عروبة الإخباري – أثار رفع أسعار الوقود والطاقة في مصر موجة من الانتقادات السياسية و الاحتجاجات الشعبية، حيث فتحت القوى الحزبية النار على قرارات حكومة المهندس إبراهيم محلب في هذا الصدد.
ووصف ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل رفع الأسعار بأنه” نهاية شهر العسل ” بين الرئيس و الجماهير ، فيما حذر بيان للجمعية الوطنية للتغيير من خطورة اتجاه الحكومة لتحميل عجز الموازنة للطبقات الفقيرة والمحدودة الدخل، الأمر الذي يشكل – حسب البيان- ضربة قاضية لفرص تحقيق العدالة الاجتماعية، ويزيد من مخاطر وقوع انفجارات اجتماعية.
و أعرب حزب ” مصر الحرية ” برئاسة عمرو حمزاوي، عن قلقه من النتائج المترتبة لزيادة الأسعار، وما سيصاحب تلك القرارات من آثار تضخم على محدودي الدخل والمعدمين.
وقال حزب التحالف الشعبي الاشتراكي برئاسة عبد الغفار شكر، أنه “ضد تحميل الفقراء وحدهم أعباء الحل واستمرار الانحياز لرجال الأعمال والمستثمرين على حساب العمال والفلاحين والفقراء عبر إجراءات تعكس انحيازا اجتماعيا واضح لصالح أصحاب المصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة على حساب الفقراء ومحدودي الدخل”.
وفيما يستعد حزب التجمع اليساري لإصدار بيان يطرح فيه رؤيته للأزمة، اعتبر قيادي بالحزب “أن العجز في الموازنة العامة للدولة كان لابد أن يتحمله الأغنياء فقط” ، فيما استنكر حزب ” مصر الثورة ” ما جاء بقرارات الحكومة، مشيراً في بيان له “أن هذا القرار سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار كافه السلع ووسائل المواصلات مما سيترتب عليه إرهاق المواطن الفقير والبسيط”.
وفيما اعتبره مراقبون، محاولة من جماعة الإخوان لاستغلال الأزمة سياسيا في الهجوم على النظام في ذكرى عزل مرسي، ندد ما يسمي التحالف الوطني لدعم الشرعية الموالي بقرارات الحكومة.
وقال التحالف في بيان له : “إن الحكومة تستهدف تجويع الشعب المصري ولاسيما الطبقة الفقيرة والأكثر عوزًا وفقرًا داعيا جموع الشعب المصري لرفض القرارات التي لا تخدم سوى مصلحة رجال الأعمال من مؤيدي الانقلاب “، على حد تعبير البيان.
وعلى المستوى الشعبي، ساد الشارع حالة من الغضب الشديد بعد صدور القرارات حيث أنه من المعروف أن أي زيادة في أسعار الوقود تنعكس فورا على أسعار المواصلات والسلع الغذائية.
وفيما أكد خبراء في الزراعة، أن قرار الحكومة برفع أسعار الكهرباء المستخدمة في ري الأراضي بنسبة 30%، سيتسبب في ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي للفدان في مكون الطاقة إلى 2106 جنيهات، بدلا من 1560 جنيها ، توقعت مصادر في نقابة الصيادين بالسويس أن ترفع الزيادة الجديدة في أسعار الوقود أسعار الأسماك على مستوى الجمهورية بنسب تتراوح ما بين 30 و50 %.
وبينما قام السائقون و الأهالي بقطع الطرق في عدد من المحافظات احتجاجا على الزيادات الجديدة ، كان لافتا أن الوقفات أخذت شكلا عنيفا من خلال مواجهات بين قوات الأمن المركزي و محتجين حاولوا قطع طريق الكورنيش أمام مبنى التلفزيون الرسمي “ماسبيرو”، وشهدت مواقف سيارات الأجرة الميكروباص و السرفيس موجة من المواجهات بين الركاب في معظم الأقاليم النائية وبين السائقين الذين استغلوا الأزمة وقاموا برفع تعريفة الركوب في ظل غياب آليات الرقابة من جانب المحافظين و المجالس المحلية .
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد حذر الجماهير من أن الوضع الاقتصادي للبلاد سيء للحد الذي يتطلب تحمل ” تضحيات مؤلمة”، منتقدا إنفاق نحو ثلثي الموازنة العامة للبلاد على الأجور و دعم الطاقة و الكهرباء و الخبز ، مؤكدا أن هذا الوضع ” لا يمكن أن يستمر”.