً على نتائج اللجنة الإقتصادية المشكلة مؤخراً لذات الغرض .
وتابعت المصادر قولها إن القرار الرئاسي المرتقب سيتضمن خفض أسعار المشتقات النفطية التي ارتفعت مؤخراً بعد رفع الدعم الحكومي لها، مرجحة أن يتم ايقاف العمل بـ “الجرعة” لفترة سيتم تحديدها لتقديم دراسة اقتصادية متكاملة عن المعالجات اللازمة التي يجب أن ترافق قرار فرضها .
وتزامن اجتماع اللجنة الرئاسية مساء أمس بصنعاء مع اجتماع آخر بصعدة التي وصل اليها المبعوث الرئاسي “عبدالقادر هلال” بشأن التفاوض مع الحوثيين على بنود الاتفاق الذي سيتم الكشف عنه في اللقاء الموسع للرئيس هادي اليوم .
وبحسب المعلومات الأولية التي تم تداولها فإن المبادرة تتضمن خفض سعر مادة “البنزين” 500 ريال ، بينما ينخفض سعر مادة “الديزل” 700 ريال عن الأسعار الأخيرة التي فرضتها “الجرعة” .
وكانت هيئة الاصطفاف الوطني التي تم تشكيلها قبل نحو أسبوع من الأحزاب اليمنية لمواجهة تصعيد الحوثيين في صنعاء قد دعت امس ولأول مرة الرئيس هادي إلى مراجعة قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية لمراعاة الظروف المعيشية للمواطنين ـ حسب قولها ـ بينما أيدت سابقاً قرار رفع الدعم عن المحروقات مطالبة بسرعة معالجة الآثار الناجمة عنه من خلال إطلاق العلاوات السنوية المتوقفة منذ العام 2012 عن موظفي الدولة وزيادة رواتبهم .
الأمر الذي اعتبره الحوثيون بأنه محاولة للإلتفاف على ما اسموه “ثورة الشعب” التي قادت لمحاصرة صنعاء لأسبوعين كاملين، وإنقاذ هادي من حرج الرضوخ لمطالبهم .
وقال القيادي الحوثي “علي البخيتي” إن هيئة الاصطفاف الوطني تشرع في سرقة منجزات الثوار وتعلن تأييدها السلمي لمطالبهم بالتراجع عن قرار الجرعة.
وأضاف أن “هيئة الاصطفاف الوطني هي نسخة 2014م من هيئة أنصار الثورة الشبابية الشعبية 2011م” مشيراً بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ــ حسب قوله .
ويترقب اليمنيون بشغف نتائج اللقاء الموسع الذي دعا له هادي أمس مع كافة الأحزاب والمكونات والقوى السياسية صباح الثلاثاء، كونه يأتي لتجنيب البلاد الانزلاق في أتون حرب أهلية “طائفية”