عروبة الإخباري – قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف إنه ينظر بقلق شديد إلى بعض الدلائل التي تشير إلى احتمالية استخدام الاحتلال الإسرائيلي لقذائف وأسلحة محرمة دولياً في العملية العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ 8 أيام.
وبيّن الأورومتوسطي، في بيان صدر عنه الثلاثاء 15 تموز (يوليو) 2014، أن مجموعة من الأطباء الذين قابلهم في مستشفيات غزة، لا سيما مستشفى الشفاء، قالوا إنهم لاحظوا وجود تهتكات وعلامات في أجساد المصابين جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية، تتطابق مع ما تحدثه أسلحة (الدايم) المحظورة دولياً، والقذائف والصواريخ الحربية التي كانت إسرائيل قد استعملتها في حربها على غزة عام 2008-2009 وأدينت وقتها دولياً. مضيفين أنه لوحظ أن بعض الإصابات معقدة وينجم عنها حالات إعاقة دائمة.
وأوضح الأورومتوسطي أن هذه الإفادات تعطيه مؤشراً خطيراً على احتمالية قيام إسرائيل فعلياً باستخدام أسلحة محرمة، خصوصاً أنها كانت قد اعترفت سابقاً باستخدامها للفسفور الأبيض في حربها على غزة عام 2008-2009، مدعية أنه ليس سلاحاً محظوراً بموجب القانون الدولي.
ونوه الأورومتوسطي إلى أن تقرير بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في تلك الحرب (تقرير غولدستون) ذكر في حينه أن مخاطر استخدام هذا السلاح على المدنيين تتجاوز بشكل كبير أي أهدافٍ عسكرية منشودة، وأن الحروق التي يحدثها هذا السلاح لا يمكن علاجها في كثير من الأحيان، وقد تؤدي إلى الوفاة نتيجة تعطل عضو عن أداء مهامه.
وأكد المرصد الأورومتوسطي؛ أن هذه الشكوك إذا صحت تمثل انتهاكاً خطيراً لحقوق المدنيين في قطاع غزة، ولا سيما أنها تتناقض والمادة (32) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي حظرت “جميع التدابير التي من شأنها أن تسبب معاناة بدنية أو إبادة للأشخاص المحميين الموجودين تحت سلطتها”. مشيراً إلى أن المادة 147 من الاتفاقية، اعتبرت أن هذه الأفعال تمثل انتهاكا جسيما للاتفاقية.
وأضاف الأورومتوسطي أن المادة (35) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف نصت على أن “حق أطراف أي نزاع مسلح في اختيار أساليب ووسائل القتال ليس حقاً مفتوحاً غير مقيد بقيود”. كما حظرت الاتفاقية “استخدام الأسلحة والقذائف والمواد ووسائل القتال التي من شأنها إحداث إصابات أو آلام لا مبرر لها”. وهو ما يُعتقد أن إسرائيل، من خلال استخدامها للأسلحة غير التقليدية، والقذائف المسمارية، قد انتهكته بشكل خطير.
إحصائية: وكان المرصد نشر إحصائية مبدأية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر حتى منتصف ليل يومه الثامن. وأكّد المرصد أنّ القوات الإسرائيلية مع استمرار هجومها تصرّ على استهداف المنشآت المدنية بشكل عمد، فبالإضافة الى استمرارها في سياسة هدم المنازل وقصفها على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، والاستهداف المتعمد للمدنيين من النساء والأطفال، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية محطة معالجة المياه العادمة المركزية في القطاع ما نجم عنه إغراق عشرات الدونمات بالمياه العادمة وخسائر تقدر ب 200 ألف دولار. وبلغ عدد الضحايا في يوم الثلاثاء اليوم الثامن للهجوم 10 قتلى بينهم امرأةٌ واحدة، وبهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية الى 189 قتيلا، بينهم 39 طفلا و25 امرأة.
وبلغ عدد الجرحى لليوم الثامن من الهجمة 82 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 9 أطفال و11 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم الى 1501 جريحاً، 424 طفلاً و271 من النساء.
كما بلغ عدد الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية يوم الثلاثاء 250 هجمة منها 134 هجمة صاروخية و48 قذيفة من سلاح البحرية، و68 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 3844 هجمة، منها 2403 هجوم صاروخي، 733 قذيفة من البحرية، 708 قذيفة مدفعية.
وذكرت الإحصائية أنّه يوم الثلاثاء دُمّر 104 منازل، 23 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و81 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة الى 1757، 263 منها بشكل كلي و1494 بشكل جزئي.
كما أشار المرصد إلى استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الثلاثاء لمسجدين ومستشفى دمروا بشكل جزئي، ليرتفع عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم الى سبع وعشرين مسجدا، أربعة منها بشكل كلي والباقي جزئي، وعدد المستشفيات الى 7 جميعها بشكل جزئي، وفي وقت سابق استهدفت سيارتا إسعاف، واستهدف صحفيّ بصاروخ أدى الى مقتله واصابة مرافقيه، كما ارتفع عدد المدارس المستهدفة إلى أربعين. أضاف المرصد أن التطور الأبرز في اليوم الثامن تمثّل في زيادة عدد العائلات التي تركت منازلها ولجأت إلى منازل عائلات أخرى أو إلى نحو 16 مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين في شمال قطاع غزة، حيث تشير تقديرات المرصد إلى لجوء نحو 20 ألف شخص إلى تلك المراكز.
وعقّب المرصد في نهاية إحصائيته أن ما ترتكبه القوات الإسرائيلية يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب لاسيما استهدافها المنظم للمدنيين وممتلكاتهم وتعمد قصف المنازل السكنية والممتلكات العامة والخاصة.