- تنوع الاهتمامات الاستثمارية ..
- من السياحة الى الصناعة الى الطيران الى المال الى التجارة
- له بصيرة تساعده الى اكتشاف الكامن وادراك الهدف
- التعليم ثم التعليم ثم التعليم هو من يعيد صياغة الجيل والمجتمعات ..
- للعراق في عنقي دين اتطلع لاوفيه
- اعشق الاردن واعمل من أجل المساهمة في تطور اقتصادياته
- الجيل العربي هو رهاننا لاختراق الزمن القادم ..
- أمتنا جريحة ولابد من المساهمة في شفائها سريعاً
عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – يستطيع ان يحمل صفة العصامية بجدارة ، فقد بدأ من عمان التي وصلها مكرها ً من لندن وقد انهى دراسته بعد موجة ترحيل العراقيين اثر الحرب على العراق بداية التسعينات..
في عمان جرّب اكثر من عمل فقد بدأ ايضاً بافتتاح مطعم في الدوار الخامس وفي تلك الايام تعرفت عليه . كان مملوءاً بالنشاط والحيوية ، يتطلع لاقامة علاقات جديدة ويرنوا إلى خدمة العراق الذي كانت أوضاعه صعبة ..
سأكتب عن الدكتور ماجد من خلال حديثه عن نفسه ، فالصورة بذلك هي الأقرب والأصدق خاصة وان من عرفوا الدكتور ماجد الساعدي عرفوا صراحته ووضوحه وصدقه ، فهو يقدم نفسه بشكل يتطابق مع شهادات الكثيرين ممن عرفوه سواء كانوا أصدقاءه أم لم يكونوا .. مسيرة الساعدي متنوعة ، وهي لم تكن صاعدة باستمرار وإن كان فيها قد حلّق أخيرا، إلا انه سار في طرق وعرة ايضا وفي مسارات متعرجة فيها مد وجزر والم وفرح وإحساس بحلاوة النجاح وأخرى بمرارة التعثر ، ظل ماجد يحتفظ بها ويتخذ من الصعوبة دافعاً له ليستمر سائراً الى الامام ومن النجاح محطة يجدد فيها العزيمة لمحطة اخرى ..
من نجاح إلى آخر ومن عمل إلى اخر فقد ظل يؤمن بتنويع عمله وتلوينه ويخوض اكثر من تجربة وفي اكثر من مجال ولم يكن في خضم انهماكه في عمله ينسى أن عليه مسؤولية اجتماعية ازاء مجتمعه ومحيطه الذي يعيش فيه في أي وطن كان . ففي الأردن التي بدأ فيها مسيرة عمله الناجحة ظل يلازم عقله ووجدانه ومدّ يد المساعدة، وقد اختار ان تكون هذه المساعدة باتجاه التعليم الذي ظل ماجد يؤمن انه الوسيلة الرئيسية لإعادة صياغة الإنسان وبالتالي المجتمع . فبالتعليم تنهض الأمم ولذا اراد لتجارب عديدة عرفها العالم المتقدم ان تاخذ طريقها لمجتمعاتنا العربية . كما أولى مشروع “مدرستي ” (الذي قادته الملكة رانيا بعد ان وضعت فكرته ) .. عناية واهتماما وساعد في ذلك وكان في مقدمة الذين آمنوا بهذا المشروع،
أحبّ الدكتور ماجد الطيران وعلومه والتدريب عليه واستثمر في هذا المجال وكان فيه رائدا حين اقام شركة Jats للتدريب على الطيران، كان ماجد يسال عن الطلبة ويتابعهم ويأخذهم لاطلاعهم على شركاته في تدريب الطيران .. كان يتابع ويسال عن اهتماماتهم وحين نساله لماذا ؟ يقول: ” ان ذلك يدفع باتجاه تفتيح مواهبهم واصابة طموحهم بالحفز والتحريك ” ..
الساعدي لا يستعجل في الحكم على الاخرين ولا يكتفي بالانطباع وانما يعطي الفرص ويتعمق في الاختبار ، يؤمن باحداث التغيير وبتراكم العمل والخبرة كما يؤمن بتوظيف المعرفة والاستثمار فيها ولعل في المراحل التي قطعها في مسيرته العملية ما يعكس روح ماجد الساعدي المحلقة .. لم يترك للمال وكسبه ان يصيب روحه بالجفاف بل ظل يؤمن أن الفن والإبداع والأدب والشعر يجعل الحياة اكثر روعة وجمالا وجدوى وانسانية لذلك تذوق الشعر واستمع الى الموسيقى وتعرف على ادباء وكتاب وفنانين وعايش بعضهم وكانت البصرة حاضنته الاولى ومسقط راسه قد وفرت له مناخات خصبة وبيئة حيوية بالجلسات الادبية والثقافية وكان يشهد المزيد منها وهو صغير .. كان يعيش في البصرة بلد الشاعر الكبير السياب .. يقول :” كنت صغيرا حين كنا نرقب ما يجري في مهرجان المربد الشعري من وراء السور” . كانت اسماء الفنانيين والشعراء والعازفين تشنف آذاننا .. كنت اسمع ايضا لشعر البداوة من الذين كانوا يقصدون بيوتنا ويقرأون اشعارهم ..
” احيانا كثيرة ادقق في التفاصيل واضع عيني على مسائل لا يضع الكثيرون عيونهم عليها في المتابعة والتدقيق واؤمن بقناعتي مهما كانت المعلومات المقدمة واعتمد حدسي واستعمل بصيرتي وهذه لا تخدعني مهما كانت المعطيات معقدة ” ..
“حين اخوض مشروعي فانا لا استهدف الربح وادعاء الفوز ولكنني أعيش المتعة والنجاح والبناء.” .. جمع ماجد ما بين رجل الاعمال الناجح والمثقف الناقد الذي يحب الاطلاع والقراءة وتذوق الفن . يعرف قيمة الفنانين والادباء والكتاب وينزلهم منزلتهم . فالعراق ظل دائما بيئة تاريخية للحضارة والانجاز والاكتشاف والاختراع ..
احب الشعر وتذوقه واعتبره وسيلة تعبير هامة لانه يمس الاحاسيس الداخلية .. ومن هنا يتميز العراق والعراقيون وهم يحملون معهم في وجدانهم حياتهم العراقية المضمخة بالادب والفن والثقافة ..
يقول : ” توجهت للدراسة في لندن وانقطعت عن أهلي بسبب حروب العراق في فترة مظلمة بداية الثمانينيات .. بدأت الدكتوراه في 1989 بعد الماجستير في 1983 .. كانت البصرة تقصف في بداية الحرب العراقية الايرانية كانت حياة الناس في بلدي صعبة .. لم أكن اعرف الكثير عن اهلي تقطعت بهم السبل وانقطعت عنهم .. كان علي ان اعتمد على نفسي .. لم اكن امتلك رسوم الجامعة كثيرون عادوا او توقفوا . ولكنني مضيت دون مساعدات مالية .. كنت مع اصدقاء نقتسم لقمة العيش والمصروف وكل واحد يسند الآخر , كانت أقساط الجامعة هي العبء . وقد ساعدني اساتذتي نفسيا ومعنويا وحتى ماديا وتوجهت وانا طالب لاعمل في تجارة تغطي مصروفي ونفقات الجامعة فعملت في سوق الاحد في لندن واشتريت ” عرباية ” وبدأت ” بألف باوند ” ابيع على عربة وبامداد وكفالة قائمة من الثقة بي فقد اعطاني من لا يعرفني بداية ما كونت به رأسمالي .. كان يدرك انني جاد امهلني اسبوع واعاد لي جواز سفري الذي كنت اريد ان ارهنه له ليثق أنني ارغب في إعادة الأموال .. “بدأت اصعد درجة درجة كان رأس مالي أيضا ثقة الآخرين ممن تعاملوا معي، فأساس النجاح هو الصدق واحترام الوقت ” ..
” لقد استعملت ثقة من سلفوني ودعموني خير استعمال وحافظت عليها . فالنجاح لا يأتي من فراغ فلابد من التصميم وعدم الخنوع للهزيمة “..
لقد تعلمت الكثير من والدي . كنت أسافر معه نأخذ البضاعة ونعود بها الى البصرة كان المجهز لا ينتظر ان يدفع له والدي سلفا .. بقيت اتذكر ذلك حين جرى التعامل معي لأول مرة وحين اشتريت اول منزل في لندن كان عمري 22 سنة فقط .. لقد اشتريته من ارباح عملي وكنت مقتنعا بان العقار هو افضل استثمار . بعته بعد ثلاث سنوات وقد ربحت وكررت العملية. كنت أغامر وأنوع عملي .. وهذا من اسباب قوة عملي وتوازنه انا لا اؤمن بالهزيمة وان وقعت فهي لم تكن صعبة عليّ لعدم وجود شركاء لي فانا أعمل لوحدي ..
حين انظر اليوم أجد ان لدي اكثر من منزل في عمان ولندن ودبي ..
انا من عائلة عديدة الافراد خمس بنات وخمسة ذكور لم نكن نميز انفسنا عن الناس الاخرين الذين نعيش معهم او الى جوارهم ..
كانت اسرتي تتمتع بروح القيادة وليس بالتميز عن الناس بقينا مع الآخرين ونعمل مع الآخرين .. لم تفارقنا المسؤولية ازاء من يعملون معنا فلم نكن نحس بتمايز طبقي ..
لقد عملت في الطيران والصناعة والسياحة ومعظم مشاريعي الاستثمارية امتازت بالتحدي النوعية وأنجزت استثمارات نوعية لم تطرق من قبل واهم شيء في عملي هو التحدي فلدي طيف واسع من الأعمال .. وليس للعمر عندي حتى الان اي محددات تمنع من اختيار مشاريعي .. كان يهمني ان أعطي مدينتي البصرة التي احتضنتني واحببتها الكثير كما اعطتني ..
عملت ايضا في بعد انساني كمنسق لشؤون المسيحيين العراقيين. اختاروني نزيها وبعيدا عن الانحياز لاعمل مع اكثر من (14) طائفة مسيحية كنت على نفس المسافة منهم .. جرى اختياري من بين عشرين متقدم .. عملت في بغداد وقد شملت البصرة ايضا التي فيها الكثيرين من المسيحيين وذهبنا الى الشمال وقد حصلت على الثقة وعلى الدعم الذي افاد المسيحيين وغيرهم في البصرة وغيرها ..لقد رافقت المطارنة في وقت الازمة وكنت افتح ابواب الكنائس معهم كنت أشعر بالسعادة وانا أقدم جهدي ووقتي ..
أحس بالألم الآن ونحن نتحدث عن تقسيمات طائفية وعن الحال في الموصل ماذا يعني ان يكون احد اصدقائي او معارفي مسيحي او من الصائبة ما نعيشه هو صراع سياسي اكثر منه طائفي انه صراع يعيد تبويب الاشياء بصورة خطرة في موجة مجنونة ستعصف بالجميع ان استمرت وقد عشنا ذلك مازلنا نعيش .. نخشى استمرار هذه الخندقة الطائفية .. يجب ان ننقذ الشباب والأجيال من حريق الطائفية ..
اعتبر نفسي رجل اعمال ناجح .. انطلقت من أسس صحيحة وقد تسلحت بالتعليم والمعرفة ولا أحب الفاظ التفخيم والتعظيم كما انني واجهت الكثير من التهجمات القائمة على شخصي نتاج من الحسد والغيرة .. لقد واجهت انني في بلد محدود الموارد ( الاردن) .. ينظر الي الناس بعين مختلفة رغم انني احب الاردن واعشقه . ولكني عشت عواصف الربيع العربي .. عشت التهجم والاتهامات ومحاولات النيل مني ..والدس الرخيص على عملي ..
لا علاقة لي باية قضايا فساد او قضايا اثيرت في وسائل الاعلام في فترة الربيع العربي والحراكات .. حاول البعض ان يزج بي في قضايا عدة .. ولكنني كماجد الساعدي غير انني رئيس مجلس الاعمال العراقي ..
استثماراتي على الأرض هنا في الأردن ليست كاستثمارات أجنبي اخر يسحب أمواله ولذلك علاقتي بالأردن مصيرية ومختلفة..
لقد كان صوتي دائما عاليا في جذب المستثمرين العراقيين الى الاردن وحتى امام المسؤولين الكبار كنت اقول لهم مباشرة .. وكان بيني وبين اكثر من رئيس وزراء عراقي حديث وطرح مشاريع عن الاستثمارات العراقية في الاردن .. سعيت من أجل تعزيز العلاقات الاردنية العراقية وعملت من اجل اهم مشروع أسميته ” الحبل السري ” وهو ربط العراق بالاردن ” بانبوب نفط ” من اجل ان ينقل النفط بهذه الوسيلة المتقدمة بدل النقل الصعب بالشاحنات ..
انه اهم المشاريع على الاطلاق .. انه يلغي فكرة “سايكس بيكو ” ويجسد علاقات جديدة ..
تزوجت في عمان بعد سنة من تعرفي على زوجتي التي كان اهلها قد هاجروا الى المانيا .. وسعادتي في ابنتي الصغيرة سارة .. بعد عمر وزيد وعلي .. هي الصغيرة التي تضيء حياتنا في البيت ..
لقد درست الهندسة .. كان والدي يريد ذلك وابني لم يقبل على الهندسة كما درست طلب ان يدرس الاعلام . والاخر القانون .. في منزلي احاول ان اوفق بين عملي وواجبات البيت وان اكون زوجا ناجحا ..
واحاول ان اشارك اولادي هواياتي .. احاول دائما ان اكون مع سارة .. مع هوايتها المفضلة وهي ” الكرتون” اجد في هوايتها اشياء جميلة .. احببت الكرتون لانني ادمنت ذلك من مرافقتها في لعبتها .. اطالع كثيرا وتستهويني القراءات العديدة المتنوعة .واقرا في السياسة والاقتصاد والفكر .. اهتم بالسياسة والقراءة في السياسة .. اقرا السياسة من وجهة نظر مختلفة دائما ابحث عن الحلول وقد قدمت دراسات وجهودا في هذا المجال .. كل ما حققته في الاردن أود ان اعكسه في العراق وأن ابدأ من البصرة، للعراق علينا حقوق ونحن قد أصبحنا اصحاب خبرة .. اعتقد ان من يملك القدرة والموهبة لا يجوز ان يكسل نحن نستطيع ان نعمل الكثير وخاصة الشباب الذين اريد مخاطبتهم دائما وقد عملت كثيرا لاتاحة الفرص امامهم ولذا اؤمن بالتعليم .. وان يكون العلم هدفاً تتزود به الاجيال واشعر بالمرارة ان العالم يسبقنا كثيراً.
ماجد الساعدي ما زال يعمل وما زال يتخطى العثرات والمناخات السيئة التي تلف العالم العربي وتلف العراق .. لا يريد ان يسلم للاحباط يريد أن يمضي وان يبعد عن نفسه موجات الاحباط جراح العراق الغائرة تؤلمه ولكنه يصر على ان يساهم في تضميدها وهو لا يستطيع ان يرى العراق بغير او في غير أمته لأنه يؤمن ان العراق جذرا وفروعا هو عراق عربي عراق العرب منذ اشرقت رايات الاسلام فيه وعليه ..
ما زال ماجد الساعدي وهو يبحر في العام 2014 في اكثر من موقع ويحمل اكثر من فكرة ويجسد بها اكثر من مشروع .. ما زال يرى ان في نهاية النفق نورا لابد من السعي اليه وادراك ما وراءه ..
تجده في الطيران يستثمر وفي الفنادق حيث السياحة التي يكون فيها مستمتعاً ومستثمراً حين ينتقل في ردهات فندق الميلينيوم المميز في عمان وهو الفندق الحامل لخمس نجوم وقد واكبه الدكتور الساعدي حجرا حجرا وقطعة اثاث قطعة فقطعة حتى اصبح على ما هو عليه اليوم .
وطموح الدكتور الساعدي لا يتوقف وقد يجد نفسه غدا في مشاريع اخرى لم يخطط لها من قبل وما كتبته هي ملامح من سيرة لم احب ان اغوص في تفاصيلها ولكن مجالستي للدكتور ماجد الساعدي في مكتبه في بناية الشرقية في الصويفية والتي يمتلكها وحيث مكتبي فيها مكنني من ان اجمع هذه الشذرات من سيرته التي استمعت اليها منه في اكثر من مناسبة وتعليق وحين كنت احيانا اتعمد السؤال لاعرف وقد نشرت الكثير منها قبل عدة سنوات في “مجلة الراية الهاشمية ” وتحديدا قبل 7 سنوات حين كانت نجاحات الدكتور ماجد تتواصل في الرحلة التي بدأت في عمان منذ بداية التسعينات وما زالت تتوالى .. لم تعطلها العقبات والتطورات والتحديات التي عطلت الكثيرين وعصفت بهم..
د.ماجد وما زال حاضرا بقوة يواصل العمل والبناء ويقود اعماله بنفسه كما يقود مجلس الاعمال العراقي ويتطلع لمواصلة مشروع العصر في الاردن والعراق وهو خط انبوب النفط الذي يسند د. ماجد فكرته ويدعو لتجسيده وانفاذه ..
ما كتبته في هذه الصفحات هو برسم القراءة والعبرة للأجيال الطالعة الأردنية والعراقية والعربية التي اهتم بها د.ماجد ..متطلعاً ان اتمكن من كتابة سيرته في كتاب متكامل يتتبع هذه السيرة وتطوراتها بشكل منهجي فذلك ما اتطلع اليه خاصة وان صديقي ماجد الساعدي كان ومن منطلق مسؤوليته الاجتماعية التي ظل يقوم بها قد دعم لي كتابين ورعاهما احدهما عن ” القدس مدينة السماء على الارض ” والاخر عن ” البصرة ” المدينة التي ولد وعاش فيها . وهما كتابان اعتز بهما وقد عرف الكثير من مثقفي البصرة وقادتها كتابي عن البصرة والذي مكن الدكتور ماجد من حمله اليها ..
ان الكتابة عن سيرة حياة وعمل ماجد تحتاج الى كتاب اجزم انه سيكون غنيا وخصبا غنى د.ماجد الساعدي وخصب افكاره وصلابة ارادته وجلده على العمل ..