عروبة الإخباري – يشارك الاردن العالم في الحادي عشر من تموز كل عام بالاحتفال باليوم العالمي للسكان، وهذا العام تصادف الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لهذا اليوم الذي تم اعتماده في عام 1989 من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويعتبر الاحتفال بهذا اليوم فرصة لزيادة الوعي بقضايا السكان وعلاقتها بالتنمية، والحاجة لإيجاد حلول لهذه القضايا.
يقدر عدد سكان العالم حالياً بحوالي 7.187 مليار نسمة، مقارنة بحوالي 2.5 مليار نسمة في عام 1950. ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم 9.6 مليار نسمة بحلول عام 2050، وتقدر الأمم المتحدة الزيادة في عدد سكان العالم بحوالي 79 مليون نسمة سنويا. وتحتل الصين والهند المرتبتين الأولى والثانية من حيث عدد السكان على التوالي، بنسبة تزيد عن 37 % من سكان العالم، ولايزال الاردن يحتل المرتبة 106 بين دول العالم من حيث عدد السكان.
وقد شهد الأردن تغيرات ديموغرافية حادة خلال النصف الثاني من القرن الماضي أثرت على التركيب العمري للسكان، فقد ارتفع عدد سكان الأردن من حوالي 586 ألف نسمة في عام 1952 إلى 6.530 مليون نسمة في نهاية عام 2013.
وتباينت مستويات معدل النمو السكاني بشكل ملحوظاً تبعاً للتغيرات التي شهدتها عناصر النمو السكاني المتمثلة بالخصوبة والوفاة والهجرة الصافية. واستطاع الأردن أن يحقق انخفاضاً ملموساً في معدل النمو السكاني خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي والسنوات الأولى من الألفية الجديدة، حيث انخفض المعدل من 4.4 % بين تعدادي1979 و1994 إلى 2.6 % بين تعدادي 1994 و2004 ثم انخفض إلى 2.2 % خلال الفترة 2004-2013.
وحقّق الأردن أيضاً تحسناً ملحوظاً في الخدمات الصحية خلال العقود الزمنية الأخيرة من القرن الماضي والعقد الحالي من الألفية الجديدة، مما أدى إلى انخفاض معدلات الوفاة وساهم في ارتفاع جوهري في العمر المتوقع للسكان ليصل إلى 74.4 سنة لكلا الجنسين في عام 2013. وانخفض معدّل الوفاة الخام خلال الفترة الزمنية 1952-2013 بما مقداره 73.6 %، حيث انخفض من حوالي 22 بالألف في عام 1952 إلى 5.8 بالألف في عام 2013، كما انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع من مستوياته المرتفعة خلال الفترة الزمنية المشار إليها من حوالي 122 لكل ألف مولود حيٍ خلال الفترة 1952-1955 ليصل إلى 17 لكل ألف مولود حي في عام 2013، وكذلك انخفضت معدلات الإنجاب الكلية نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية من 5.6 طفلاً للأنثى في سن الإنجاب (15-49) في عام 1990 إلى 3.5 طفلاً في عام 2013، وأهم العوامل الاجتماعية التي ساهمت في حدوث الانخفاض في مستويات الإنجاب إقبال الإناث على التعليم للحصول على مؤهلات تعليمية عالية.
وكان للعوامل الاقتصادية دورها أيضاً في هذا المجال وخاصة من خلال الإرتفاع في نسبة الإناث في قوة العمل حيث وصلت إلى 17.6 في عام 2013 وزيادة رغبتهن للدخول في سوق العمل.
ويظهر الأثر الواضح لإرتفاع العمر وقت الزواج الأول للإناث الذي وصل الى 25.8 سنة في عام 2013 على مستويات الإنجاب في الأعمار المبكرة والتي تعكس التغيرات في نمط الإنجاب في هذه الأعمار.
وفي جوانب التعليم حقق الأردن ايضاً تقدماً في انخفاض معدلات الأمية من 16.7% في عام 1991 إلى 6.8 % في عام 2013، وارتفعت نسب الالتحاق في المرحلة الابتدائية إلى 98.1 للعام الدراسي 2012/2013.