عروبة الإخباري – قال الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية القطري، إن اعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين والتي امتدت لشهر تسببت في خسائر فادحة حيث قُتل ألفا فلسطيني وجرح أكثر من 10 آلاف منهم، وكان معظم أولئك الضحايا من المدنيين وكثير منهم من الأطفال، وهو ما يمثل أحدث فصل دموي في تاريخ مأساوي.
وأضاف د.العطية، في مقال لسعادته نشره موقع “سي إن إن” الإلكتروني بعنوان “أبواب قطر مفتوحة للسلام في غزة”، “أنه خلال عقود طويلة من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لم يهتم المجتمع الدولي بشكل كامل لمعالجة التطلعات المشروعة للفلسطينيين ؛ فلا مكان أكثر من غزة أوضح صورة.. فهي تعاني نقصاً مزمناً في الغذاء والماء والكهرباء، وهي مقطوعة عن العالم الخارجي بحدود مغلقة وحصار، وأن الفلسطينيين في غزة يعانون من اليأس”.
وقال سعادة الدكتور العطية (الذي أشار الموقع إلى أنه شغل قبل توليه منصب وزير الخارجية رئاسة اللجنة الوطنية القطـرية لحقوق الإنسان) “إنه وكفرد حارب بلا كلل من أجل حقوق الإنسان؛ ولذلك فإنه لا يستطيع أن يتجاهل محنتهم، وأنه كمواطن عربي لا يمكن له تجاهل هذا الحرمان المتعمد للحقوق الفلسطينية”.
وأكد سعادته أن شعب غزة بحاجة لثلاثة أشياء هي:
أولاً: إنهم يحتاجون إلى اتفاق سلام ينهي العدائيات ويرفع الحصار الإسرائيلي القائم منذ عام 2007م، والذي حول غزة، كما وصفها بعض الصحفيين، إلى “سجن في الهواء الطلق”.
ثانياً: أن الفلسطينيين في غزة بحاجة للمساعدات الإنسانية وللتمويل من أجل التنمية ؛ حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم المدمرة ومبانيهم التي طالها القصف ومجتمعاتهم الممزقة.
وأخيراً.. أن الفلسطينيين في كل مكان يحتاجون لاتفاقية شاملة يكون من شأنها إنهاء الاحتلال وإقامة دولتين لشعبين ، ما يسمح للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن.
وقال سعادة وزير الخارجية “إلى أن يصبح حل الدولتين واقعاً؛ فإن القتال وسفك الدماء سوف يستمران بالتأكيد، وأنه كما أكدت دولة قطر عدة مرات، فإن السلام يجب أن يتحقق من خلال المفاوضات، وأن تكون جميع أطراف الأزمة ممثلة فيها”.
وأضاف “أن دولة قطر قدمت بالفعل مساعدات إنسانية لشعب غزة، وتعهدت بالمساعدة في جهود إعادة البناء عندما تتوقف العدائيات ، كما أن قطر تعمل أيضاً من خلف الكواليس لتسهيل هذا النوع من الحوار الذي يمكن أن يفضي إلى سلام دائم” ، مؤكدا أن دولة قطر في نهاية المطاف تريد مساعدة الفلسطينيين على تحقيق حق تقرير المصير من خلال إقامة دولة فلسطينية آمنة.
وقال سعادة الدكتور خالد العطية “إن دولة قطر لا تطالب بأن تكون لاعباً رئيساً على الساحة الدولية، لكنها ومنذ بداية منتصف التسعينات تبنت حكومتها سياسة الباب المفتوح التي تركز على بناء علاقات، والتوسط في حل النزاعات، وهو ما استفادت منه قطر وكذلك المجتمع الدولي”، مضيفاً “أن سياسة الباب المفتوح هذه سمحت لدولة قطر بأن تعمل كوسيط في المحادثات، وفي التعاون والنهوض بالسلام”.
وأشار إلى أن دولة قطر، وبسبب أبوابها المفتوحة على مصراعيها، أصبحت الدوحة وبشكل متزايد مركزاً حيوياً جديداً يموج بتنوع الثقافات، وبإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة باعتبار أن ذلك يعد واحداً من الأهداف الرئيسة لرؤية قطر الوطنية 2030 ، قائلا “إن دولة قطر وبسبب موضوعيتها وعدم تحيزها ؛ فإنه غالباً ما تلجأ إليها الأطراف المختلفة للتوسط بينها وإيجاد منبر للحوار ، وكمثال لذلك استطاعت قطر في عام 2008 التوصل لاتفاق سلام في لبنان بين الفصائل المختلفة التي كانت تقاتل من أجل السيطرة على جنوب لبنان ، كما لعبت قطر في وقت لاحق دوراً مماثلاً في دارفور ، واستضافت على مر السنين مقر البعثة التجارية الإسرائيلية، وأبقت قطر أبوابها مفتوحة لمؤسسات الفكر والدراسات الغربية مثل معهد بروكينغز”.
وقال سعادة وزير الخارجية “مؤخراً وبسبب سياسة الباب المفتوح تمكنت دولة قطر من المساعدة في التفاوض على تبادل الجندي الأمريكي مع خمسة من سجناء “طالبان”، كما أن قطر تساعد اليوم في تسهيل الاتصالات بين الولايات المتحدة والأمم المتحدة والجيران العرب وإسرائيل و”حماس”، حيث تبذل كافة الأطراف جهودها من أجل إيجاد حل سلمي للعنف في غزة”.
وأكد سعادة الدكتور العطية أنه في كل حالة تشعر دولة قطر أنها على الجانب الصحيح من التاريخ ؛ لإيمانها بالعدالة وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وأن كل تلك المميزات والصفات هي في محك غزة اليوم، وأنه مرة أخرى فإن “التاريخ هو الذي سيحكم على أعمالنا”.
واختتم سعادة وزير الخارجية مقاله بالقول “إن دولة قطر تقف مستعدة للمساعدة في تسوية الخلافات، وتعزيز احتمالات السلام، وأنها تقف على أهبة الاستعداد للقيام بدورها في تعزيز الحوار والتوصل إلى حلول للمشاكل التي تبدو مستعصية والتي تواجه شعوب الشرق الأوسط، ومن بعض هذه المشاكل أزمة غزة المستمرة منذ سنين بل منذ عقود؛ لكن كل ذلك لا يعني أنها لا يمكن أن تُحل.. إن نزيف الدم والمعاناة والموت يجب أن يتوقف”.
خالد العطية: أبواب قطر مفتوحة للسلام في غزة
11
المقالة السابقة