عروبة الإخباري – برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ، وبالتعاون بين الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وعدد من السفارات العربية، تنطلق في التاسعة والنصف من مساء يوم غد الاثنين، في مقر الهيئة للأفلام بجبل عمان القديم، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربي.
تستهل العروض بالفيلم الروائي الأردني الروائي الطويل (مي في الصيف) لمخرجته شيرين دعيبس، حيث يبدو كل شيء على ما يرام في حياة امرأة ذكية ولمّاحة وكاتبة ناجحة على وشك الزواج من خطيبها. لتبدأ تشقّقات حياتها المثالية بالبروز لدى عودتها إلى مدينتها عمّان من أجل حفل الزفاف، إذْ تعارضُ أمها زواج ابنتها، في حين يطغى التمرّد على سلوك أختيها المراهقتين، أما والدها الذي تزوج حديثاً، فيسعى بغرابة إلى تعديل مسار حياته، وهكذا تنقسم الأسرة في غمار واقع جديد يتعلق بمصائر أفرادها جميعهم.
الفيلم التونسي «باستاردو» الحائز على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر المتوسط هذا العام، يسرد قصة رجل بلا جذور لا تاريخ، حيث دائماً ما كان يتم إقصاؤه ورفضه من قبل سكان زقاق بيئته الفقيرة. بعد طرده من عمله، قام بتركيب محطّة إرسال عائدة لإحدى شركات الاتصالات على سطح منزله مقابل مبلغ مالي شهري، أتاح الجهاز لسكان الزقاق التمتع بخدمات الهاتف الخلوي إلا أن ذلك ترك أثارا عميقة في حياة الأهالي سواء في النواحي المادية أو الاجتماعية، حيث الوجاهة والزعامة والتطلع إلى العيش في مجتمع رغد العيش مقارنة عما هي عليه أوضاع الحارة الصعبة والتنافس بين قطبيها على الزعامة.
الفيلم الروائي السوري (مريم) للمخرج باسل الخطيب الذي نال الجائزة الكبرى لأفضل فيلم عربي في كل من مهرجان الداخلة في المغرب ومهرجان وهران والجائزة البرونزية في مهرجان مسقط، يجسد قصص ثلاث نساء، تعيش كل واحدة منهن في حقبة زمنية مختلفة. يجمعهن الاسم «مريم»، فضلاً عن الحروب والهزائم التي شهدتها البلاد في القرن الماضي، وهو ما يشكل روابط مشتركة بين تلك النساء الثلاث اللواتي يواجهن الحرب بجوانبها الأخلاقية والاجتماعية. ورغم ذلك، لا تفقد أيٌّ منهن ما قدمته الحياة لهن، ألا وهو الحق في الاختيار والإرادة في الحب والتضحية، حيث تصور القصص مجتمعة مفاهيم الأمومة والتعلق بالوطن رغم ما عاصره من أحداث وتحولات.
يرصد الفيلم المغربي «هُم الكلاب» لمخرجه هشام العسري، أعضاء طاقم تصوير تلفزيوني لدى عثورهم على قصة رجل عجوز يُدعى «مجهول». تعود حكايته المأساوية إلى عام 1981، حيث اعتُقل إبان موجة الاضطرابات التي اجتاحت المغرب آنذاك، ولا يطلق سراحه إلا بعد ثلاثين عاماً في 2011، ليواجه واقعاً جديداً، محتشداً بتغيرات موجعة، وبالتأكيد فإن عليه أن يعيد اتصاله بالعالم من جديد.
«هُم الكلاب» ظفر جائزة المهر العربي لأفضل ممثل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لممثل الفيلم الرئيسي في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية وجائزة النقاد وجائزة أفضل ممثل في مهرجان في مهرجان طنجة للأفلام ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف والجائزة الكبرى في مهرجان قرطبة للسينما الإفريقية وجائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل في مهرجان وجهات النظر الإفريقية السينمائي.
وكما عُرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن جمعية السينما المستقلة وشارك في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية منها المهرجان الدولي للفيلم في مراكش ومهرجان هامبورغ السينمائي.
من ضمن الأفلام المشاركة الفيلم الجزائري الطويل «مصطفى بولعيد» وهو من الإنتاج الجزائري الضخم الذي يتناول حقبة من مراحل التحرر الجزائري، حيث تستضيف الهيئة مخرج الفيلم احمد راشدي أحد أهم رواد العمل السينمائي في المنطقة العربية عموما والجزائرية خصوصا، وهو صاحب العديد من الأفلام التي شكلت بصمة على خريطة الإبداع في السينما العربية.
وتدور أحداث الفيلم حول المسيرة الحياتية والنضالية لأحد أقطاب الثورة الجزائرية مصطفى بن بولعيد، الذي كان يحارب المستعمر في منطقة الأوراس.
تنطلق أحداث الفيلم أثناء وجوده في السجن حيث قاد بن بولعيد قواته بحنكة مع حفاظه على بساطته وتواضعه وممارسته للديمقراطية حين نذر نفسه للدفاع عن مُثُلها ورفض أن يتم الاعتراف به كزعيم. يستند الفيلم الى وقائع تاريخية، وكان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان دبي السينمائي الدولي حيث تم ترشيحه لجائزة المهر العربي لأفضل فيلم روائي، وقد شارك الفيلم في مهرجان وهران للأفلام العربية ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان أصداء سحر السينما في فرنسا.
الفيلم اللبناني «وينن» الحائز على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان طريق الحرير للأفلام، الذي ستجري مناقشته بحضور منتجه سام لحود، يحكي قصص ست نساء لبنانيّات من أعمار متفاوتة، تنتظر كل واحدة منهن عودة رجل اختفى أثناء الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان، يعملن على تنظيم اعتصام أمام مبنى البرلمان في بيروت، للمطالبة بكشف مصير المفقودين وإعادة إحياء قضيتهم المنسية من طرف المسؤولين.
أحداث الفيلم تتمحور حول حياة ومصير كل منهن حول أمل عودة أحبائهن الذين اختفوا لكنه انتظار يبقى محفوف بالشكوك والأسئلة.
أما الفيلم المصري «فرش وغطا» لأحمد عبدالله الحاصل على جائزة أنتيغون الذهبية في مهرجان سينيمد الدولي للسينما المتوسطية في مونبيلييه، فهو من بين أحدث الأفلام التي تناولت أجواء ميدان التحرير في 2011 ، وفي ظل هذه الأوضاع يحاول هارب من السجن أن يجد طريقه إلى منزله في القاهرة التي انقلبت رأساً على عقب إبان ثورة 25 يناير المصرية. ولدى زيارته عائلته وبلده الذي كان قد ابتعد عنه طويلاً، يجد أن كل شيء قد تغير والحياة لم تعد كما عهدها من قبل، فهو الآن يعاني بحثاً عن الدفء والمأوى في المناطق المهمشة والعشوائية على أطراف مدينة القاهرة.
تتيح العروض الفرصة لمحبي السينما في الأردن التواصل مع الإنتاج السينمائي العربي الحديث وتوفر نافذة للاطّلاع على أفضل ما وصل إليه من مهارة وحرفية، والالتقاء مع صناع الأفلام من عدة دول عربية، مثلما يأتي في إطار الحاجة لفعاليات سينمائية تدعم التنوع الثقافي وتعمل على النهوض بالمشهد الثقافي المرئي والمسموع في المملكة، كما أن مشاركة أفلام من بلدان عربية عديدة يوفر الأجواء المناسبة لاستقطاب عشاق السينما من مختلف شرائح المجتمع.
مهرجان الفيلم العربي في دورته الرابعة
16
المقالة السابقة