عروبة الإخباري – قالت الإعلامية الزميلة عبير الرحباني إن فكرة تأليف كتابها «الاستعمار الالكتروني والاعلام»، جاء خلال اشتغالها على أطروحة الماجستير ، وتناولت ( الصحافة الالكترونية) في احد فصول كتابي ( الاعلام الرقمي الالكتروني ) الصادر عام 2012 ، وهذا هو الاصدار الثالث لي حيث تقوم المؤسسة بنشر مؤلفاتي وتوزيعها محليا واقليما.
وأشارت الرحبانب إلى أنها تنوي تنظيم حفل توقيع لكتابها الجديد الذي تهديه «الى كل من ينطق بالحق ويعمل لاجل الحق ويموت لاجل الحق».
وقد استغرق العمل سنة كاملة ومشيرة إلى أن هناك عدة أسباب للكتابة في موضوع (الاستعمار الالكتروني) وهو موضوع حساس، فضلاً عن كوننا نشهد اليوم تفجر ثورة معرفية وتطور تكنولوجيا الاتصال بكل اشكالها، وتضيف إن الواقع المؤلم الذي تعيشه اجيالنا الحالية من صراعات داخلية وقلق وفوضى وقتل ونزاعات وتفكك اسري حتىبين ابناء المجتمع الواحد وتدهور لغتنا العربية واندثار هويتنا وقوميتنا وتلوث مبادئنا وقيمنا وتغيير سلوكياتنا وتقليدنا الاعمى لكل ما هو غربي دفعني لان اقوم بتأليف هذا الكتاب
أما السبب الرئيس كما تقول: كان ثورات «ما يسمى الربيع العربي وحرب الخليج» ومدى تأثيراتها على الامة العربية على الاصعدة كافة، وما نشهده من حرب اعلامية واحتكار النفوذ الصهيوني على عقولنا وانماط حياتنا وسيطرة الاعلام الجديد والذي يعد الفيسبوك والاجهزة الذكية ابرز ادواته جعلني اقوم بتأليف هذا الكتاب.
وسائل الاتصال التقليدية
إلى ذلك بينت الرحباني بأن كل مرحلة مرت بها وسائل الاتصال التقليدية ( صحف وراديو وتلفزيون ) تعتبر وسائل اتصالية جديدة وليس اعلاما جديدا لان الاخير يعتبر بديلا عن وسائل الاتصال الاخرى.. وهو مجموعة من الانشطة الرقمية الالكترونية الجديدة حيث جاء بصورة سريعة ومفاجئة بعكس الوسائل الاخرى.
واوضحت بان الاختلاف بين مفهوم الاستعمار الالكتروني والاستعمارات الاخرى التي مر بها العالم حول مفهوم الاستعمار الالكتروني ، شارحة أن مناهجنا الدراسية ان ندرس مادة التاريخ التي تتناول الاستعمار باشكاله المختلفة كالاستعمار العسكري والاستعمار الديني والاستعمار التجاري لكننا لم نقرأ اونسمع بصورة اوسع شمولا وعمقاً عن ما يسمى بـ»الاستعمار الالكتروني» الذي تغلغل في الدول النامية عموماً والدول العربية على وجه الخصوص، حتى ان معظم الدول الغربية اصبحت تعاني منه، واصبح يسيطر على عقولنا وسلوكياتنا ومؤسساتنا وكل ما يتعلق بحياتنا على الصعد كافة، من خلال سيطرت ادواته التسويقية على صناعاتنا الوطنية، كما اصبح يتغلغل في عقول افراد مجتمعنا العربي ابتدءا من الطفل فالطالب فالاسرة فالمجتمع فالدول ككل. ومخطىء من يظن بان وسائل الاعلام تدور من فراغ، بل تسعى لتحقيق اهداف وغايات معظمها يكون مبطناً وغامضاً ما يجعلنا نعيش عصراً.. المعذرة ان قلت (عصر الشيطان).
عصر الشيطان
عن سبب اطلاقها لوصف (عصر الشيطان) على عصرنا الحالي، اوضحت الرحباني: لاننا حقيقة نعيشه فما نشهده من تجسس خبيث عبر المواقع الالكترونية والاقمار الصناعية، وما نشهده من جرائم الكترونية خطيرة، وما نكتشفه من مخاطره عميقة في شبكات التواصل الاجتماعي بخاصة الفيسبوك، وما نكتشفه من مخاطر خبيثة عبر الاجهزة الذكية يؤكد اننا اصبحنا مستعمرين ومستسلمين لتلك الوسائل
وأضافت الرحباني أن ما نشهده من حروب اعلامية اصبحت هي الابرز في عصرنا الحالي، كما ان تأثير العولمة والشركات متعددة الجنسيات وما نشهده من نفوذ صهيوني جميعها قضايا تجعلنا نشعر اننا حقيقة نعيش عصر الشيطان.
وبينت الرحباني المقصود بـ ( زعزعة العقيدة ) في كتابها «الجرائم الالكترونية «بالقول: لا شك باننا لاحظنا قيام بعض المنظمات المشبوهة عبر شبكة الانترنت بمحاولة تشويه القرآن الكريم او الاساءة للرسول سواء بالنصوص او الرسومات او الصور او الافلام.. وقد قامت بعض المنظمات المشبوهة باخراج فيلم بعنوان: ( مُحمد نبّي الاسلام) والذي تم عرض جزء منه عبر موقع اليوتيوب في العاشر من سبتمر 2012. ولم يدرك الكثيرون بان هذا الفيلم له ابعاد سياسية اكثر منها دينية في اشعال نار الفتنة الطائفية في العالم العربي.
الغزو الثقافي
وعن الصعوبات التي واجهتها في تاليف الكتاب، حيث وجدت صعوبة كبيرة في البحث، فهناك كتب عدة تناولت الغزو الفكري والغزو الثقافي وهناك من تناول نظرية الاستعمار الالكتروني لكن لم اجد اي كتاب او اي مرجع يتحدث عن الاستعمار الالكتروني.. اما بالنسبة للادوات والمراجع فقد استخدمت بالدرجة الاولى تحليلاتي الشخصية ومجهودي الشخصي عبر سنوات طويلة من المتابعة والبحث والجهد حيث كنت اتابع اولا باول التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ومتابعة الفضائيات العربية والتلفزيونات العربية الرسمية ومن ثم اقوم بعملية المقارنة ما بين فضائية واخرى وما بين الاعلام الرسمي والفضائيات وما بين الاعلام التقليدي والاعلام الجديد، وما بين الاعلام العربي والاعلام الغربي.. واعتقد ان المؤلف عموماً من الضروري ان يعتمد بالدرجة الاولى على تحليلاته وافكاره الشخصية وان يعكس وجهة نظره بحسب المواضيع التي تتطلب ذلك.
غرفة كونية
وتحدثت الرحباني عن المواضيع التي قامت بتحديثها في كتابها، لافتة إلى كتب تناولت الشركات متعددة الجنسيات بشكل مختصر، مشيرة إلى أنه لا بد من البحث عن معلومات واحداث جديدة من المؤكد انها تغيرت او تطورت او انقرضت، وقد اكتشفت الكثير من الاحداث على بعض الشخصيات والمعلومات والاحداث التي طرأ عليها تطورات كان لا بد من البحث عنها وتعديلها.
مذكرة أن «مارشال ماكلوهان» تحدث في نظريته (الكونية) في اوخر الخمسينيات من القرن الماضي، بان العالم وبسبب العولمة قد اصبح ( قرية صغيرة) او(قرية كونية) معربة عن اعتقادها اننا اليوم ومع تطور تكنولوجيا الاتصال وبخاصة ظهور الاعلام الجديد الذي تُمثل شبكات التواصل الاجتماعي والاجهزة الذكية ابرز ادواته، لم نعد نعيش في (قرية كونية) بحسب ماكلوهان، بل اصبحنا نعيش في(غرفة كونية).
الإعلام الجديد
وكان صدر للباحثة الرحباني كتاب (الاستعمار الالكتروني والاعلام). والرحباني تحمل شهادة الماجستير في الاعلام من جامعة الشرق الاوسط.. وهي مذيعة اخبار في اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية، وعضو لجنة الحريات الصحافية في نقابة الصحفيين الاردنيين، ومستشارة اعلامية لدى مؤسسة دار اسامة للنشر والتوزيع، وهي باحثة في المجال الاعلامي ولها عدة مؤلفات منها الاعلام الرقمي- الالكتروني وكتاب الاعلام رسالة ومهنة..ا
الكتاب صدر عن دار اسامة للنشر والتوزيع، يتألف من اربعة فصول وكل فصل يتضمن اربعة مباحث، حيث يتحدث الفصل الاول عن الاعلام الجديد مفهومه واشكالياته ودوره في موجات التغيير وثورات ما يسمى الربيع العربي.. كما يتناول هذا الفصل لاعلام الجديد استعمار بقوالب جديدة.
اما الفصل الثاني فيتحدث عن العولمة بانها الطريق الى الاستعمار الالكتروني كما يتناول ابعادها واهدافها وعلاقتها بالهيمنة.. كما يتناول نظرية الاستعمار الالكتروني والنظام العالمي
اما الفصل الثالث فعنوانه الاستعمار الالكتروني عصر الشيطان حيث يركز على مفهوم الاستعمار الالكتروني ومدى خطورته كما يتحدث عن عصر الشيطان والاجهزة الذكية وعمليات التجسس والجرائم الالكترونية والهاكرز.. ويكشف حقائق الفيسبوك وابعاده الخطيرة ودروه في ثورات الربيع العربي والحرب الاعلامية.
اما الفصل الرابع والمتعلق بعنوان الكتاب فيتحدث عن الاعلام الدولي والتدفق المعلوماتي الحر وعلاقته بالهيمنة الامريكية، كما يركز على الامبراطوريات الاعلامية العملاقة واحتكارها وسيطرتها على العالم كما يتناول النفوذ الصهيوني وطرق سيطرته والتحكم بالعالم وصولا الى الاعلام المعولم.