عروبة الإخباري – بدعوة من منتدى الرواد الكبار، قدم الناقد محمد المشايخ، مساء يوم أمس الأول، محاضرة بعنوان «المشهد الثقافي في الأردن»، قدمه فيها الشاعر عبد الله رضوان، وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
وقال المشايخ في مستهل المحاضرة: في الوقت الذي تشهد فيه المملكة حراكا أدبيا تشارك في تفعيله أعداد كبيرة من الهيئات الثقافية والأكاديمية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات التنويرية المبدعة، وفي الوقت الذي يواكب هذا الحراك ازدهار في صناعة الكتاب، واحتفالات يومية بتوقيع الإصدارات الجديدة، في الوقت نفسه، ما زال مثقفو الأردن، ومؤسساتهم المعنية، يبحثون عن سبل لتأسيس ما يعتقدون انه الأقدر على تحقيق تطلعاتهم المادية والمعنوية، ومن ذلك: المجلس الأعلى للثقافة، ومجلس الهيئات الثقافية، ومجمع الهيئات الثقافية في العاصمة والمحافظات، ونقابة الأدباء والكـُتـّاب، ووضع ميثاق شرف ثقافي، وتأسيس الجبهة الثقافية، وإنجاز الدار الوطنية للطباعة والنشر والتوزيع، والخوض بجدية في موضوع الإصلاح الثقافي.
وأضاف: يبحث مثقفو الأردن عن سبل تحقيق التنمية الثقافية المستدامة، وما ستحدثه من مشروع ثقافي وطني يحقق التغيير المنشود في مسيرة الثقافة العربية في الأردن، وثمة متطلبات أخرى ما زال مثقفونا يسعون لتحقيقها ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تفعيل الاتفاقيات الثقافية والفنية المبرمة بين الحكومة ودول العالم، والاستفادة من بعض المراكز الثقافية الأجنبية الموجودة في المملكة.
وختم المشايخ محاضرته بالقول: «مستقبل المشهد الثقافي يبدو معتما أحيانا، في الوقت الذي تصدر فيه تصريحات من أعلى المستويات، توضح أن بعض الطلبة ممن تقدموا في الصفوف الدراسية لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، وأن 342 مدرسة لم ينجح منها أحد في الثانوية العامة، وأن بعض المعاهد والمراكز الخاصة تساهم في إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة بالنيابة عن الطلبة الذين يحصلون على شهاداتها، وأن كثيرين من الطلبة ينتقمون من مدارسهم ومن كتبهم ودفاترهم المدرسية في نهاية كل فصل دراسي فيعمدون إلى تمزيقها وإلقائها أمام الملأ وفي الشوارع، هذا عدا عن اهتمام كثيرين من أبناء وبنات الجيل الصاعد بالرياضة، وببعض أصناف الفن الهابط، على حساب الثقافة