عروبة الإخباري – سقط المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة المؤيدة للواء المتقاعد خليفة حفتر، أهم قاعدة عسكرية في بنغازي (شرق ليبيا)، في أيدي مقاتلين إسلاميين مساء الثلاثاء بعد معارك دامت نحو أسبوع وخلفت حوالي 60 قتيلا، كما أفادت مصادر عسكرية وإسلامية.
وقال مصدر عسكري إن “المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلاثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي”، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة إسلامية وجهادية.
وأضاف أن “القوات الخاصة والصاعقة برئاسة العقيد ونيس بوخمادة انسحبت إثر هجمات متتالية من الثوار بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بعد نفاذ ذخيرة الجنود الذين قتلت مجموعة منهم خلال المعارك التي ازدادت ضراوة منذ فجر الاثنين وهو أول أيام عيد الفطر المبارك”.
وأكد مصدر في مجلس شورى ثوار بنغازي أن المجلس استولى على المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات هامة للجيش.
وقال المصدر إن “مقاتلينا يتواجدون الآن داخل المعسكر وسينتقلون للسيطرة على المعسكرات الأخرى التي تدعم ما يعرف بعملية الكرامة”، التي يقودها اللواء المنشق خليفة حفتر.
ووفقا لمصادر طبية متعددة فإن “نحو 60 شخصا قتلوا فيما جرح أكثر من مئة شخص آخرين معظمهم من الجيش في هذه المعارك”.
وهذه أكبر خسارة للجيش الذي يتواجه مع الثوار السابقين من نحو عامين، إذ يعتبر المعسكر الذي سقط الثلاثاء أكبر وأهم معقل للجيش النظامي في مناطق شرق ليبيا بأكملها ويضم نخبة المتدربين على مختلف أنواع الأسلحة.
والثوار السابقون الذين شاركوا في إسقاط نظام معمر القذافي في العام 2011 واحتفظوا بسلاحهم منذ ذلك الحين في شكل كتائب مسلحة، أعلنوا في 20 حزيران/يونيو الماضي عن تأسيس جسم يضمهم تحت اسم “مجلس شورى ثوار بنغازي”.
وكان “مجلس شورى ثوار بنغازي” أعلن الخميس اقتحامه لعدد من معسكرات الجيش الليبي وسيطرته عليها وهي مقر اللواء 319 مشاة، ومقر الكتيبة 36 الصاعقة، ومعسكر الدفاع الجوي، إضافة إلى إعلانه السيطرة على مقر الكتيبة 21 التابعة للصاعقة وجميعها في محيط منطقة بوعطني حيث كانت تدور الاشتباكات.
وفي بيان للحكومة الليبية المؤقتة بشأن أحداث الثلاثاء قالت الحكومة إنها “تطلب من الجيش النظامي ومجلس شورى ثوار بنغازي إيقاف الاقتتال الدائر حقنا لدماء المواطنين ولضمان سلامتهم”.
ووفقا للبيان فإن الحكومة اعترفت بالمجلس كجسم قائم على الأرض بعد أن ذكرته بالاسم في بيانها.
وأشارت الحكومة إلى أنها تجهز لاجتماع يضم مختلف أطراف النزاع لبدء حوار شامل ينهي هذه الصراعات الدامية التي تعاني منها المدينة.
ومن الصعوبة بمكان أن يحدد أي مسؤول الوحدات العسكرية النظامية خصوصا بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف شهر أيار/مايو الماضي تكوين وحدات عسكرية لمكافحة ما وصفه بـ “الإرهاب” تحت اسم عملية “الكرامة”.
وانضمت للقوة العسكرية التابعة للواء حفتر أو أعلنت دعمها لعمليته عدة وحدات هامة من الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية.
ومساء الثلاثاء “سقطت مقاتلة تابعة للجيش من نوع (ميغ 21) في مدينة بنغازي دون أن يصاب طاقمها ولا أحد من المواطنين بأذى”، وفقا لمصدر عسكري.
وقال المصدر إن “الطائرة سقطت نتيجة خلل فني” وكانت الطائرة تنفذ غارات جوية لصالح قوات حفتر في محيط معسكر الصاعقة حيث كانت تدور الاشتباكات، لكن قوات الثوار تبنت عملية إسقاط الطائرة بالمضادات الأرضية.
وعبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك نشر مجلس شورى ثوار بنغازي صورا لقادته من أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا داخل معسكر القوات الخاصة والصاعقة وأمام بوابته الرئيسية بما يؤكد السيطرة عليه.
وتشهد المدينة منذ أيام حركة نزوح كبيرة للمواطنين خصوصا في المناطق الواقعة في محيط الاشتباكات وذلك نتيجة لسقوط قذائف الهاون بشكل عشوائي على أماكن مزدحمة بالمدنيين.
ومنذ أيام تشهد معظم مناطق المدينة وأحيائها انقطاعات في شبكات الكهرباء وعلى إثرها تنقطع خدمات شبكات الاتصال والإنترنت.
ومنذ مساء الثلاثاء توقف دوي الأسلحة الثقيلة في مدينة بنغازي، فيما قالت مصادر عسكرية إن “القوات الخاصة والصاعقة غادرت باتجاه جنوب شرق بنغازي للانضمام إلى قوات حفتر والعودة لتحرير المعسكر”، لكن بيانا للإسلاميين قال إنهم “على جاهزية تامة في حال أي هجوم مباغت”.