في مجلس أبو جبل الرمضاني دارت أحاديث متنوعة وحوارات شاقة أحيانا وأخرى سهلة التناول.
كان أول المتحدثين أبو صخر ابن جبل قال: يا ربعي هل تلاحظون إعلانات الجمعيات الخيرية وما تفعل وكثرة الواقفين لبعض مما رزقهم الله المنشورة في الصحافة اليومية وكأن بين تلك الجمعيات سباقا لنشر ما يفعلون من خير. يقول محدثنا إنه لاحظ كثرة إعلان تلك الجمعيات تنصب على “حفظ القرآن”، ويقول: إنا لا أمانع ولا أعترض على تعدد المراكز لتحفيظ القرآن، لكني أقترح أن تجتمع تلك الجمعيات الخيرية وتشكل إدارة خاصة لمشروع تحفيظ القرآن على مستوى الدولة والخارج وتحديد ميزانية موحدة لذلك المشروع، الأمر الذي سيحقق وفرا ماليا معتبرا، يمكن إنفاقه لتعليم حفظة القرآن التاريخ الإسلامي وشرح وتفسير علمي لسور جزء “عم”، لكونها سورا قصيرة يحفظها الناس، بمن في ذلك الأميون، لأنهم يتلون تلك الآيات في صلواتهم، فلابد من أن يعرفوا معاني ودلالات الآيات القرآنية في ذلك الجزء.
قال أخونا طرخان: ما شاء الله علينا حتى موائد رمضان للإفطار وصلت إلى أقصى جنوب شرق آسيا وإفريقيا وغيرها من الدول ولابد لنا من الإشادة بتلك الجهود التي يبذلها أهل الخير من قطر. أبو النهرين: والله شي عظيم يرفع الراس لأهل قطر كلهم، لكن يا إخواني قرأت في جريدة الشرق صفحة كاملة تحمل، “حالات إنسانية” تطلب العون المادي نظرا لضيق العيش وقلة الحيلة، وأن مرتباتهم لا تكفي ليعيشوا حياة كريمة ويطلبون العون، إما لتعليم الأولاد أو لعلاج مرضاهم، (أو… أو)، في الوقت نفسه قرأت في الصحف أن بعض أهل الخير من قطر أوقف جزءا من ماله البعض منه بمئات الآلاف والبعض بملايين، وهنا نقول: لماذا هذه الجمعيات الخيرية لا تشمل أولئك الناس الذين أعلن عن حاجتهم في الصحف بالرعاية، إما لتحمل مصاريف التعليم لأبنائهم أو العلاج أو معونة معيشة.
قال آخر: يا إخواني هؤلاء المذكورة حالتهم في الصحف أنهم في حاجة ليسوا من أهل قطر وإنما هم وافدون. ورد صاحبنا أبو تراب قائلا: نحن نقيم موائد إفطار في ميانمار في جنوب شرق آسيا على سبيل المثال وليس هناك قطري واحد وكذلك المسلم للمسلم يشد بعضهم أزر بعض واشتد الجدل حول هذه النقطة.
ما يهمنا هنا هو أن ندعو أهل الخير أن يخصصوا جزءا من وقفياتهم وزكاتهم وصدقاتهم إلى تلك الفئة المحتاجة التي تعيش بيننا وطالما هم على أرضنا الطيبة.
(2)
عبد الله الثقفي لم يعجبه الحوار، وطلب أن يأخذ المجلس راحة ويكف عن الحديث عن الفقر والفقراء والزكاة والصدقة وغير ذلك، وبادر إلى القول لصاحب المجلس: اضبط المجلس وخلنا نتحدث عن كأس العالم أي مونديال البرازيل. وافق الربع على ذلك وقال الثقفي: والله لقد حزنت كثيرا على نتيجة الفريق البرازيلي، خمسة أقوال في 25 دقيقة أنها كارثة كروية للبرازيل مني فيها بسبعة أقوال متلاحقة، أبو هلال قال: قطر ستنظم مونديال كأس العالم عام 2022 لو، لا سمح الله، خرج فريقنا من الجولة الأولى وبأهداف تساوي أو تزيد على الأهداف التي مني بها الفريق البرازيلي ماذا سيكون حالنا؟ قال آخر: لا نغضب هذه رياضة وفريق يخسر وفرق يكسب ولن نكون أول فريق يخسر ولن نكون أول فريق يكسب، الناس زعلت على هزيمة البرازيل، لأن الفريق البرازيلي عودنا على الانتصارات، إذ إنه حاز على كأس العالم خمس مرات وظهر منهم ملوك الكرة مثل بيلية وجارزينو وتستاو ورومارو، وسقراط ورونالدو، وكاكا وغيرهم كثيرون. لهذا تكون هزيمة البرازيل كبيرة وصعبة على عشاق كرة القدم، فلا نغضب إذا هزم فريقنا في كأس العالم عام 2022 وما يهمنا هو أن نقدم نموذجا للدول المضيفة وما أدراكم قد نصل إلى دور الثمانية ويمكن أن نأخذ الكأس، الكرة مدورة.
(3)
أبو مصلح الجهني استوى في جلسته وقال: يا إخواننا تحدثتم عن الجمعيات الخيرية وما تفعل من خير وتحدثتم عن المحتاجين وأصحاب الوقفيات وانشغلتم بكرة القدم والبرازيل وخسارتها وماذا عن غزه وما يجري على ساحتها وماذا يفعل العرب لإنقاذ إخوانهم في الإسلام والعروبة والجغرافيا؟ يا ربع حال أهل غزة يدمي القلوب وأكبر دولة عربية مجاورة لغزة تتمنى على إسرائيل أن تدمر غزة ومن عليها، وأمريكا راحت تطلب من دولة صغيرة مثل قطر أن تعمل جاهدة لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس والجهاد، واستعانت بتركيا إلى جانب قطر، وأميرنا الشيخ تميم، ذهب إلى تركيا للتباحث مع الأتراك عن وسيلة تحقق مطالب أهل غزة وتوقف الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على غزة.
مصر السيسي قدمت مبادرة صيغت في إسرائيل لإيقاف الحرب على غزة ولم يعلم عنها أهل الشأن الفلسطينيون إلا يمكن محمود عباس وكذب وزير خارجية مصر على الوزاري العربي بأن المبادرة وافق عليها الفلسطينيون فوافق الوزراء العرب بعد ذلك، واكتشف الوزاري العربي بأن الفلسطينيين في غزة لم يعلموا عن المبادرة المصرية وأنها توحي بأنها مبادرة إسرائيلية.
أبو شاكر القرشي قال: والله أهل غزة طلعوا أحسن من كل الدول العربية التي تتسلح بمليارات الدولارات ولم تردع عدوا ولم تسترد أرضا وأهل غزة يعيشون تحت حصار قاتل وفوق هذا صنعوا طائرات من دون طيار وصنعوا صواريخ أجبرت اليهود للسكن في الملاجئ وتعطلت مصالحهم وتعاظمت خسائرهم الاقتصادية، إسرائيل تصرخ تريد إيقاف الحرب على غزة ولو بحفظ ماء الوجه وأمريكا تعمل على ذلك وأن النصر من عند الله قريب.
آخر القول: اللهم انصر أهل غزة على أعدائهم، عربا كانوا أم يهودا، وانصر أهل الشام والعراق لاستعادة كرامتهم وهزيمة الحكام الطغاة.
محمد صالح المسفر/دحيم النفطي بين غزة والبرازيل
13
المقالة السابقة